
هل تحدث المعجزة؟
بقلم: محمود عبد الهادي
| 25 يناير, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: محمود عبد الهادي
| 25 يناير, 2024
هل تحدث المعجزة؟
ترتكب حرب الإبادة في قطاع غزة بتواطؤ العديد من الدول العربية، مما ينذر بكوارث إذا لم تتحرك لوقف الحرب وتفشل مخططات التفريغ والتوسع الصهيوني. هذا المقال يستعرض التحديات والمسؤوليات التاريخية التي تترتب على هذه الدول.
صمت العرب والإسلام أمام حرب الإبادة في قطاع غزة – الحاجة الماسة للتحرك والمسؤولية التاريخية
لا يكاد المرء يصدّق أن حرب الإبادة الجماعية الصهيو-أميركية في قطاع غزة؛ تجري فعلاً وليس خيالاً.. لا يكاد المرء يصدق أن هذه الحرب تجري يومياً على مدار الساعة، على أرض عربية إسلامية تسكن قلوب العرب والمسلمين، بينما دولهم لا تحرّك ساكناً لنصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولممارسة الضغط السياسي والاقتصادي على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإيقاف هذه الحرب، رغم بشاعة ما يحدث، ورغم مواصلة التحالف الصهيو-أميركي مخططاته الرامية إلى تفريغ قطاع غزة وتهجير السكان.
تملك الدول العربية الكثير من الأوراق التي يمكنها إيقاف حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة، وإفشال مخططات التفريغ والضم والتوسع الصهيوني، وإن تقاعسها عن استخدام هذه الأوراق لا يعفيها من المسؤولية التاريخية مهما كانت الذرائع والمبررات.
“الشعوب العربية والإسلامية تنظر بغضب وإشفاق شديدين، وتناشد دولها للتحرك والقيام بواجبها الذي يفرضه عليها الرباط القومي والديني مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلا أن هذا الغضب وتلك المناشدات تذهب أدراج الرياح. ورغم اقتراب الحرب من نهاية شهرها الرابع، ووصول الحالة الإنسانية في قطاع غزة حدّاً يفوق قدرة القلب على التحمل، ووصول الوضع السياسي حدّاً يفوق قدرة العقل على الاستيعاب، فإن الموقف العربي والإسلامي الرسمي ما زال على ما هو عليه، فاضحاً حالة العجز التي تعاني منها الدول العربية، والمرشحة للاستمرار لعدة عقود قادمة، منذرة بكوارث كبيرة قادمة إذا استمر هذا العجز، ولم يتم في الوقت المناسب تداركه وإعادة بناء النظام العربي على أسس راسخة، قادرة على حماية مصالحها المشتركة، وليس مصالح أعدائها المفروضة عليها بسبب العجز الذي يسيطر عليها.
جريمة العجز والسكوت
إن استمرار الدول العربية في صمتها الحالي على ما يقوم به الكيان الصهيوني – ومعه الولايات المتحدة- في قطاع غزة، وتمكينه من القضاء على المقاومة وتدمير القطاع لإفراغ سكانه وضمّه، يشير إلى عدة نقاط ينبغي الوقوف عندها والعمل بمقتضاها، وفي مقدمتها:
- نجاح الكيان الصهيوني في اقتحامٍ واسع النطاق للمنطقة العربية في القريب العاجل، وتصدّره لقيادتها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وفكريا، ليتابع صعوده الإقليمي ضمن مرحلة التحولات القادمة التي يتم فيها إعادة تشكيل العالم.
- استمرار حالة التشظّي والاحتراب والمنافسة العدائية بين الدول العربية بعضها مع بعض، بدلاً من أن تبني قواعد التكامل في كافة المجالات، وعلى رأسها تحقيق الاستقرار السياسي، وتعزيز الحريات، وتفعيل القانون والدستور. وإن المرء ليعجب كيف يستسهل البعض عملية التكامل مع الكيان الصهيوني، ويتسامح سريعاً مع عقود العداء التاريخي معه، وينخرط معه في خطط تكاملية في شتى المجالات، وغالباً من طرف واحد؛ ثم لا يفعل الأمر نفسه مع دول أهلنا وأشقائنا.
- إن السكوت على جريمة تدمير قطاع غزة وتهجير أهله وضمه للكيان الصهيوني؛ يُعتبر في حد ذاته اشتراكا فعليّا معه في هذه الجريمة. والأخطر من ذلك، موافقته على استكمال عملية التوسع الجغرافي واستكمال المرحلة الأولى من أحلامه التاريخية، وإقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين، والتي ستؤسس لمرحلة جديدة من الهيمنة الصهيونية الإقليمية، الاقتصادية على وجه الخصوص، والتي ستمهد للمراحل التالية من التوسع الجغرافي في المنطقة.
إن الدول العربية، حتى في ظروفها الراهنة، تملك الكثير من الأوراق التي تُمكِّنها من إيقاف حرب الإبادة الجارية في قطاع غزة، وإفشال مخططات التفريغ والضم والتوسع الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني، وإن تقاعسها عن استخدام هذه الأوراق لا يعفيها من المسؤولية التاريخية مهما كانت الذرائع والمبررات. - إن إلقاء اللائمة على حركة حماس، وتحميلها المسؤولية عما يحدث؛ هروب مفضوح من مواجهة الحقيقة، وإتاحة المجال للكيان الصهيوني للقيام بعمل ما يحلو له، وتحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة، بينما الجميع يقوم بدور المتفرج بحجة تحميل حماس المسؤولية. إن مجاراة الكيان الصهيوني في أن الحرب الدائرة في قطاع غزة هي حرب ضد حماس والجماعات الإرهابية، وليست ضد الشعب الفلسطيني، وأنه لا علاقة لها بالعرب ولا بالمسلمين، وتذرُّع البعض بهذه الحجج لتبرير تخاذلهم وتقاعسهم عن القيام بواجبهم؛ ذلك يشكِّل جريمة أخرى، وهي جريمة أكبر من التخاذل والتقاعس في حد ذاته.
من المعلوم أن بعض الدول العربية تضع حماس والجهاد الإسلامي، وغيرهما من فصائل المقاومة، ضمن قوائم الجماعات والمنظمات الإرهابية، في سياقات سياسية استثنائية متغيّرة؛ لكن هذا الموقف لا يعفي الدول التي اتخذته من القيام بواجبها تجاه ما يجري في قطاع غزة، ونصرة الشعب الفلسطيني، ليس بالمساعدات الإنسانية البائسة، وإنما باستخدام كافة أوراقها لإيقاف الحرب وإفشال مخططاتها. - لا مفر أمام الدول العربية استعداداً لمواجهة تحديات التحوّلات القادمة؛ من تعزيز جبهاتها الداخلية، وتقوية علاقتها مع جميع القوى السياسية والاجتماعية والمدنية، للتخلص من نقاط الخلل والضعف في أنظمتها السياسية، والتي تسمح للغرب باستغلالها من أجل ابتزاز دولنا وتوجيهها في المسارات التي تحقق مصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والدول الغربية قبل أي شيء.
إن الشعب الفلسطيني يعيش في الجحيم، وينتظر من أهله في الدول العربية أن يتحركوا لإيقاف هذه الحرب فوراً، ويستغيث بهم صباح مساء، ليسارعوا إلى القيام بذلك، فالوضع أصبح لا يحتمل التأخير.. فهل تحدث المعجزة ويتحركون؟
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق