4  سيناريوهات للمرحلة المقبلة من حرب غزة مع اقتراب انتهاء القتال “العنيف”

بواسطة | يونيو 29, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بواسطة | يونيو 29, 2024

4  سيناريوهات للمرحلة المقبلة من حرب غزة مع اقتراب انتهاء القتال “العنيف”

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن الصراع على وشك الانتقال إلى مرحلة جديدة. وفيما يلي 4 سيناريوهات لمسار الحرب؛ سواء في غزة أو على الحدود الشمالية لإسرائيل

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة تلفزيونية إن “المرحلة المكثفة من الحرب مع حماس على وشك الانتهاء”، موضحًا: “هذا لا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء، لكن الحرب في مرحلتها المكثفة على وشك الانتهاء”.

ولكن مهما كان الارتياح الذي قد تجلبه هذه التصريحات بعد أكثر من نصف عام من إراقة الدماء المروعة، فقد أوضح السيد نتنياهو شيئين؛ أن وقف إطلاق النار في غزة ليس واردًا الآن، وربما تكون المعركة التالية في لبنان مع قوات حزب الله، حليف حماس، حيث أضاف نتنياهو: بعد خفض قواتنا في غزة “سنكون قادرين على نقل جزء من قواتنا إلى الشمال”. لم يصل نتنياهو إلى حد الإعلان عن غزو لبنان، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى خسائر إسرائيلية ولبنانية فادحة، وبدلا من ذلك ترك الباب مفتوحا أمام التوصل إلى حل دبلوماسي مع حزب الله.

ويظل أي حل دبلوماسي في غزة غير مؤكد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن ائتلاف نتنياهو من المرجح أن ينهار إذا أوقفت إسرائيل القتال في غزة دون إقصاء حماس من السلطة. ومع ذلك، يبدو أن رئيس الوزراء يشير إلى أن إسرائيل بعد الانتهاء من عمليتها العسكرية الحالية في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة، لن تسعى إلى شن عمليات غزو برية كبيرة للمدن في وسط غزة، وهي المنطقة الوحيدة في القطاع التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي.

وفي حين قال القادة الإسرائيليون منذ يناير/ كانون الثاني إنهم ينتقلون إلى حرب أقل حدة، فإن انتهاء عملية رفح قد يسمح بإكمال هذه العملية.

وتشير تصريحات نتنياهو، والتعليقات الأخيرة لوزير الدفاع يوآف غالانت، الذي كان في واشنطن منذ يومين، إلى أن تركيز الخطاب السياسي الإسرائيلي والتخطيط الاستراتيجي يتحول إلى حدودها الشمالية مع لبنان. وفي بيان صدر يوم الإثنين، قال مكتب غالانت إنه ناقش مع المسؤولين الأمريكيين “الانتقال إلى “المرحلة ج” في غزة، وتأثيرها على المنطقة، بما في ذلك ما يتعلق بلبنان ومناطق أخرى”.

في وقت مبكر من الحرب، وضع غالانت الخطوط العريضة لخطة معركة من ثلاث مراحل، شملت غارات جوية مكثفة ضد أهداف حماس والبنية التحتية؛ وفترة من العمليات البرية تهدف إلى “القضاء على جيوب المقاومة”؛ والمرحلة الثالثة – أو المرحلة ج- من شأنها أن تخلق “واقعا أمنيًا جديدًا لمواطني إسرائيل”.

منذ أكتوبر/ تشرين الأول، تخوض إسرائيل صراعًا منخفض المستوى مع حزب الله، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود. لكن الحرب الأكبر في غزة طغت على القتال.

قد يكون التحول في الخطاب خلال عطلة نهاية الأسبوع نذيرًا لتصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل؛ ويحذر المسؤولون الإسرائيليون منذ أشهر من أنهم قد يغزون لبنان إذا لم يسحب حزب الله – الميليشيا القوية التي تسيطر على جنوب لبنان والمدعومة من إيران- قواته من المناطق القريبة من حدوده؛ كما أن حزب الله هدد بغزو إسرائيل.

لكن تراجع القتال في غزة يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق مساحة لتهدئة الأعمال العدائية على الحدود اللبنانية. وقد انضم حزب الله إلى القتال في أكتوبر/ تشرين الأول تضامناً مع حماس، وقد أشارت قيادته إلى أنه قد ينهي حملته إذا انحسرت الحرب في غزة.

في ما يلي أربعة  سيناريوهات يمكن أن يحدث بها التحول في موقف إسرائيل في غزة:

1. غارات على غزة، ولكن بوتيرة وكثافة أقل

بمجرد انتهاء الحملة الإسرائيلية في رفح في الأسابيع المقبلة، من المتوقع أن يركز الجيش على عمليات إنقاذ الرهائن في جميع أنحاء قطاع غزة، مثل تلك التي أنقذت أربعة إسرائيليين في أوائل يونيو/ حزيران وقتلت العشرات من الفلسطينيين.

ويقول المسؤولون العسكريون أيضًا إنهم سيواصلون لفترة وجيزة مداهمتهم للأحياء التي استولوا عليها خلال المراحل السابقة من الحرب، لمنع مقاتلي حماس من استعادة الكثير من قوتهم في تلك المناطق.

تشمل نماذج هذا النوع من العمليات عودة إسرائيل إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة في مارس/ آذار، بعد أربعة أشهر من الغارة الأولى عليه، أو العملية التي استمرت ثلاثة أسابيع في مايو/ أيار في جباليا، التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية لأول مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني.

2. فراغ السلطة في غزة

من خلال الانسحاب من قسم كبير من غزة دون التنازل عن السلطة لقيادة فلسطينية بديلة.. قد تسمح إسرائيل لقادة حماس بالاحتفاظ بسيطرتهم على القطاع المدمر، على الأقل في الوقت الحالي.

من الممكن أن يتمكن الجيش الإسرائيلي – إذا داهم غزة بانتظام- من منع عودة حماس إلى قوتها السابقة؛ لكن ذلك من شأنه أن يطيل أمد فراغ السلطة الذي تتنافس فيه العشائر والعصابات الكبيرة مع حماس على النفوذ. ومن شأن هذا الفراغ أن يزيد من صعوبة إعادة بناء غزة وتوزيع المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين.

ومن المتوقع أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على حدود غزة مع مصر لردع تهريب الأسلحة إلى هناك، ومن المتوقع أيضًا أن تستمر في احتلال قطاع من الأراضي يفصل بين شمال غزة وجنوبها، مما يمنع حرية الحركة بين المنطقتين.

3. الحرب مع حزب الله، أو التهدئة

من خلال نقل المزيد من قواته إلى الحدود الشمالية، سيكون الجيش الإسرائيلي في وضع أفضل لغزو لبنان، حتى يتمكن من إجبار مقاتلي حزب الله على الابتعاد عن الأراضي الإسرائيلية.

لكن حشد القوات هناك يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الهجمات الصاروخية من جانب حزب الله، ما يزيد من احتمال حدوث خطأ في الحسابات يمكن أن يؤدي إلى الانزلاق إلى حرب شاملة. إذ حذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الأسبوع الماضي من أن الحزب قد يغزو إسرائيل، ويبدو أن خطر التصعيد أصبح أقرب مما كان عليه منذ أشهر.

وفي الوقت نفسه، فإن إعلان إسرائيل بأنها تنتقل إلى مرحلة جديدة في غزة يمكن أن يوفر أيضًا سياقًا لتهدئة التصعيد، إذ إن تقليص القتال في غزة يمكن أن يمنح حزب الله مخرجاً. وفي فبراير/ شباط، قال السيد نصر الله إن قواته ستتوقف عن إطلاق النار “عندما يتوقف إطلاق النار في غزة”.

كما أن فترة من الهدوء النسبي على طول الحدود اللبنانية قد تدفع النازحين الإسرائيليين إلى العودة إلى ديارهم؛ وهذا بدوره من شأنه أن يخفف الضغط على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حزب الله. أحد الأسباب الرئيسية، التي جعلت القادة الإسرائيليين يفكرون في غزو لبنان، هو خلق الظروف التي يمكن من خلالها إقناع النازحين الإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم.

4. استمرار التوترات مع إدارة بايدن

من خلال الإعلان عن الانسحاب من غزة، قلل نتنياهو من أحد مصادر الاحتكاك مع الرئيس بايدن، لكنه أبقى على مصادر أخرى. وقد انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن سلوك إسرائيل في الحرب، حتى مع استمرار إدارته في تمويل إسرائيل وإمدادها بالأسلحة.

إن حرباً أقل تدميراً في غزة من شأنها أن تقلل الخلافات مع واشنطن حول الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ لكن رفض نتنياهو صياغة خطة واضحة لحكم غزة بعد الحرب، فضلاً عن الاحتمال المتبقي للغزو الإسرائيلي للبنان، يفتح الباب أمام فرصة كبيرة للخلاف مع واشنطن.

تريد إدارة بايدن إنهاء القتال مع حزب الله، وقد ضغطت على نتنياهو لعدة أشهر لتمكين قيادة فلسطينية بديلة في غزة، لكن نتنياهو أبقى مستقبل غزة غامضًا، وسط ضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني لاحتلال المنطقة وإعادة توطينها بالإسرائيليين.

المصدر: نيويورك تايمز | Patrick Kingsley
تاريخ النشر: 24/06/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

هموم عُمَريّة في الساعات الأخيرة ومصير المتآمرين على اغتيال أمير المؤمنين

هموم عُمَريّة في الساعات الأخيرة ومصير المتآمرين على اغتيال أمير المؤمنين

بعد أن طُعن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في المحراب في صلاة الفجر، يومَ الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة، في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، احتمله الناس إلى بيته وجراحُه تتدفق دما. همّ الخليفة أن يعرف قاتله كان من أوائل ما طلبه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن يعرف...

قراءة المزيد
حينما يتمسح العرب بزيدان ولامين يامال وشاكيرا وأوباما !

حينما يتمسح العرب بزيدان ولامين يامال وشاكيرا وأوباما !

أواخر التسعينيات من القرن الماضي، فوجئ العرب بحدث مثير: صور تملأ وسائل إعلام الدنيا تجمع "دودي الفايد" مع.. من؟. مع أميرة الأميرات وجميلة الجميلات "ديانا"!. للتذكرة.. "دودي" (أو عماد) هو ابن الملياردير محمد الفايد، المالك السابق لمحلات هارودز الشهيرة فى لندن. نحن –...

قراءة المزيد
الغربي الآخر بين سعيد ومالك بن نبي

الغربي الآخر بين سعيد ومالك بن نبي

ظل مالك بن نبي مصراً على أن ملحمة الاستقلال العربي الإسلامي، الممتد إنسانياً بين أفريقيا وآسيا، تنطلق من معركة التحرير الفكري بشقّيها؛ كفاح الكولونيالية الفرنسية عبر روح القرآن ودلالته الإيمانية، ونهضة الفكر الذاتي الخلّاق من أمراض المسلمين، والرابط الروحي والأخلاقي...

قراءة المزيد
Loading...