
صامدون
بقلم: أيمن العتوم
| 8 أبريل, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أيمن العتوم
| 8 أبريل, 2024
صامدون
منذ ما يقرب من ثمانية عقود، والعدوّ الصهيوني يرتكب المجازر، ويقتل ويذبح ويسجن، ولا يترك كبيرة إلا ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ومع ذلك ما زال الشعب حتى هذه اللحظة يخرج له من بين الجنبات مقاوِمًا، ومن تحت شقوق الأرض مناضلاً، ويبرز لهم رعبًا في الساحات، وطيفًا مُفزِعًا في الخلوات.. وهنا يأتي السؤال الذي تحاول هذه المقالة الإجابة عنه: ما الذي جعل شعب فلسطين حيًّا وقضيته حيّة إلى اليوم، بعد هذه العقود الثمانية من الاحتلال والاقتلاع والتهجير والتطهير العرقي، مع أن غيرهم من الشعوب أُبيدوا إبادة كاملة أو شبه كاملة ولم يعد لهم وجود؟ (الهنود الحمر في أمريكا، والسكان الأصليون في أستراليا، وسكان ناميبيا في مطلع القرن العشرين على سبيل المثال).
لذلك أسبابٌ كثيرة، أوجزها في خمسة؛ أوّلها أنّ الشعب الفلسطيني حفظ له القرآن وجودَه، فكان المسجد الأقصى آية في كتاب الله: {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الّذي باركْنا حوله}، وتَبِع ذلك أن الدفاع عن الأقصى هو دفاع عن مسرى رسول الله وعن دين الله وعن كتابه، فكان هذا القرآن أول الركائز التي أقامت لهذا الشعب وجوده.
وثانيًا: بعض أحاديث الرسول التي كانت ترى بنور الله أن هذه البلاد ستكون في قبضة أعداء الله في حقبة ما، فسَنّ لها الرسول شِرعةً من أجل أن تظلّ حيّة في وجدان المسلمين وشعورهم، ليس في وجدانهم فحسب بل وفي واقع حياتهم، وذلك من خلال حديثَين؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رُوي عن ميمونة، مولاة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قالت: قلتُ يا رسول الله أَفْتِنا في بيت المقدس قال: أرض المَحْشر والمَنْشَر ائْتُوه فصلُّوا فيه، فإن صلاة فيه كأَلْف صلاة في غيره، قلتُ أرأيت إن لم أستطع أن أتحمَّل إليه، قال فتُهْدي له زيْتًا يُسْرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه. [سنن ابن ماجة].. والحديث الآخر: “لا تُشَدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”؛ فجعل أجرًا كبيرًا لمن صلى فيه، ولمن شدّ الرحال إليه، فكان ذلك رباطًا وثيقًا بيننا وبينه إلى يوم الدين.
وثالثًا: إننا أمّة اقرأ، ومن بوابة القراءة دخلنا إلى تاريخنا وتاريخ آبائنا وأجدادنا، فكان هذا التاريخ محفِّزًا لنا من أجل أن نسير على خطا المجاهدين والفاتحين.. التاريخ الذي يقول لنا على لسان السلطان عبد الحميد الثاني على سبيل المثال في ردّه على (هيرتزل): “إنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض وروّاها بدمه”.
ورابعًا: إن ذاكرة الشعب المؤسسة على الكتابة لا تموت.. فنحن نروي لصغارنا وأطفالنا قصة نضالنا، والشعوب التي تروي حكايتها لا تموت؛ أما التي لم تكتب ولم تَرْوِ فما أسهل أن تندثر مع الزمن!
وخامسًا: هذه الحاضنة العربية الإسلامية وحتى الإنسانية من الشعوب، التي تؤمن بقدسيّة فلسطين فتقف مع أهلها في نضالهم الطويل، فأصحاب القضايا المتشابهة يجتمعون ويتّحدون في وجه جزّاريهم.
لهذه الأسباب الخمسة لم تمت قضية فلسطين، ولم يُمحَ شعبها، وسيبقَون ونبقى معهم صامدين بإذن الله تعالى حتى يوم يأتي وعد الله.

صدر لي خمسة دواوين وسبعَ عشرة رواية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق