
انتخابات أمريكا المنقسمة.. بين فاشية ترامب وشيوعية هاريس!!
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 31 أكتوبر, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 31 أكتوبر, 2024
انتخابات أمريكا المنقسمة.. بين فاشية ترامب وشيوعية هاريس!!
أتابع انتخابات الرئاسة والكونغرس الأمريكي منذ عام 1980، عندما كنت طالبا مبتدئاً، خالفت بتخصصي في العلوم السياسية أقراني الخليجيين والعرب.
وأذكر بوضوح صراع عام 1980 بين الرئيس كارتر، الديمقراطي الذي كان حاكم ولاية جورجيا، في مواجهة الرئيس ريغان الجمهوري، خلَف الرئيس فورد، والذي كان نائب نيكسون، ثم أكمل مدته الرئاسية بعد استقالته إثر فضيحة ووترغيت، الفضيحة التي كشفها في الـ”واشنطن بوست” الصحفيان بوب وودورد، وكارل برنستيين (وودورد كتب 23 كتاباً، آخرها “الحرب” عن معاناة الرئيس بايدن، سأتناوله في مقال قادم).
لمخالفته القوانين والدستور، ومعرفته بالتجسس على مقر الحزب الديمقراطي في مبنى ووترغيت في واشنطن العاصمة، في انتخابات الرئاسة عام 1972، فاز نيكسون بالرئاسة.. ثم تلطخت سمعته لاحقاً، ملحقاً ضرراً بالغاً بمكانة ودور منصب الرئيس في النظام السياسي الأمريكي، خاصة أنه كان عالقا في مستنقع حرب فيتنام، ليخلفه نائبه جيرالد فورد ويمنحه عفواً رئاسياً، عمّق التشكيك بكفاءة ونزاهة النظام السياسي الأمريكي وفساد الطبقة الحاكمة.
في المقابل، نجح ترامب رجل الأعمال والعقارات وكازينوهات القمار وتنظيم انتخابات ملكة جمال الكون، وبخلفيته غير السياسية، إذ لم يسبق أن انتُخب لأي منصب سياسي في حياته كحاكم ولاية أو سيناتور، مخالفاً بذلك جميع الرؤساء، باستثناء الرئيس الجنرال دوايت أيزنهاور، الذي كان قائد القوات الأمريكية في أوروبا في فترة الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
ويؤجج ترامب صراعاً عنصرياً وقبلياً في الداخل الأمريكي بشعاره “لنجعل أمريكا عظيمة” (MAGA) وممارسته، ويختطف- كحال ريغان- الحزب الجمهوري مجدداً، ويُخضعه لهيمنته بخطابه وتصريحاته الشعوبية والمستفزة، وإطلاق ألقاب تجرّح بخصومه من قيادات الحزب الجمهوري نفسه، ناهيك عن قيادات الحزب الديمقراطي كأمثال الرئيس أوباما (باراك حسين أوباما) والرئيس بايدن (جو النائم)، ورئيسة مجلس النواب السابقة (نانسي المجنونة)، وغيرهم، وينال من سمعتهم ومكانتهم.
ولقد أصبح النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون يتنافسون لنيل دعم وثقة ترامب، الذي يهيمن على مؤسسة الحزب الجمهوري، ويتحكم بها!
اكتسب ترامب شعبية أكبر حتى صار أشبه بزعيم جماعة قبلية (Cult)، بعدما حرّض وقاد أنصاره لاقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي في الموقعة الشهيرة بتاريخ 6 يناير 2021، لتعطيل التصويت الدستوري على قانونية ودستورية انتخاب جو بايدن، الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة، بعدما هزم ترامب في انتخابات الرئاسة في نوفمبر 2020 بالصوت الشعبي، بفارق 7 ملايين.
حينها صوَّت أكثر من 81.3 مليون للرئيس جو بايدن، ونال 306 صوت من أصوات المجمع الانتخابي (بحاجة إلى 270 صوتا للفور بالرئاسة)؛ وذلك مقابل 74.2 مليون صوت بالتصويت الشعبي و232 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي.. ما يعني أن خسارة ترامب- مرشح حزبه الجمهوري- كانت مذلة في التصويتين، التصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي.
رغم ذلك يرفض ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس وكثير من أنصاره- وحتى اليوم- الإقرارَ بالهزيمة، وهو لا يزال يطعن بنتيجة الانتخابات، ويدّعي دون دليل أن الانتخابات سُرقت منه. وقد حرض أنصاره على اقتحام مبنى الكونغرس، ووُجِّهت له تهم فيدرالية بمحاولة الانقلاب على النظام الديمقراطي، والتدخل في نتائج انتخابات ولاية جورجيا، بعد بث تسجيل لمكالمة هاتفية يطلب فيها من سكرتير الولاية أن يجد له 11 ألف صوت ليقلب نتيجة ولاية جورجيا لمصلحته!!
بالمجمل، منذ مايو 2024، بعدما وُجّهت لترامب 34 تهمة جنائية- بما فيها التلاعب المالي في مؤسسة ترامب- ومُنع من ممارسة العمل في ولاية نيويورك، أصبح ترامب أول رئيس سابق توجه له تهم جنائية، على المستوى المدني في ولايتي نيويورك وجورجيا، وعلى المستوى الفيدرالي بتحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكونغرس، وسرقة وثائق رسمية سرية رسمية- يفترض بالرؤساء تسليمها بنهاية فترة رئاستهم- والاحتفاظ وعدم إعادة.. نقلها إلى منتجعه في ولاية فلوريدا، مقر سكنه الجديد بعد نقل مقر إقامته الدائم من مدينة نيويورك.
بذلك أصبح ترامب أول رئيس أمريكي سابق ومرشح رئاسي تتم مقاضاته بأربع تهم، ولم ينقذه من معاناته القضائية ومخالفته القانونية الجسيمة سوى تصويت المحكمة العليا، بعد نجاحه في فترة رئاسته بترشيح وتعيين ثلاثة قضاة محافظين من مجمل تسعة لأعلى جسم قضائي في الولايات المتحدة، وقد صوتوا لمنحه “حصانة جزئية عن تصرفاته وأعماله كرئيس”، ما أنقذه من أصعب تهمة واجهها رئيس سابق بعمله، وتبعات قيامه بالانقلاب على نتائج انتخابات الرئاسة عام 2020، ما كان سيؤدي إلى إدانته وسجنه!! وحكمت قاضية في ولاية فلوريدا بإسقاط قضية تهمة وزارة العدل الأمريكية باحتفاظه بوثائق سرية!!
ويروج ترامب وأنصاره بأن بايدن والدولة العميقة الأمريكية يعملون لمحاكمته وسجنه وإخراجه من سباق الرئاسة؛ ما أكسبه كثيراً من تعاطف أنصاره، وهؤلاء بمعظمهم من البيض غير الجامعيين، الذين يهوون خطابه الشعبوي والعنصري. وذلك ما يشجعه على التنمر، ووصف منافسته كامالا هاريس- نائبة الرئيس بايدن، ومرشحة الحزب الديمقراطي- بالحمقاء وأن معدل ذكائها منخفض (والدها أسود من جامايكا ووالدتها من الهند، ويشكك بعرقها الأسود والآسيوي ويكرر اتهامها بالشيوعية).
ويسخر ترامب من المرشح لمنصب نائب الرئيس، تيم والز حاكم ولاية مينسوتا، فتعلق هاريس وتعلن أنها تتفق مع وصف الجنرال جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب، ورئيس أركان القوات المسلحة المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميللي، ومع أكثر من نصف الأمريكيين، بأن “ترامب فاشي”- وذلك بعد توعد ترامب بالانتقام من خصومه وأعداء الداخل، وأنه سيكون ديكتاتوراً ليوم واحد.. ليحدث انقسام حاد داخل المجتمع الأمريكي اجتماعيا وسياسيا!
لم يسبق أن انحدرت أمريكا بالانقسام والصراع لهذا الدرك من التجريح بين المرشحين، ولم نشهد لأمريكا التي تحاضر على دول وشعوب العالم باحترام القانون ونتائج صناديق الاقتراع، مثل هذا الانهيار إلى القاع لمكانتها وسمعتها ونموذجها الانتخابي وديمقراطيتها.. لدرجة أنه صار من ضمن مفردات الخطب التحذير من مخاوف تفجر صراع داخلي، خاصة في حال خسر ترامب هو وحزبه الانتخابات الرئاسة في 5 نوفمبر، والكونغرس للمرة الرابعة توالياً (في الأعوام 2018، 2020، 2022، 2024)!!

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق