هل تنتصر محكمة العدل الدولية للحق الفلسطيني؟!
بقلم: هديل رشاد
| 11 يناير, 2024
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: هديل رشاد
| 11 يناير, 2024
هل تنتصر محكمة العدل الدولية للحق الفلسطيني؟!
تتجه الأنظار إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمتابعة جلسات الدعوى التاريخية المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
محكمة العدل الدولية تستمع لدعوى جنوب أفريقيا ضد جرائم إسرائيل في غزة
تتجه أنظار العالم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، لمتابعة أولى جلسات الدعوى المقدمة من جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بتهمة ارتكابها جرائم إبادة جماعية ممنهجة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اللحظة.
وتعد هذه المرة الأولى التي تُحرَّك فيها دعوى قضائية ضد إسرائيل، وتأتي بعد خذلان الأسرة الدولية للشعب الفلسطيني، لاسيما منذ تكثيف إسرائيل عدوانها على غزة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وبعد تواطؤ عدد من الأطراف في دعم إسرائيل لمواصلة إبادتها الجماعية لأهل القطاع، دون التمييز بين مدني ومقاتل، مخلِّفة حتى آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية والأمم المتحدة 23 ألفًا و357 شهيدًا، و59 ألفًا و410 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن الدمار الهائل الذي أصاب البنية التحتية، والذي نتج عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وقد رفعت جنوب أفريقيا في 29 ديسيمبر الماضي دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حق سكان قطاع غزة، وطالبت المحكمة بأخذ إجراءات من أجل حماية الفلسطينيين خلال الحرب الوحشية التي يخوضها الاحتلال ضد القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتسعى جمهورية جنوب أفريقيا في الدعوى المقدّمة في 84 صفحة باللغة الإنجليزية ضد إسرائيل، لاستصدار قرار عاجل بمنع الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، سيما وأنَّ إسرائيل من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وهذا ما تستمد منه المحكمة سلطتها في النظر بطلب جنوب إفريقيا؛ إذ إنه بموجب نظام المحكمة يحق لأي دولة موقعة على الاتفاقية أن تتقدم بشكوى لديها ضد دولة أخرى، حتى لو لم تتضرر الدولة المشتكية نفسها من الدولة المعنية، وقد وقعت كل من جنوب أفريقيا وإسرائيل على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، التي تمنح محكمة العدل الدولية الاختصاص القضائي للفصل في النزاعات على أساس المعاهدة، وتلزم الاتفاقية جميع الدول الموقعة بعدم ارتكاب الإبادة الجماعية وبمنعها والمعاقبة عليها.
ولابد من التأكيد على أنَّ تحريك الدعوى من قبل جنوب أفريقيا ضد جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ضاعف من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها تل أبيب، لاسيما مع عدم إيفاء الحكومة الإسرائيلية بوعدها استرجاع أسراها المتواجدين في قطاع غزة، بل والتسبب بقتل عدد من أسراهم خلال المحاولات الفاشلة التي قام بها جنود الاحتلال لاسترجاعهم، إذ علق عدد من خبراء القانون الدولي الإنساني على الدعوى بأنَّ صدور حكم ضد إسرائيل من قبل المحكمة – وإن لم يتم الإلتزام بتفيذه- سيحدث زيادة في حالة الإرباك التي يعيشها مجلس الحرب في إسرائيل، خاصة وأنهم يخشون المواجهات الدولية، فكيف وهم محل إدانة؟! الأمر الذي سيزيد من الضغط على تل أبيب وحلفائها لإيقاف الحرب ضد المدنيين، حيث إنَّ أحكام محكمة العدل الدولية ملزمة قانونا، إلا أن قضاة المحكمة ليس لديهم السلطة لإجبار أي دولة على تنفيذ الأحكام.
وقد يكون الدافع لتحريك الدعوى من قبل جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل ليس محلًّا للسؤال، وهي الدولة التي يشهد لها التاريخ بنضالها في مواجهة الفصل العنصري “الأبارتهايد”، وهي التي قال رئيسها الراحل نيلسون مانديلا “حريتنا منقوصة من دون حرية الفلسطينيين”؛ إلا أنَّ السؤال: هل ستنتصر محكمة العدل الدولية للجانب الفلسطيني بإدانة جرائم الإبادة الجماعية المقترفة من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة؟! ونذكر هنا أنه كان لها موقف واضح في إصدار حكمين بوقف الإبادة الجماعية، الأول يتعلق بميانمار لجرائمها بحق شعب الروهينجا، والآخر ضد روسيا أمام أوكرانيا، وكلنا أمل أن تقوم محكمة العدل الدولية باختصاصاتها في إدانة وتجريم أعمال الإبادة الجماعية، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في ظل دعم أغلب دول العالم لملف جنوب أفريقا في الدعوى المقدمة ضد إسرائيل.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
0 تعليق