
من غزَّة إلى الخندق.. النصر آتٍ!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 29 ديسمبر, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 29 ديسمبر, 2023
من غزَّة إلى الخندق.. النصر آتٍ!
في ظل التحديات التي يواجهها العالم اليوم، نتذكر فترة تاريخية هامة حينما واجهت المدينة المنوّرة حصارًا من قبل الأحزاب واليهود الغادرون. يعكس هذا النص تجربة النبي محمد ﷺ في مواجهة التحديات وكيف ألهمت أصحابه بالأمل. وفي سياق مختلف، نجد أن غزة اليوم تواجه تحديات مشابهة. سنستعرض في هذا المقال الروح القتالية والصمود الذي يميزان هاتين الحقبتين.
فترة الأحزاب والحصار وجمع العدوان على غزة
بينما كان الأحزاب ومعهم اليهود الغادرون يحاصرون المدينة، كان النبي ﷺ يبشّر أصحابه بفتح فارس والروم! كان يعلّمنا أن هذا الدين يُمتحن ولكنه لا يركع، يُكْلَم ولكنه لا يموت، ينزف ولكنه يخرج في كل مرة سليماً معافى كأن السيف ما أُعمِل فيه! وما أشبه الحرب على غزَّة اليوم بغزوة الأحزاب في عهد النبوّة!. وكما خرجت المدينة سليمة ونفضتْ عن ثوبها غبار الحصار والغدر، هكذا ستخرج غزّة بإذن الله.
في غزوة الأحزاب رمتِ العرب المسلمين عن قوس واحدة، جمعوا كيدهم وأتوا صفّاً يُمنُّون أنفسهم بوأد الإسلام في مهده! وها هو العالم اليوم قد حشد لغزَّة، الأسطول الخامس الأمريكي يجوب مياه العرب، وطائرات التجسس البريطانية تكنس الجوّ ليل نهار ككلاب الأثر، والمقاومة عصيّة عليهم، متدرّعة بخندق سلمان، تطلّ برأسها بمقدار ما يكفي لإشعال دبابة ثمّ تذوب كالملح في الماء، ثم تعيد الإغارة، وكلما تقدّم رتلٌ نهض إليه الأبطال نهوضَ علي بن أبي طالب لعمرو بن ودٍّ العامريِّ فجندلوه، وقد كان يحسب قبل اليوم أنه ما من أحد يقدر عليه، ولكنها يد الله، بها نصول وبها نجول وبها نقاتل!
صُدم المشركون بالخندق، حُفرة مهيبة حُفرتْ بخبرة عسكرية آتية من بعيد، كيف يتعاملون مع شيء لم يخبروه؟! تماماً كما صُدم الصهاينة الغزاة بكتائب القسّام في غزّة، شيء فريد لا يعرف أحدٌ في هذا العالم كيف يتعامل معه، فيه ترتيب الجيوش النظامية، ألوية وكتائب وفرق وعُقدٌ قتالية، استخبارات وسلاحُ مدفعيّة، نُخبةٌ ومُشاة وكتيبة قنص، طائرات مسيّرة وضفادع بشرية، تُكلِّل كل هذا المجد كتيبة الحُفّاظ! ولكنه نهاية المطاف ليس جيشاً نظامياً! إنهم يتحرّكون بخفّة، ينسابون كالماء، يخرجون كالعنقاء من بين الرُّكام، لهم تكتيك حرب العصابات ولكنهم ليسوا فرقة حرب عصابات! كتائب القسّام المُدهشة هي نموذج فريد لا يمكن تصنيفه!
صمود المقاومة والتحديات النفسية والمعنوية
المقاتلون قبل كتائب القسّام إما جيوش نظامية وإما حروب عصابات.. ثم الآن صار عندنا ثلاثة أنواع: جيوش نظاميّة، حرب عصابات، وكتائب القسّام! تماماً كما هو القرآن أدب رفيع معجزٌ في بلاغته، ولكنه ليس نثراً بالمعنى الأكاديميّ للنثر، وليس شعراً؛ فالنصوص بعد نزول القرآن ثلاثة: نثر، وشعرٌ، وقرآن!
في غزوة الخندق لم يكتفِ اليهود بالفُرجة -وهم مكوّن أساسيّ من أهل المدينة، وبينهم وبين النبي ﷺ اتفاقية دفاعٍ مشترك- بل توّجوا هذا الخذلان بالغدر والمشاركة في صفوف الغُزاة.. وما أشبه اليوم بالأمس! وها نحن نتقلبُّ بين خاذلٍ وغادر، ولكن هيهات أن نركع لغير الله، خابت مساعيكم غُزاةً وخاذلين وغادرين، ما زرعته يد الله لن تقلعه يد البشر.
في غزوة الخندق كان هناك قلة من المنافقين لهم نقيق كالضفادع، لا هم في العير ولا في النفير! أما أهل المدينة فاحتضنوا الدعوة ودافعوا عنها، ولم يقل أحد للنبي ﷺ: كل هذا بسببكَ.. كان إيمانهم أعلى من هذا بكثير، كانوا يعرفون أن سلعة الله غالية!
وما أشبه أهل غزَّة اليوم بالأنصار الأمس، التفوا حول مقاومتهم، حموها بالأرواح، وقدّموا في سبيلها المُهج والأحباب والبيوت! فاللهمَّ اكتُبْ أجرهم فلا أحد أوفى منك.
فيا أحباب غزَّة الذين يخشون سقوطها: اطمئنُّوا، غزَّة أقوى مما تتخيَّلون! ويا كارهي غزّة الذين ينتظرون سقوطها: اِخْسؤوا، ستموتون قبل أن تروا هذا المشهد، صمود غزَّة أطول من أعماركم!
ليس لدينا رايات بيضاء لنرفعها، والاستسلام ليس على القائمة، وإن الحياة مواقف عزِّ، وإنّا للعِزِّ خُلقنا، وليس بيننا وبينهم إلا قذائف الياسين حتى يحكم الله بيننا وبيهم، وهو خير الحاكمين.

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق