
تغريدة أوليغارشية
بقلم: علي المسعودي
| 8 يونيو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: علي المسعودي
| 8 يونيو, 2024
تغريدة أوليغارشية
تبدو على وجه السيّد الأوليغارشي ملامح الاشمئزاز، وهو يتمتم بعبارات يُظهر فيها ندمه على ولوج مكان لا يليق بمقامه، بينما يرمق مجموعة شباب على طاولة جانبية من المقهى بنظرة احتقار.. يرفع عقيرته وهو ينادي النادل ثم يوبّخه على تأخره في إحضار الطلب.
(الأوليغارشي) يبدو أنيقا أناقة قديمة، مضى عنها قطار الزمن.. تعرف ذلك من طريقة تحديد (زلفه) ومن حذائه اللماع، بينما تظهر آثار الحلاقة على وجهه حين سارت شفرة الحلاقة فوقه كله، فلم تبق شعرة من شاربه ولحيته.. فبدت ملامح وجهه مثل صخره ملساء ترك عليها الموج أخاديد متفرّقة ثم انسحب عنها بعيداً..
كان الأوليغارشي يمرّ مروراً عابراً في هذا البلد السياحي نصف الأوروبي، ضمن رحلة تشمل عدة دول أوروبية يقتل فيها أشهر الصيف، متنقلا بين المطارات والقطارات والفنادق (تسع نجوم) .. يرسل فيها عبر (سنابه) لقطات مبعثرة، تحمل إعجابه بالجو الأوروبي والأجواء، وبالتنظيم والمعاملة وقطط الشوارع وكلاب الحانات وورود المقابر، وفي الحين يشتم التخلف العربي والشعب العربي والوجوه العربية.. وهو يلتهم الخبز العربي بنهم!
كان أولئك الشباب يجتمعون على طاولة المقهى، وقد اقتصدوا في طلباتهم كالعادة حتى يعبُر بهم مصروفهم إلى آخر الشهر.. تركوا أحلامهم مبعثرة في طريق السفر الطويل عندما غادروا أوطانهم اختيارا أو إجبارا.. هرباً من ابتسامة مخبر أو من شظف عيش.
أحاديثهم ملقاة فوق رصيف المقهى عن غلاء إيجارات السكن، والمدة التي يمكن الحصول فيها على الجنسية، وكيفية تحويل الإقامة السياحية إلى إقامة عمل؛ ثم حنين إلى أمهاتهم وأوطانهم مخبوز بغضب وحنق.. لا يخلو من دعاء، ولا يكترث بدمعة تكرج على الخد.. انشغلوا بمراجعات شؤون الهجرة عن بناء مستقبل أوطانهم.. أحدهم كان يخطط لشهادة الهندسة الفيزيائية، وصديقه يحلم بزوجة وأبناء وجمعية خيرية.
ينطلق السيد الأوليغارشي في سيارة ألمانية مؤجرة مع سائقها.. كان قد اتفق معه بالأمس على السعر بعد أن فاوضه طويلاً حتى يخفض له التكاليف، ثم وافق على مضض وهو يلطّف شتائمه الأوليغارشية موقناً أن الطرف الآخر لا يفهم معناها..
يكتب تغريدة عن شباب عرب متسكّعين في الخارج، يشبهون ذباب المقاهي، يُظهرون صورة سيئة عن العالم العربي.. ويجب منعهم من السفر!

كاتب له مؤلفات في الشعر والنقد والقصة
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق