
هل ينفض جيل التطبيع غبار الغفلة؟!
بقلم: هديل رشاد
| 29 أبريل, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: هديل رشاد
| 29 أبريل, 2024
هل ينفض جيل التطبيع غبار الغفلة؟!
تصدّر طلبة جامعة كولومبيا في نيويورك مشهد الحراك الطلابي المناهض للحرب الإسرائيلية على غزة في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم محاولات الترهيب تارة، والاعتقال تارة أخرى.
وقد أكدوا إصرارهم على أن يتم الإنصات إلى مطالبهم الداعية لوقف التعاون الأكاديمي بين جامعتهم والجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها من شركات تدعم الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي أثار حفيظة الجمهوريين، الذين وصفوا الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي تدين الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ سبعة أشهر بالغوغائية، وأنها معادية للسامية متشاركين في هذا الوصف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحليفه الأكبر جو بايدن، الذي ندد بالاحتجاجات الطلابية لأنها من وجهة نظره معادية للسامية، رغم أن عددا من المنظمات الأمريكية رأت أن الاحتجاجات لا تعادي السامية، بل إن قمع الطلبة يهدد وجه أمريكا الديمقراطي.
وقد تكون ردة فعل المناهضين للاحتجاجات الطلابية، حيال المظاهرات الاحتجاجية المستمرة منذ الـ18 من الشهر الجاري، لها مبرراتها لعلمهم بالدور الذي قد يصنعه الطلبة في إحداث التغيير وقلب الموازين، ولعلنا نستذكر في هذا المقام اعتصامات غرينسبورو عام 1960، أو اعتصامات طاولة الغداء التي غيرت التاريخ الأمريكي، والتي بدأت بأربعة مراهقين سود قصدوا طاولة غداء في كلية وولوورث في ولاية كارولينا الشمالية ورفضوا المغادرة، حيث كانت قوانين الفصل العنصري في تلك الفترة تمنع جلوس الطلبة السود على طاولات غداء مشتركة مع البيض، بل وتمنعهم من الجلوس متجاورين في الحافلات العامة، وكان اعتصامهم قد انطلق في 1 فبراير 1960، وخلال ثلاثة أيام انضم إليهم 300 آخرون، وبحلول الصيف كانت الاعتصامات قد غطت قرابة 50 مدينة، ما سرّع عملية إلغاء التمييز العنصري.
وقد تختلف هذه المظاهرات والاحتجاجات التي أصفها بالضاغطة عن غيرها من المظاهرات التي احتضنتها شوارع مدن العالم، من حيث المطالب، ومن حيث الزخم الإعلامي الذي أسهم في تسليط الضوء عليها، وبالتالي إبقاء الأضواء مسلّطة على فلسطين وعلى جرائم الإبادة الجماعية التي تُمارَس بحق الغزيين بالجملة، في ظل عدد من القضايا الثانوية التي أُفرزت حولها وكانت ستخدم الشارع الإسرائيلي الثائر على حكومته، كما أنَّ الاحتجاجات الطلابية في جامعة كولومبيا أعادت مكانة الحركات الطلابية في صنع التغيير وتقدمها بخطوة على لغة السياسة، لقدرة الحركات الطلابية على تغيير التاريخ رأسا على عقب.
فرغم محاولات الترهيب التي استُخدمت لفض الاعتصامات، فإنَّ المظاهرات والاحتجاجات اتسع مداها تباعا إلى أحرام عدد من الجامعات العريقة كجامعة هارفاد، جامعة جورج واشنطن، جامعة ييل، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نورث كارولينا.. وغيرها من جامعات في باريس وأستراليا وكندا، ووصل عددها إلى أكثر من 23 جامعة ومؤسسة تعليمية حسب موقع إكسيوس الأمريكي، الذي كشف حتى ليلة أمس عن اعتقال أكثر من 600 شخص في 15 صرحا جامعيا أمريكيا، ويستمر لهاث إدارات هذه الجامعات لاحتواء أي تصعيد بتعليق الدراسة حضوريا، وإلغاء وإغلاق الأحرام الجامعية بعد تدخل رجال الشرطة في جامعة كولومبيا لفض الاعتصامات.
هنا يأتي السؤال: لماذا لم يتردّد صدى هذا الحراك الطلابي لطلبة جامعة كولومبيا لدى أبنائنا وبناتنا الطلبة في الجامعات العربية؟! أين هي الشريحة الذهبية في بلداننا العربية؟ وهم الذين يتصدرون القائلين “لا”، والمجد لمن قال “لا”!، والذين أجمع علماء الاجتماع والسياسة على دورهم في إحداث التغيير، لموقعهم في المجتمعات، على اعتبار أن الحياة الجامعية هي التي تصوغ الفكر وتبني جسور المعرفة، وتشحذ الهمم المطالِبة بالتغيير لتسود العدالة دوماً.. إنَّ هذا الغياب المخجل – والذي لا أرى له مبررا- قد ساعدت عليه عدة عوامل، منها المناهج التي أُفرغت من قيمتها لاسيما لدى الدول المطبعة مع إسرائيل، كما أنَّ الأُسر لم تعد تنشئ أبناءها على معنى الحرية وسيادة العدالة، وهي تُرهبهم من عواقب قول “لا”، على نقيض ما رأيناه من دعم الأسر لأبنائها وبناتها المحاصرين وسط أطواق أمنية من الحواجز الحديدية، التي أقامتها الشرطة في جامعة جورج واشنطن على وجه التحديد.
خلال كتابة هذه الأسطر أعلنت جامعات عربية عدة الانضمام إلى الحراك الطلابي الأمريكي، وعلى رأسها جامعات دولة الكويت، كما دعا الاتحاد العام لطلبة تونس إلى تنظيم تظاهرات داعمة للحركة الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية، على أن يكون يوم الاثنين موعدا لهذه التظاهرات، كما وانضم طلبة الجامعات الإيرانية إلى الحراك العالمي الداعم لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
ختاما..
على طلبة الجامعات في الدول العربية أن ينفضوا غبار الغفلة، وأن ينتصروا دوما للحق مهما كلفهم الأمر، فهم الأَوْلى بقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وهم الأولى بالدفاع عن قضيتهم المركزية، المتمثلة بإعادة الحق الفلسطيني لأصحابه، وعليهم ألا ينسوا بأنهم كانوا شرارة الثورات العربية.
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
لا فض فوك أستاذه هديل