كيف كان حال المدنيين في غزة بعد أن طلبت إسرائيل منهم الفرار؟

بواسطة | مارس 27, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بواسطة | مارس 27, 2024

كيف كان حال المدنيين في غزة بعد أن طلبت إسرائيل منهم الفرار؟

ساهم النزوح في أزمة الجوع وغيرها من التحديات الخطيرة التي يواجهها سكان غزة؛ في ما يلي نظرة على ما حدث في كل مرة طلبت منهم إسرائيل الإخلاء.

بالنسبة للعديد من المدنيين في غزة، أصبح الفرار من الهجمات الإسرائيلية بمثابة دائرة مفرغة قاتمة.. دفعت أوامر الإخلاء الإسرائيلية أكثر من مليون شخص إلى الانتقال من وجهة إلى أخرى منذ أكتوبر/ تشرين الأول، وفي كل مرة يحزمون أمتعتهم ويبحثون عن وسيلة نقل – بالمركبة أو العربة أو سيرًا على الأقدام – هربًا من الغارات الجوية والقتال البري بين إسرائيل وحماس.

وأحدث مثال على ذلك هو مدينة رفح، في جنوب غزة، وهي المدينة التي تضخم عدد سكانها لأكثر من 1.4 مليون نسمة بسبب التهجير القسري. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جيشه سوف يجتاح المدينة للقضاء على حماس، لكنه سيقدم مساعدات إنسانية و”يسهل الخروج المنظم للسكان”.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن أي غزو بري كبير في رفح سيكون خطأً، لأسباب ليس أقلها أنه سيزيد من المخاطر المحيطة بوصول المساعدات الإنسانية. وقد ساهم النزوح في أزمة الجوع التي اجتاحت القطاع، وقالت الأمم المتحدة إن الغزو قد يعني أن الوضع الكارثي بالفعل ينزلق “إلى قاع الهاوية”.

ويقول بعض المدنيين إنهم فروا مرارًا وتكرارًا.. وبما أن كثيرًا من الناس يواجهون احتمال التهجير مرة أخرى، فإليك نظرة على ما حدث في مناسبات قليلة، عندما طلبت إسرائيل من المدنيين الإخلاء.

شمال غزة

بدأت إسرائيل بإبلاغ أكثر من مليون مدني بإخلاء شمال غزة قبل حوالي أسبوعين من غزوها البري في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على الرغم من تعرض المنطقة لغارات جوية إسرائيلية بعد وقت قصير من الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال الأدميرال دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في 22 أكتوبر/ تشرين الأول: “إن حماس تستخدمكم كدروع بشرية”، داعيًا المدنيين الذين ما زالوا في شمال غزة إلى التحرك جنوبًا. كما أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات باللغة العربية على المنطقة، تحذر من أن أي شخص لا يتحرك جنوبًا “قد يعتبر شريكًا في منظمة إرهابية”.

وقالت الأمم المتحدة إن أمر الإخلاء غير عملي، وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل تأجيل غزوها لمنح المدنيين المزيد من الوقت. ومع ذلك، أطاع مئات الآلاف من الأشخاص الأمر وانتقلوا إلى جنوب غزة حاملين بعض الممتلكات، بعيدًا عن المنطقة التي دمرتها الغارات الجوية قبل بدء الغزو واسع النطاق.

أثبت اللجوء إلى الجنوب أنه لا مفر من الخطر، وخلص تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/ كانون الأول إلى أن إسرائيل استخدمت بعضًا من أكبر القنابل وأكثرها تدميرًا في ترسانتها في جنوب غزة، ما يشكل تهديدًا شاملًا للمدنيين.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعتزم تقليل الخسائر في صفوف المدنيين أثناء قتال حماس، وقال المسؤولون الإسرائيليون إن مقاتلي حماس أقاموا نقاط تفتيش لمنع الناس من الامتثال لأوامر التحرك.

خان يونس

في أوائل ديسمبر/ كانون الأول، بعد وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في خان يونس، أكبر مدن جنوب قطاع غزة. وقد فر العديد من المدنيين هناك إلى المدينة من شمال غزة.

حذر الجيش الإسرائيلي المدنيين مرة أخرى بضرورة مغادرة أجزاء من خان يونس إلى رفح وأماكن أخرى جنوبًا، رغم أن السكان قالوا إنه في بعض الأحيان كان لديهم إشعار قبل ساعات فقط. كما أسقطت إسرائيل منشورات على خان يونس وبثت معلومات حول الأجزاء الآمنة من المدينة.

ومع ذلك، قال العديد من الفلسطينيين إن أوامر مغادرة خان يونس، أو التحرك داخلها، كانت مربكة؛ لأسباب منها أنها تبدو وكأنها تتغير بمرور الوقت ولا تترك سوى فرصة ضئيلة لجمع الممتلكات. بالإضافة إلى ذلك، كانت إطاعة الأوامر تعني نقل الأقارب – الذين نزح كثيرون منهم عدة مرات في السابق- إلى مكان جديد حيث كانت احتمالات المأوى والضروريات الأساسية غير مؤكدة.

قال المدنيون أيضًا إنهم عندما فروا وفقًا للتعليمات، وجدوا أنفسهم أحيانًا في مواقع غارقة في القتال أو معرضة للغارات الجوية.

رفح

وأحدث منطقة آمنة واسعة النطاق تم تحديدها هي رفح، التي تقع مقابل الحدود المصرية المغلقة، والتي تضخمت بشكل كبير بسبب النزوح؛ ومع عدم توفر أماكن إقامة كافية، نصب العديد من سكانها الجدد خيامًا مؤقتة.

وتعرضت رفح لغارات جوية وقتال في الأسابيع الأخيرة. وفي أحد الأمثلة، قالت السلطات الصحية في غزة يوم 12 فبراير/ شباط إن 67 شخصًا على الأقل قتلوا خلال الليل في غارات جوية على المدينة. وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية لإنقاذ شخصين كانا محتجزين كرهينتين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

المواصي

طلبت السلطات الإسرائيلية من الفلسطينيين مرتين على الأقل التوجه إلى المواصي، وهي قرية ساحلية في جنوب غزة يمكن أن تكون وجهة للأشخاص الذين يطلب منهم مغادرة رفح؛ وقال مسؤولو الإغاثة إن القرية تفتقر إلى المأوى والمساعدات الإنسانية والبنية التحتية الأساسية.

المصدر: نيويورك تايمز | Matthew Mpoke Bigg
تاريخ النشر: 19/03/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

هل غيرت الاكتشافات الأثرية نظرتنا للحوادث التاريخية؟

هل غيرت الاكتشافات الأثرية نظرتنا للحوادث التاريخية؟

أحياناَ، قد تصادم بعض الآثار الملموسة حكايا استقرت في نفوسنا.. فبعد أن بُنيت في عقولنا قصص ومرويات من الماضي، كثيرًا ما نجد أن بعض الباحثين في مجال الآثار الملموسة والنقوش وغيرها قد اكتشفوا أدلة تناقض المرويات الشفهية أو المسندة! فهل الآثار وسيلة مشكوك بها في قراءة...

قراءة المزيد
نتنياهو فاشل ويعرّض أمن إسرائيل للخطر

نتنياهو فاشل ويعرّض أمن إسرائيل للخطر

أي خطأ في الحسابات قد يدفع إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة، مع سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين. وفي حين تعهدت الولايات المتحدة بأنها تحمي ظهر إسرائيل، فإنها تصر على أنها لا تستطيع ضمان نتيجة مثالية للحرب كما تراها تل أبيب منذ يومين قدم الجنرال تشارلز براون،...

قراءة المزيد
اغتيال عمر.. دلالات الأحداث المتسارعة قبل التنفيذ في المحراب النبوي

اغتيال عمر.. دلالات الأحداث المتسارعة قبل التنفيذ في المحراب النبوي

بعد وصول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إلى المدينة تسارعت الأحداث، وتقاصرت الساعات التي ستشهد فيها الأمة الإسلامية وتاريخها آخر صفحات الخليفة الراشدي الثاني. محاولة افتعال إشكال شخصي جاء أبو لؤلؤة الفارسي إلى أمير المؤمنين عمر يشكو سيده المغيرة بن شعبة، لأنه يأخذ منه...

قراءة المزيد
Loading...