
صرخة وعي
بقلم: أدهم أبو سلمية
| 21 أكتوبر, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم أبو سلمية
| 21 أكتوبر, 2024
صرخة وعي
في زمنٍ كاد فيه الضجيج أن يطغى على صوت الحق، باتت الكلمة أمانةً يُثقِل حملها صدور الأوفياء..
يروق للعقول المسترخية خطاب الشعوبية، فتغرق في بحر ما تود أن تسمع، ولكن الحق ليس هيناً، والحق ثقيلٌ على كاهل من اختار أن يكون أميناً على الكلمة، خاصةً في اللحظات التي تَجعل السكوت خيانةً. وبين إغراء الجماهير وثقل المسؤولية، يقف العقل حائراً، لكن الأمانة تستدعي منا كثيراً من الحكمة والجرأة على قول الحقيقة، مهما كان الثمن.
كم هو يسيرٌ أن نكتب ما يعجب الناس، وكم هو صعبٌ أن نكتب ما يُمتحن به ضميرنا أمام الله وأمام التاريخ.. الكلمةُ أمانة، وأمانة الكلمة قد دفعت بكثيرين إلى طرقٍ وعرةٍ لا يسلكها إلا من يؤمن بأن الصدق هو الجسر إلى الخلاص. لقد دفع كثيرون الثمن غالياً، وما زال الطريق مليئاً بالأشواك لمن اختار أن يكون من حَمَلة هذه الرسالة.
أمتنا اليوم تقف على مفترق طرق، حيث تتشابك الخيوط وتتعقد الأمور، وقد مضت عقود من العبث والتخريب في بيئتها الاستراتيجية، فأصبحنا فرقاً متناثرة، نجادل بعضنا على الهوية، نرفع سيف المذهبية والطائفية على رقاب بعضنا. لقد نجح خصومنا- بل وأتقنوا- في زرع بذور الفتنة بيننا، حتى باتت كل جماعة تفرح بما لديها، وكأننا لا ندرك أننا جميعاً على مرمى سلاح عدو واحد.
لقد انهارت مجتمعاتنا بفعل هذا الغزو الثقافي والفكري، غزو لم يكن يهدف إلا إلى تمزيقنا من الداخل. أصبح الظالم معززاً والمظلوم مُداناً، والتطبيع مع العدو تقدمٌ، بينما الدعوة إلى الوحدة وصوت العدل جريمة تُدين صاحبها.
بات التحريض على الفرقة وتوسيع الشقاق هو ما يُمَجَّد، بينما تُهمَّش الدعوات إلى التسامي والتكاتف، والعمل من أجل المصلحة الكبرى للأمة. كم هو مؤلم أن ترى الإنسانية تُجرَّم، والعمل الخيري يُدان، في حين أن حفلات اللهو والإسراف والترف تصبح رمزاً للتقدم والتحضر.
العلماء الذين كان من المفترض أن يقودوا الأمة أصبحوا إما غرباء في المنافي، أو شهداء تحت التراب، أو أسرى في الزنازين. في المقابل، تصدّر المشهدَ من لا يملكون إلا بريق الشاشات وزيف الكلمات، حتى أصبح من يسمون أنفسهم “المؤثرون” قدوةً في الجهل والتفاهة، إلا قليلاً منهم.
أمتنا اليوم كجسد مريض أرهقته العلل، ولا علاج لهذا الألم إلا بالصدق مع النفس.. لقد وصلنا إلى مرحلة نبرر فيها لقاتلنا، بينما نلوم الضحية، ونصمت أمام الظلم، ولا نرى في دعاة الحرية إلا تخلفاً وإرهاباً!. قُلب الواقع رأساً على عقب، وتفطّر القلب ألماً على ما آل إليه حالنا.
في وسط هذا الوجع، نحتاج إلى الوقوف بثبات، إلى أن نكون أوفياء لكلماتنا، صادقين مع أنفسنا ومع الناس. علينا أن ندفع بالأوفياء وأصحاب الرأي الصادق إلى مقدمة الصفوف، فليس كل من علا صوته علَماً، ولا كل من جمع الإعجابات مؤثراً.
إن خلاص أمتنا يبدأ بعودتنا إلى ذواتنا، وتصحيح علاقتنا مع خالقنا.. حين نؤمن بقوتنا الكامنة، ونستعيد ثقتنا بأنفسنا، سنكون قادرين على مواجهة السرطان الذي تسلل إلى جسد هذه الأمة. حين نتحرر من قبضة الاحتلال، سنبني جسور الحضارة من جديد، سنعود أمةً واحدة، تَحكم بالعدل وتفخر بعزة الإسلام.
إنها زفرات من قلبٍ مفجوع بحال الأمة، كلمات تخرج من الروح علّها تصل إلى القلوب الواعية، وتوقظ العقول التي ما زالت تبحث عن النور.
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
مقال أكثر من رائع أستاذ أدهم ، يصف بشكل دقيق و بارع حالنا و حال أمتنا و أتفق معك بكل كلمة فيه ، أجده مجموعة من القيم التي يجب أن نتمسك و نعمل بها لنعود أمة الإسلام التي هداها لها الله سبحانه و تعالى للطريق القويم (أكثر من كونه مجرد مقال) ..
و يبقى السؤال لماذا نتفق على المبادئ و القيم حين نتحدث و نقول كلاماً صائباً .. و لكن عند الفعل نعادي الفِكْر و تذهب كل تلك القيم هباءً .. نرفض الرأي الآخر و نطلق الأحكام على الآخرين لمجرد أن رأيهم يختلف عن رأينا و أهوائنا!!!