
الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله تؤشر تحولًا استراتيجيًا عميقًا
بقلم: مدونة العرب
| 24 سبتمبر, 2024

مقالات مشابهة
-
بعد الهجوم الصاروخي، قد تكون إسرائيل مستعدة للمخاطرة بحرب شاملة مع إيران
يبدو أن إسرائيل مستعدة للرد بشكل أقوى وأكثر...
-
كواليس الهجوم الإسرائيلي على إيران
بعد أيام من الجدل الحاد في أعلى مستويات الحكومة،...
-
الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله تؤشر تحولًا استراتيجيًا عميقًا
يرى المحللون أن أحداث هذا الأسبوع تشير إلى أن...
-
4 سيناريوهات للمرحلة المقبلة من حرب غزة مع اقتراب انتهاء القتال “العنيف”
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن الصراع على...
-
اللعبة الحذرة: كيف أبقى حزب الله وإسرائيل الغطاء محكمًا على حرب أوسع نطاقًا؟
لكل من الجانبين أسبابه الخاصة لتوخي الحذر في...
-
لماذا يحمل اعتراف النرويج بالدولة الفلسطينية أهمية خاصة؟
استضافت النرويج الاجتماعات السرية في عام 1993...
مقالات منوعة
بقلم: مدونة العرب
| 24 سبتمبر, 2024
الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله تؤشر تحولًا استراتيجيًا عميقًا
يرى المحللون أن أحداث هذا الأسبوع تشير إلى أن زعماء إسرائيل قرّروا أنهم لم يعد بإمكانهم التعايش مع التهديد الذي يمثله حزب الله على حدودهم الشمالية.
أكد حزب الله أن اثنين من كبار قادته كانوا من بين القتلى في غارة جوية إسرائيلية على وسط بيروت خلفت 37 قتيلًا يوم السبت، كما أصيب العشرات في الغارة التي سوت مبنيين سكنيين بالأرض، وأغرقت لبنان في مزيدٍ من الفوضى، بعد أيام من انفجار جماعي لأجهزة النداء واللاسلكي الخاصة بأعضاء حزب الله.
أدت الهجمات الأخيرة إلى دخول حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأكثر تطورًا في لبنان، في حالة من الفوضى الكبيرة، ويبدو أنها كانت بمثابة تحول خطير في الحسابات، التي حكمت لفترة طويلة الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والجماعة المسلحة.
لقد أمضى قادة حزب الله سنوات في بناء قدرة عسكرية، بعد حرب 2006 مع إسرائيل، اعتقدوا أنها قادرة على مواجهة الهجمات الإسرائيلية وربما ردعها. وحتى الأسبوع الماضي، امتنعت إسرائيل عن شن هجمات ذات مستوى معين يمكن أن تؤدي إلى ضربات انتقامية على البنية الأساسية الحيوية، أو توغلات من قبل قوات الكوماندوز التابعة للحزب. ومع ذلك، فإن أحداث الأيام القليلة الماضية تشير إلى أن حزب الله قلّل بشكل كبير من قدرة خصمه، إذ تجاوزت إسرائيل ما كان يُعتبر بشكل غير رسمي خطوطًا حمراء.
وعلى الرغم من أن المنطقة كانت تشهد توترًا يوم السبت تحسبًا لهجوم مضادّ انتقامي من حزب الله، فإن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية واصلت قصف أهداف الحزب في جنوب لبنان، حسب إعلان جيشها، بما في ذلك مئات من منصات إطلاق الصواريخ.
وتقول لينا الخطيب، زميلة مشاركة في تشاتام هاوس، وهي منظمة بحثية مقرها لندن: “لقد فتحت ثمانية عشر عامًا من الردع المتبادل الطريقَ أمام مرحلة جديدة من التفوق أحادي الجانب من جانب إسرائيل، وقد تحطمت الصورة التي كان يقدمها حزب الله للعالم باعتباره منظمة لا يمكن اختراقها، وأظهرت إسرائيل مدى التفوق الذي تتمتع به في هذه المعادلة في مواجهة حزب الله”.
وأصدر حزب الله قائمة بأسماء الأعضاء الذين قتلوا في غارة الجمعة، بما في ذلك قائد قوة الرضوان النخبوية أحمد وهبي، وقبل ذلك بيوم، أكد الحزب مقتل مؤسس القوة إبراهيم عقيل، الذي كان يشرف على عملياتها ضد إسرائيل، وكان مطلوبًا منذ فترة طويلة من قبل الولايات المتحدة لدوره في هجومين بالقنابل على السفارة الأمريكية في بيروت وثكنات مشاة البحرية الأمريكية عام 1983، وقد أسفرا عن مقتل أكثر من 350 شخصًا .
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ناداف شوشاني، إن القادة كانوا من بين 16 مقاتلًا على الأقل من حزب الله قتلوا في الضربة.
ويبدو أن الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي قد حدّت من قدرة حزب الله على الردّ، فقد أدى تفجير أجهزة النداء واللاسلكي في وقت واحد إلى شلّ حركة المئات- وربما الآلاف- من أفراد الحزب، وتعطيل اتصالاتهم بشكل خطير، كما حولت هذه التفجيرات، التي نسبت إلى إسرائيل، الأشياء العادية إلى أسلحة، وأثارت إدانة واسعة النطاق، بما في ذلك من جانب أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
قال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، لأعضاء المجلس يوم الجمعة: “تعدّ هذه الهجمات تطورًا جديدًا في الحرب، حيث تحولت أدوات الاتصال إلى أسلحة، تنفجر في الوقت ذاته في الأسواق، وفي الشوارع وفي المنازل مع تطور الحياة اليومية”، مضيفاً بأن العمليات أشاعت “الخوف والذعر والرعب على نطاق واسع” بين الناس في لبنان، الذين يخشون الآن أن يكون أي جهاز عرضة للخطر.
وكما هو الحال مع الردّ الإسرائيلي الانتقامي على هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي أثارت أيضًا الإدانة بسبب العدد الهائل من الضحايا المدنيين في قطاع غزة، فإن القادة الإسرائيليين لم يُظهروا أي علامة على تراجعهم عن القيام بأي عمل مستقبلي.
وفي يوم الجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل ستستمر “بسلسلة من الإجراءات في المرحلة الجديدة” من صراعها مع حزب الله، حتى يتمكن عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين من منطقة الحدود من العودة إلى ديارهم. ويرى بعض الخبراء أن هذه اللغة تشير إلى أن خطط إسرائيل قد تشمل غزوًا بريًّا.
إن المباني التي تعرضت للقصف يوم الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت كانت من بين أكثر من 100 موقع، معظمها في جنوب لبنان، استهدفتها إسرائيل منذ يوم الخميس. وفي وقت سابق من يوم الجمعة، قالت إسرائيل إن حزب الله أطلق ما لا يقل عن 140 صاروخًا على شمال إسرائيل، وإن دفاعاتها الجوية اعترضت بعض الصواريخ، وإن صواريخ أخرى سقطت في مناطق غير مأهولة بالسكان.
لقد وقع هجوم يوم الجمعة بعد 11 شهرًا من الضربات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل عبر الحدود المشتركة، والتي أسفرت عن مقتل عدة أشخاص على الجانبين، وإجبار نحو 150 ألف مواطن في كِلا البلدين على الفرار من منازلهم. وبدأ حزب الله بضرب شمال إسرائيل بعد بدء الحرب في غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قائلًا إنه يسعى إلى إعاقة القوات الإسرائيلية دعمًا لحماس، حليفته في غزة.
إن الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، قد ألحق الضرر في الشعور بالأمن لدى إسرائيل، وأدى إلى تغيير الطريقة التي يفكر بها قادتها بشأن التهديدات على حدودهم.
يشار إلى أن إسرائيل شنت الحرب على حماس في غزة بهدف تدمير الجماعة، كما فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار التي استمرت شهورًا في وقف العنف الذي أدى إلى مقتل 41 ألف فلسطيني، حسب السلطات الصحية في غزة.
كما تراجعت إسرائيل عن سماحها بالوجود العسكري لحزب الله على حدودها الشمالية، وحتى قبل الأسبوع الماضي كان المسؤولون الإسرائيليون يدعون بانتظام إلى تصعيد الهجمات على الحزب.
يقول بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن للشؤون الدولية، إنه قد أصبح من الواضح منذ الأشهر الأولى من الحرب أن إسرائيل تقول: “هذا التهديد الذي عشنا معه لمدة 18 عامًا، لم نعد قادرين على التعايش معه بعد الآن، ولا يمكننا القبول بوجود هذه القوة الضخمة على حدودنا الشمالية”.

كاتب ومحرر
مهتم بالقضايا العربية والإسلامية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق