إذلال أمريكا
بقلم: أسامة السويسي
| 20 يونيو, 2024
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 20 يونيو, 2024
إذلال أمريكا
توماس فريدمان صحافي أمريكي يهودي شهير، وكاتب في صحيفة “نيويورك تايمز”، وجه انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية، وانتقد بطريقة أكثر صراحة القادة في واشنطن، وطالبهم بالتوقف عن إذلال أنفسهم بشأن إسرائيل.
فريدمان كتب: “إسرائيل التي عرفناها قد ولّت، وإسرائيل اليوم في خطر وجودي.. وقد سبق وحذرنا من هذا الأمر بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية، وكل أمريكي يجب أن يقلق بشأن هذا الأمر، وهذه وصفة لجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى حرب في الشرق الأوسط، لمساعدة إسرائيل التي تواجه قوة إقليمية، وهي إيران التي تمكنت من محاصرتها من خلال حلفائها ووكلائها، وليس لدى إسرائيل إجابة عسكرية أو سياسية؛ والأسوأ من ذلك أنها تواجه احتمال نشوب حرب على ثلاث جبهات، غزة ولبنان والضفة الغربية، مع تطور جديد خطير، وهو أن حزب الله في لبنان مسلح بصواريخ دقيقة، قادرة على تدمير مساحات واسعة من البنية التحتية الإسرائيلية، من مطاراتها إلى موانئها البحرية، إلى جامعاتها وقواعدها العسكرية ومحطات توليد الكهرباء”.
وكان الصحفي الأمريكي واضحاً أكثر عندما كتب: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعين عليه البقاء في السلطة لتجنب احتمال إرساله إلى السجن بتهم الفساد، وللقيام بذلك باع روحه لتشكيل حكومة مع المتطرفين اليهود اليمينيين، الذين يصرون على أن إسرائيل يجب أن تقاتل في غزة حتى تقتل آخر عنصر في حماس. والآن انهارت حكومة نتنياهو الحربية الطارئة، بسبب افتقاره إلى خطة لإنهاء الحرب والانسحاب الآمن من غزة، في الوقت الذي يتطلع فيه المتطرفون في ائتلافه الحكومي إلى الوصول إلى السلطة.
ولخص فريدمان المشهد في آخر المقال عندما كتب: إسرائيل ليست في حاجة إلى حفل كحول برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لسائقها المخمور.
أعتقد أنه بعد هذا المقال، الذي جاءت كلماته من مداد صحفي أمريكي يهودي، باتت الصورة أكثر وضوحا فيما كنا نردده ونشدد عليه، بأن أمريكا تبيع ما بنته عبر عصور طويلة من صورة الدولة الكبرى، التي تدافع عن الحريات والديمقراطية وحرية الرأي، وتحارب الإرهاب في كل بقاع الكرة الأرضية.. بدأت صورتها تتآكل وتهتز بشكل عنيف بسبب دعمها الشامل الكامل للكيان الصهيوني، ومشاركته حرب الإبادة على الأبرياء تحت ستار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ووقوف تلك الإدارة المنحازة في وجه كل الجهات والمؤسسات الدولية الساعية لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وتقديم قرابين الولاء للعصابة الصهيونية بقيادة “النتن ياهو” لارتكاب أفظع جرائم حرب الإبادة.. مع توفير كل أشكال الدعم للكيان المحتل، عسكريا ودبلوماسيا واقتصاديا وإعلاميا.
أمريكا بعد السابع من أكتوبر 2023 ليست كما كانت قبله، وستحتاج إلى عقود للتخلص من سقوطها في الوحل الإسرائيلي؛ وفي كل مرة يزيح “النتن ياهو” وعصابته الستار عن الموقف الأمريكي الحقيقي، الذي يخالف ما يحاول قادة البيت الأبيض تصويره للعالم.. وكانت كلمات رئيس الحكومة الإسرائيلية جلية هذا الأسبوع، عندما تحدث عما دار بينه وبين أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، تحت شعار تطوير المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية والكيان المحتل للوصول إلى صفقة اتفاق ووقف لإطلاق النار.
قال “النتن ياهو” إنه أخبر بلينكن بصدمته لتأخّر الولايات المتحدة في إرسال الشحنات العسكرية من قذائف وقنابل وأسلحة إليهم في هذا التوقيت الصعب، الذي يحتاجون فيه إلى كل رصاصة لمحاربة حماس؛ بل وشدد “النتن ياهو” على أن بلينكن وعده خلال اللقاء بتسريع إرسال القنابل والصواريخ والمعدات الحربية المطلوبة، لمواصلة دفاع إسرائيل عن نفسها.. وهو أمر ليس بمستغرب من بلينكن، الذي كان أول من وصل إلى تل أبيب عقب طوفان الأقصى، وقال مخاطبا الإسرائيليين: لم أحضر إليكم بصفتي وزيرًا للخارجية الأمريكية، ولكنني جئت بصفتي يهوديًّا عانى أجداده من معاداة السامية، وبعضهم كانوا بين ضحايا محرقة الهولوكوست.
وفي الخطبة نفسها قال “النتن ياهو” متحدثًا عن الكيان الصهيوني: “نحن لسنا جيشًا لديه دولة، لكننا دولة لديها جيش”، في محاولة لرأب الصدع في القيادة العسكرية التي بدأت في الانقلاب ضده، وفي ظل حالة الانشقاق التي تعاني منها حكومته بعد مرور ما يقرب من 9 أشهر على الحرب في غزة.
والحقيقة المؤكدة.. أن الكيان المحتل ليس دولة لديها جيش، ولا جيشًا لديه دولة، ولكنه عبارة عن عصابات صهيونية احتلت هذه الأراضي العربية، بعد أن نبذهم الغرب من كل بقاع الأرض، وشحنهم إلى فلسطين.
ناقد رياضي بقناة الكاس
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
أحسنت أستازنا الغالى