
هروب حسينة واجد.. نعمة مصارع الطغاة
بقلم: إبراهيم الدويري
| 18 أغسطس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: إبراهيم الدويري
| 18 أغسطس, 2024
هروب حسينة واجد.. نعمة مصارع الطغاة
كتبت عام 2016 عن شهداء البنغال وعلمائها المصلحين الذين ارتقوا في فترة من أحلك فترات الأمة الإسلامية، وهي الفترة التي أسميتها “زمن التقوقع الحرج”، حينها لم يدر بخلدي أن ذلك الكمون الشعبي وتلك الغثائية الإسلامية تحتهما زمان يتهيأ للوثوب على نظام الجزارة حسينة واجد، التي حولت بلادها إلى مآتم باستهدافها لرموز الإسلام وأعلام المصلحين في بنجلاديش.
كانت الهاربة حسينة واجد رائدة التطرف اليميني في محاربة الإسلام في شبه القارة الهندية، فقد قامت يوم 10 مايو/ أيار 2016 بإعدام الدكتور مطيع الرحمن نظامي، رئيس حزب الجماعة الإسلامية في إقليم البنغال، وهو الحزب الذي اشتهر بمعارضة انفصال بنجلاديش عن باكستان عام 1971، وهو الإعدام الذي أيدته أمريكا، ورأت أنه تنفيذ للعدالة، وأعقب إعدام الزعيم الإسلامي إعدامات أخرى ارتقى أصحابها في ظل وجوم إسلامي شعبي ورسمي مقيت.
ذلك الوجوم الإسلامي وتلك المواقف الخاذلة لشهداء البنغال كانا نتيجة عسف الثورات المضادة، التي نجحت مؤقتا في إيقاف قطار الحرية والعدالة بفعل المجازر المرتكبة بحق الأبرياء في مصر واليمن وسوريا وليبيا، والسجون التي فغرت أفواهها في جزيرة العرب، تلاحق أحرارها بالتهمة وتقتل بعضهم بالظنة، وهو وجوم ظن عرابو الثورة المضادة ومشايعوهم من اليمين الهندوسي والصليبي والصهيوني المتطرف أنه ضربة لازب على الشعوب، كما ظنوا أن أحلام التغيير في العالم الإسلامي قُضي عليها، ولم يبق إلا تصفية قضية فلسطين برمزيتها الإسلامية والتحررية، قبل أن يتفاجأ العالم أجمع بطوفان الأقصى.
جاء الطوفان والعالم ينتظر تشييع القضية الفلسطينية، واستسلام أهل غزة بعد سنوات الحصار المرير والحروب المتتالية، وترويج اتفاقيات إبراهام، واستكمال مسار التطبيع والخضوع الكامل للصهاينة. ولئن كان مركز الطوفان في فلسطين فإن روحه عبرت القارات، وتأثر بها العالم أجمع على مستوى الانتخابات والمواقف والاقتصاد، والحراك النقابي الذي أعاد لطلاب الجامعات في أمريكا والغرب وآسيا أرواحهم النضالية.
والطوفان روح سارية تعيد ترتيب الأولويات لدى الشعوب الحرة، وتوقظ تلك التي ألفت العبودية السياسية، وهو مورد إحياء للشعوب الإسلامية، كشف لها قيمة الكتاب الذي بين يديها، وبصَّر التيارات الإسلامية بواقعها الحقيقي، وحجم الأوهام التي عشعشت في أذهان قادتها المثقلين بأعباء عقود الاستضعاف، وهو روح ألهم الشعب البنغالي ثورته التحررية، فحمل الطلاب علم فلسطين إلى جانب علم بلادهم.
واستفاد ثوار البنغال من تجارب الربيع العربي، فكان الحسم شعارهم مع أركان النظام الساقط، وتلك تحديات كبيرة تعاني منها كل ثورة شعبية، علاوة على خطاب التيئيس الذي تبثه دعايات الثورة المضادة، جاهدة أن تنغص على الشعوب بهجتها بمصارع طغاتها، واندحار جلاديها، وذلك بتذكير الشعوب بأحوال الدول التي سقط حكامها الظلمة إبان الربيع العربي، وهي أحوال سيئة -لا شك- ناشئة عن تحكم الطغاة وما بذروه من أسباب التخلف والخلافات، ولو بقي أولئك الساقطون المندحرون فترة أطول لكانت أحوال البلدان أسوأ بكثير مما هي عليه الآن من مخلفات الطغيان والاستبداد.
وما يجب أن توقن به الشعوب هو أن الأوضاع السيئة التي تعيشها دول الربيع العربي سببها الحكام الذين حبسوا عنها أنفاس الحرية، ورسخوا الزبونية والفساد، وحاربوا الحكامة الراشدة واستهزؤوا بقيم الحكم ومصالح العباد، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم وقصورهم وأجهزة مخابراتهم من الله والناس، فلم يغنهم ذلك شيئا من غضبة الشعوب الثائرة المبتهجة بسقوط الظلمة؛ فمصرع الطغاة في حد ذاته نعمة عظيمة، إذ هو من قطْع دابر الظالمين، الذي أرشد الله إلى حمد نعمته بأن قضىاه.
كان الربيع العربي المغدور موجة من انتفاضات فلسطين المتتالية، واليوم تبدو أمواج طوفان الأقصى الهادرة تضرب من بعيد، فأتت على حكومات في أوروبا، واتجهت شرقا نحو شبه القارة الهندية فجرفت نظام حسينة واجد الإقطاعي المتطرف، وهو سائر في طريقه لتحرير العالَم من تحكم الصهيونية الظالم والقتلة المتسلطين، وذلك مقتضى مباركة الله لبلاد الشام والأرض التي بارك فيها للعالمين، وحينها تكتمل النعمة الكبرى بقطع دابر القوم الظالمين، ويقول المؤمنون: الحمد لله رب العالمين.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق