هل ينجح الرئيس بايدن وقد بلغ من الكِبَر عِتِيّا؟

بواسطة | يونيو 8, 2023

بواسطة | يونيو 8, 2023

هل ينجح الرئيس بايدن وقد بلغ من الكِبَر عِتِيّا؟

يبدو أنّ المواسم السياسية في الولايات المتحدة، على غرار المواسم الزراعية، تستند إلى تقدير متفائل بوجود قرينة ضمنية، بين موسم غرس متكامل وموسم حصاد مثمر؛ وهي جدلية مفتوحة تكمن خلف قناعة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، الذي قرر في الأسبوع الأخير من أبريل/نيسان، ترشيح نفسه رسميا لولاية ثانية في انتخابات الرئاسة عام 2024. ويبدو من القراءة الأولية أن مستشاري بادين يعتقدون أن مستوى التنافس على الضفة الأخرى لدى الحزب الجمهوري، لا ينمّ عن هندسة سياسية مبتكرة، أو -بعبارة أخرى- أن الجمهوريين حلّت بهم معضلة خريف سياسي، بالنظر إلى مساعي دونالد ترمب للعودة إلى السباق، وتشبع حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتوس بالأفكار اليمينية نفسها، التي تنحو إليها الترمبية التي جرّبها الأمريكيون لأربع سنوات (2016-2020). وشدد الرئيس بايدن في خطاب إعلان الترشيح على شعار الاستمرارية بالقول: “دعونا ننهي هذه المهمة” Let’s finish this job؛ وهي عبارة تلمح إلى علوّ كعب الديمقراطيين في هذه المرحلة، إزاء برامج منافسيهم من مرشحي الحزب الجمهوري.
لكن بادين ليس في عصره الذهبي الزاهر بالتأكيد، فقد أظهر استطلاع جديد للرأي العام الأمريكي، أن نصف الديمقراطيين فقط يعتقدون أنه ينبغي أن يترشح مرة أخرى عام 2024؛ لكن الغالبية العظمى منهم تقول إنهم من المرجح أن يدعموه إذا أصبح مرشح الحزب. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز “نورك” لأبحاث الشؤون العامة في جامعة شيكاغو، أن نسبة 26 بالمئة من الأمريكيين بشكل عام يؤيدون ترشّح بايدن للرئاسة مجدّدا، وهو انتعاش طفيف بعد أن كانت النسبة 22 بالمئة في يناير 2023. وقال 47 في المئة من الديمقراطيين إنهم يريدونه أن يترشح بزيادة ضئيلة أيضا على نسبة 37 في المئة في يناير الماضي. في المقابل، قالت نسبة 65 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة إنهم (بالتأكيد أو ربما) لن يدعموا الرئيس السابق ترامب إذا تم ترشيحه في انتخابات عامة. ويشجع عدد من الديمقراطيين كلا من الكاتبة وعضو مجلس النواب ماريان وليامسون، وروبرت كينيدي الابن على خوض غمار منافسات المرشحين الديمقراطيين، للحصول على تزكية الحزب.
بيد أن الرئيس بادين، الذي سيبلغ من العمر 86 عاما في نهاية الولاية الرئاسية الثانية في حالة فوزه، وأعضاء فريق حملته الانتخابية المرتقبة، ينطلقون مما يمكن اختزاله ضمن أربع فرضيات فرعية متداخلة، ترجّح لهم كفة الميزان ضمن التنافس التقليدي بين الحزبين: الديمقراطي والجمهوري.  وتشكل هذه الفرضيات الأربع ما يمكن اعتباره فرضية رئيسة قابلة للتأكيد، باعتبارها تقوم على ديناميات متحركة في الحاضر والمستقبل. ويمكن تعقّب روافدها في تطوّر الفلسفة السياسية البراغماتية، التي يهتدي بها مستشارو البيت الأبيض واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.
من أوّل من نظّر في هذا الاتجاه توماس تشامبرلين Thomas Chamberlin الذي كتب عن “منهج الفرضيات العملية المتعددة” The method of multiple working hypotheses في أواخر القرن التاسع عشر، واسترعى الانتباه إلى أهمية تقييم عدة فرضيات في وقت واحد، ورفض تلك التي تتعارض مع البيانات المتاحة، وانتهى إلى الفرضية الواحدة التي تدعمها البيانات. وكان الفيلسوف تشارلز بيرس Charles Peirce، الذي يعدّ أبا التفكير البراغماتي الأمريكي، قد توصل إلى أن الفرضية التفسيرية لا يمكن تبريرها فقط باعتبارها استنتاخا مؤقتا من خلال معقوليتها (التي كان يقصد بها طبيعتها واقتصادها في التفسير)، ولكن أيضا يمكن تبريرها كنقطة بداية من خلال الوعد الأوسع بأن الفرضية صالحة للبحث، فضلا عن أن تبريرها غالبا ما يكون على أساس أنها ستكون مثمرة، وليست معقولة فقط (على مستوى الاستنتاجات المنطقية)، وضرورية لفكرة فرضية العمل، كما صاغها لاحقا زميله البراغماتي الآخر جون ديوي John Dewey. ويعتقد الرئيس بايدن أن السياق السياسي في الولايات المتحدة وبقية العالم، يقدم فرصة جيدة لكي يتفادى ما أصبح “نقمة” الرئيس ذي الولاية الواحدة في البيت الأبيض. 

يروي الرئيس بايدن في فيديو الترويج لترشحه لانتخابات 2024، الذي يستهل رسالته بصور لأحداث 6 يناير 2021 تظهر نشطاء التمرد وحقوق الإجهاض وهم يحتجون أمام المحكمة العليا الأمريكية: “عندما ترشحت لمنصب الرئيس قبل أربع سنوات، قلت إننا في معركة من أجل الحفاظ على روح أمريكا”..

الفرضية الأولى: سجل الانجازات التشريعية 
يميل الرئيس بادين ومستشاروه إلى الاعتقاد أن سجل السنوات الثلاث الأولى من رئاسته في المجال التشريعي قوي وواعد، وأن طريقه سلس بين الديمقراطيين لعدم وجود منافسين من الحزب ذاته. ويعتد بما يعتبره إصلاح الأزمة الكبرى بعد الانقسام العرقي والثقافي، الذي كرسته سنوات الرئيس ترمب وغلبة اليمين المتطرف في البيت الأبيض، فضلا عن الخروج من مضاعفات جائحة كورونا.
يروي الرئيس بايدن في فيديو الترويج لترشحه لانتخابات 2024، الذي يستهل رسالته بصور لأحداث 6 يناير 2021 تظهر نشطاء التمرد وحقوق الإجهاض وهم يحتجون أمام المحكمة العليا الأمريكية: “عندما ترشحت لمنصب الرئيس قبل أربع سنوات، قلت إننا في معركة من أجل الحفاظ على روح أمريكا”.. هي عبارة نقدية مباشرة لتركة ترمب، وإصلاحية باتجاه إنقاذ اللحمة الاجتماعية والوطنية بين الأمريكيين. ويضيف بايدن: “السؤال الذي نواجهه هو عما سيكون لدينا في السنوات المقبلة، أهو مزيد من الحرية أم حرية تقل؟. ومزيد من الحقوق أم حقوق أقل؟… أنا أعرف ما ينبغي أن يكون الجواب وأعتقد أنكم كذلك. هذا ليس وقتا للتباهي بالرضا عن النفس. هذا هو سبب ترشحي لإعادة انتخابي.”
تنمّ نبرة بايدن أيضا عن تذكير ضمني بالقيم، وما يربط بين فترة رئاسته وفترة رئاسة باراك أوباما، عندما كان نائبه مدة ثماني سنوات (2009-2017) من نوستالجيا الحلم الأمريكي. يقول بادين: “لقد واجه كل جيل من الأمريكيين لحظة، كان عليه فيها الدفاع عن الديمقراطية، والصمود من أجل حرياتنا الشخصية؛ فلتدافعوا عن حق التصويت، وعن حقوقنا المدنية، وهذه هي لحظتنا”. ويلوّح بايدن أيضا بأهمية سجله في المجال التشريعي، وأنه عازم على تعزيز الإنجازات التي تحققت، وأنه يحتاج لمزيد من الوقت “لإنهاء الوظيفة”، ويختتم بنبرة خطابية ملهمة: “أعلم أننا نستطيع تحقيق ذاك”.

كتب ديريك طومسون في مجلة ذي أتلانتيك The Atlantic مقالة نقدية قبل ثلاث سنوات بعنوان: “جو بايدن قتل للتوّ نظرية الزخم في السياسة”، قال في مقدمتها: “ملخصٌ من ثماني كلمات للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي: الزخم أسطورة، والتركيبة السكانية هي القدر.”

الفرضية الثانية: الخبرة مقابل العمر
يعتبر جل الأمريكيين انتخابات الرئاسة كل أربع سنوات، وانتخابات الكونغرس أيضاً بمستوى أقل، مناسبة أو سنّة محمودة من أجل تجديد الدماء، وتغيير النخب السياسية في كل موسم. وتعدّ الولايات المتحدة من أكثر الدول انفتاحا ومرونة في مسألة تكافؤ الفرص بين الأجيال. ويستعرض التاريخ الأمريكي كيف أن تيودور روزفلت تولى الرئاسة عام 1901، وهو في سن الثانية والأربعين، عقب اغتيال الرئيس وليام ماكينيلي، وجون كينيدي عام 1961 (43 عاما)، وبيل كلنتون عام 1993 (46 عاما).
يتعزز منحى التجديد السياسي هذا بنظرية الزخم Momentum theory، التي بدأت تخبو حاليا بفعل محاولات إعادة إنتاج الوجوه القديمة: جوزيف بادين، ونائبته كمالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترمب، ونائبه مايك بنس. وقد كتب ديريك طومسون في مجلة ذي أتلانتيك The Atlantic مقالة نقدية قبل ثلاث سنوات بعنوان: “جو بايدن قتل للتوّ نظرية الزخم في السياسة”، قال في مقدمتها: “ملخصٌ من ثماني كلمات للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي: الزخم أسطورة، والتركيبة السكانية هي القدر.” واختزل تآكل ذلك الزخم قائلا: “يريد رجال السياسة ذلك بشدة. ويتفاخر الصحفيون برؤيته. ويدعي بعض العلماء أنه غير موجود أصلاً. إنه الزخم أو الفكرة القائلة بأن استطلاعات الرأي القوية والانتصارات الأولية المبكرة، تدفع المرشحين إلى استطلاعات رأي أكثر قوة، وحتى المزيد من الانتصارات الأولية.”
لكن الرئيس بايدن يحاول أن يقلب السجال حول سنّه، وقد غادره الشباب، إلى نعمة الحنكة السياسية بعد أن قضى خمسين عاما في العمل التشريعي والتنفيدي في واشنطن. ويتباهى ضمنيا بأنها “شيخوخة شابة”، أو -كما قال- إن الناخبين يحتاجون ببساطة إلى “مراقبته” لتحديد ما إذا كان مؤهلا لمواصلة أداء مهام الرئيس. في المقابل، يظهر الاستطلاع الجديد للرأي العام أن الفجوة تعكس مخاوف بشأن عُمر بايدن، فضلا عن قلق جيل أصغر من الديمقراطيين، الذين يقولون إنهم يريدون قيادة تعكس ديموغرافيتهم وقيمهم المعاصرة. وسيبلغ بايدن 82 عاما يوم الانتخابات المقررة في نوفمبر 2024، و86 عاما في نهاية فترة رئاسته الثانية المحتملة، ويغدو بذلك الرئيس الأطول عمرا في المنصب، في التاريخ الأمريكي.

وقّع حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس على قانون حظر الإجهاض لمدة ستة أسابيع، والذي من شأنه أن يحظر الإجراء قبل معرفة العديد من النساء أنهن حوامل.

الفرضية الثالثة: امتعاض أمريكا من مشروع اليمين المتطرف
يوجه الرئيس بايدن أذهان الأمريكيين في كل مناسبة إلى مغبة مجاراة الأجندة اليمينية، التي هيمنت على تيار الوسط في الحزب الجمهوري، غير بعيد عن شعار ترمب: “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” Make America Great Again. وفي شهر أبريل ذاته، اتخذ عدد من الجمهوريين الساعين للترشُّح إجراءات تدفع الحزب الجمهوري نحو مزيد من التطرف اليميني. فقد وقّع حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس على قانون حظر الإجهاض لمدة ستة أسابيع، والذي من شأنه أن يحظر الإجراء قبل معرفة العديد من النساء أنهن حوامل. وأيد مرشحون محتملون آخرون، بمن فيهم نائب الرئيس السابق مايك بنس، والسيناتور تيم سكوت من ولاية كارولينا الجنوبية، وحاكم أركنساس السابق آسا هاتشينسون، تدابير صارمة لمكافحة الإجهاض، من شأنها أن يتمّ تنفيذها على المستوى الوطني، مما أدى إلى قلب سنوات من تلويح الجمهوريين بضرورة ترك قضية الإجهاض إلى الولايات، لا إلى الحكومة الفيدرالية.

بادين يحاول أن يقلب التحديات إلى مكاسب سياسية. ولوّح في عشرات المناسبات، منذ بداية 2022، سواء في البيت الأبيض، أو مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل، أو خلال زيارته كييف؛ بأن حلف شمال الأطلسي أكثر وحدة وتماسكا من أي وقت سابق.

الفرضية الرابعة: استعادة ريادة أمريكا للغرب
قد يكون الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في أغسطس 2021، وتداعيات التضخم، وأزمة الوقود من جراء الحرب الروسية في أوكرانيا، وبعض الشرخ في العلاقات الأطلسية، خاصة بين الإليزيه والبيت الأبيض؛ من بين الملفات التي يكثر حولها الجدل والانتقاد للسياسة الخارجية للرئيس بايدن، ناهيك عن تعثر مشروع “احتواء الصين” كغاية استراتيجية لأمريكا في فترة حكمه. ويجد بادين نفسه في المرتبة التاسعة من حيث تدني شعبيته، بنسبة 41 في المئة في هذه الفترة الزمنية، مقارنة مع سابقيه من الرؤساء: بوش الأب 77 بالمئة عام 1991، بوش الإبن 71 بالمئة 2003، أيزنهاور 70 بالمئة 1955، كينيدي 66 بالمئة عام 1963، نكسون 49 بالمئة 1971، أوباما 48 بالمئة 2011، كلنتون 46 بالمئة 1995، ترمب 43 بالمئة 2019، ريغان 41 بالمئة 1983، وكارتر 40 بالمئة 1979.
لكن بادين يحاول أن يقلب التحديات إلى مكاسب سياسية. ولوّح في عشرات المناسبات، منذ بداية 2022، سواء في البيت الأبيض، أو مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل، أو خلال زيارته كييف؛ بأن حلف شمال الأطلسي أكثر وحدة وتماسكا من أي وقت سابق. ويعوّل في ذلك على استغلال النزعة الانطوائية بأن تنكفئ الولايات المتحدة على ذاتها، في انتقاد واضح لسجل سلفه دونالد ترمب، وتذكير الأمريكيين بأن تاريخ أمريكا ومصالحها الاستراتيجية لا يقبلان الانعزالية. ويمكنني الاستشراف بأن احتمال إعادة ترشيح بادين لن يعزى إلى ابتكارات سياسية جديدة، أو تفكير خارج الصندوق؛ بل إلى مجرد تطرّف لدى الذين يقودون الحزب الجمهوري، ويراهنون على تيار اليمين المتطرف في هذه المرحلة.
يقول ألان ليختمان، أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية ومؤلف كتاب “توقع الرئيس المقبل: مفاتيح البيت الأبيض”: “الانتخابات تسير مثل سير وول ستريت: بفعل الخوف والجشع. وفيما قد يعبث عمر بايدن بالجشع، فإن احتمالات فوز دونالد ترامب بالرئاسة مرة أخرى كافية لرفع مستويات الخوف… لا توجد طريقة أخرى تدفع الديمقراطيون للاتحاد حول جو بايدن، حتى لو كان رون ديسانتيس هو المرشح”. ومن المنتظر أن يختار أعضاء الحزب الديمقراطي مرشحهم، خلال انعقاد المؤتمر القومي للحزب في مدينة شيكاغو في أغسطس 2024.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...