نقض العهود ديدن اليهود
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 29 أكتوبر, 2023
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 29 أكتوبر, 2023
نقض العهود ديدن اليهود
قد فصّل لنا الله عز وجلّ كثيرا في ذكر صفات اليهود، فتارة يجمع هذه الصفات في آية واحدة أو آيات، وتارة يأتي الكلام خاصا بواحدة من تلك الصفات؛ ويمكن القول إن كل الصفات الذميمة قد جمعها اليهود وجعلوها منهجا لتعاملاتهم، وهم لا يخجلون من ذلك. وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد من تلك الصفات الذميمة: المكر والخداع، التضليل والتحايل، الكذب والنفاق، الغدر ونقض العهود والمواثيق، الحقد والكراهية، الأنانية والدهاء، النكران والجحود، الجدال والحجاج، الاستعلاء والعنصرية، الجبن والبخل، الربا وأكل أموال الناس بالباطل، المسارعة في الإثم والعدوان وأكل السحت، قتل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقتْل الذين يأمرون بالقسط من الناس في كل مكان وزمان.. والقائمة طويلة.
وفي الحديث عن نقض اليهود للعهود والمواثيق يُشار إلى أنهم يجعلون لأنفسهم الأعذار القبيحة لفعل ذلك، والإنسان السوي من أي دين أو أي مجتمع كان يأبى على نفسه ويمقت من غيره أن يتسم بتلك السمة، لكنها كانت ملازمة لليهود. ونورد هنا مجموعة من الشواهد التاريخية حول نقض اليهود للمواثيق والعهود.
عندما هاجر الرسول (ﷺ) من مكة إلى المدينة كان اليهود يقيمون بجوار المسلمين في المدينة، وكانوا ثلاث قبائل هم: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قُريظة، وكان هؤلاء اليهود أعداء للأوس والخزرج (الأنصار) قبل أن يدخلوا الإسلام، فلما دخلوا في الإسلام وقوي أمرهم بمجيء إخوانهم المهاجرين إليهم، ازدادت عداوة أولئك لهم وحقدهم عليهم؛ فكان من سياسة الرسول (ﷺ) وطرائقه في الحكم، وحسن تدبيره، أن يبدأ هؤلاء اليهود بالمودة ويبسط لهم يد الأخوة، ويتفق معهم على التضامن والتعاون، حتى تكون المدينة كلها صفا واحدا وقوة واحدة، وحتى لا يطمع في المدينة طامع وينال منها عدو. وقد كتب الرسول(ﷺ) معاهدة بيَّن فيها حقوق المسلمين وواجباتهم وحقوق اليهود وواجباتهم، وكان أساس هذه المعاهدة الأخوة في السلم، والدفاع عن المدينة وقت الحرب، والتعاون التام بين الفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما.. ولكن الذي حدث بعد ذلك هو أن اليهود غدروا وخانوا وبدؤوا بالعدوان، فرد الرسول والمسلمون على إساءتهم وظلمهم بما جعلهم عبرة أمام القرون والأجيال؛ وما ظلمهم الله، ولكن كانوا لأنفسهم ظالمين.
فبعد انتصار المسلمين على كفار قريش في غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة شعر اليهود بقوة المسلمين، وامتلأت قلوبهم غلا وحقدا، وبدؤوا المسلمين بالشر والعدوان؛ وذلك عندما قدِمت امرأة من نساء الأنصار إلى سوق اليهود من بني قينقاع ومعها حلية تعرضها على صائغ منهم، فاعتدى عليها أحد اليهود، فانتصر لها رجل من المسلمين على اليهودي فقتله، فاجتمع اليهود عليه فقتلوه، وبذلك نقض اليهود عهدهم مع الرسول (ﷺ)؛ فتحرك بجيشه وحاصرهم خمس عشرة ليلة، وأمرهم بالخروج من المدينة فخرجوا إلى الشام بعد أن أخذ أسلحتهم وأموالهم، وبذلك تخلص الرسول (ﷺ) من أول طائفة من اليهود في المدينة بعد نقضهم للعهود والمواثيق.
وفي غزوة الأحزاب سنة 5هـ، كانت خيانة يهود بني قُريظة للعهد الذي كان بينهم وبين المسلمين؛ فقد انضموا إلى المشركين في حربهم ضد المسلمين، واشتد الحصار على المسلمين من جهتين: عدو من الداخل (يهود بني قُريظة) وعدو من الخارج قوامه المشركون، فاستمر الحصار لمدة شهر كامل حتى أرسل الله ريحا شديدة اقتلعت خيام المشركين وقذف الله في قلوبهم الرعب، فارتحلوا.. وبعد أن تم ذلك وانتصر المسلمون في غزوة الخندق، توجه الرسول (ﷺ) إلى يهود بني قُريظة، فقام بحصارهم وأمر بإخراجهم من المدينة بسبب غدرهم وخيانتهم.
وفي التاريخ الحديث والمعاصر، لم تلتزم إسرائيل بأي قرار من القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة؛ ففي حرب 1948م تم الاتفاق بين إسرائيل والدول العربية على وقف الحرب لمدة شهر، يلتزم خلاله الطرفان بعدم جلب السلاح والجنود، والتزم العرب بالهدنة، لكن إسرائيل لم تلتزم وبدأت في تقوية قواتها من حيث العدد والتسليح والتدريب، وعندما تم استئناف القتال ظهر تفوق اليهود على جميع جبهات القتال وتراجعت القوات العربية وانهزمت.
وفي عام 2003 تم إبرام اتفاق بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، ولم تلتزم إسرائيل بالهدنة. وفي إبريل 2012م وقع اتفاق بين الأسرى الفلسطينيين وإدارة السجون الإسرائيلية، ولكن إسرائيل لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه.
فاليهود قوم بُهت، مهما مرت بهم الأزمنة وتغيرت بهم الظروف، وهذا ما أعلنه عبد الله بن سلام اليهودي بعد إسلامه، فقد قال للنبي (ﷺ): “إن اليهود قوم بُهت، كذابون، مُمارون لا يرجعون إلى الحق..”. وهذا الذي تم ذكره غيض من فيض من أخبار نقضهم للمواثيق، وما خفي أعظم.
أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
0 تعليق