كواليس الهجوم الإسرائيلي على إيران

بقلم: مدونة العرب

| 3 أكتوبر, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: مدونة العرب

| 3 أكتوبر, 2024

كواليس الهجوم الإسرائيلي على إيران

بعد أيام من الجدل الحاد في أعلى مستويات الحكومة، انتصر كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وتم إرسال حوالي 200 صاروخ باليستي باتجاه قلب إسرائيل.

 الهجوم العسكري المباشر يوم الثلاثاء جاء- وفقاً لثلاثة مسؤولين إيرانيين-  بعد أن أقنع كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني المرشد الأعلى للبلاد، آية الله علي خامنئي، بأنه السبيل الوحيد لكي تظهر إيران قوتها. و خلال الهجوم المفاجئ، أطلقت إيران- وفقًا للجيش الإسرائيلي- حوالي 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل. وقالت إسرائيل إن بعضها أصاب أهدافًا، ولكن معظمها تم اعتراضه.

 لكن الجيش الإيراني استعد أيضًا لإطلاق مئات الصواريخ من الحدود الغربية إذا ردت إسرائيل أو حليفها الرئيسي، الولايات المتحدة، بحسب اثنين من أعضاء الحرس الثوري المطلعين على التخطيط.

 وقال الحرس الثوري في بيان: “إذا رد النظام الصهيوني على عملية إيران، فإنه سيواجه هجمات أكثر شراسة”، وأشار البيان إلى أن الصواريخ أُطلقت للانتقام من اغتيال إسرائيل الأسبوع الماضي لحسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني. كان نصر الله الشخصية الأقوى في “محور المقاومة” الإيراني، كما يُطلق عليه تحالفه الإقليمي مع المسلحين، وكان مستشاراً مقرباً من السيد خامنئي.

ووفقًا للبيان، وجاء الهجوم أيضًا للانتقام من اغتيال القائد السياسي لحماس، الجماعة المسلحة في قطاع غزة، وقائد إيراني بارز كان مع نصر الله في ذلك الوقت.

 وكان الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، من بين الذين كانوا يدعون إلى ضبط النفس، لكنه قال يوم الثلاثاء إن الهجوم الصاروخي كان عملاً مشروعًا من أعمال الدفاع عن النفس. ووجه تحذيراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: “إيران لا تسعى للحرب، لكنها ستقف بحزم ضد أي تهديدات”، وأضاف: “هذا مجرد لمحة صغيرة من قدراتنا.. لا تدخلوا في حرب مع إيران”.

لمدة تقرب من عام، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، انخرط حزب الله وإسرائيل في هجمات متبادلة، وبدأت الاشتباكات بعد أن بدأ المسلحون اللبنانيون بإطلاق الصواريخ عبر الحدود دعماً لحماس. في الأيام الأخيرة، مع تكثيف إسرائيل هجومها على حزب الله، كان من غير الواضح كيف أو ما إذا كانت إيران، راعية حزب الله، سترد.

 بالنسبة لبعض المحللين، أشارت التعليقات المبكرة من القادة الإيرانيين، بما في ذلك المرشد الأعلى، إلى أنهم قد لا يفعلون ذلك- على الأقل بشكل مباشر- لتجنب الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل. ودعا الرئيس بزشكيان بشكل خاص إلى الحذر، حسبما أفاد مسؤولون إيرانيون، محذراً من أن إسرائيل تحاول إغراق إيران في صراع أوسع. وعلى الصعيد العلني، كان الرئيس الجديد يعبر عن لهجة جديدة؛ فقبل أيام من اغتيال نصر الله، تحدث أمام الأمم المتحدة عن رغبته في تخفيف التوترات.

تعرض الرئيس والحكومة لهجوم شديد من المحافظين الإيرانيين في حملة قاسية على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإيراني، قائلين إن دعواتهم لضبط النفس ترقى إلى خيانة.

 كان الهجوم الصاروخي الباليستي على إسرائيل يوم الثلاثاء واضحًا فيما يتعلق بالجانب الذي انتصر في النقاش، على الأقل في الوقت الحالي.

خلص كبار القادة العسكريين في إيران إلى أنه من الضروري إثبات الردع ضد إسرائيل- وبسرعة- لوقف أو على الأقل إبطاء هجومها على حزب الله، ولكن الأكثر أهمية حسب اعتقادهم هو أن إيران بحاجة إلى العمل لمنع إسرائيل من تحويل تركيزها نحو طهران. كما أراد الإيرانيون استعادة مصداقيتهم مع أعضاء “محور المقاومة”، وعكس أي تصور بأن إيران أو حلفاءها الإقليميين ضعفاء.

تم إطلاق الصواريخ من قواعد الحرس الثوري الجوية في كرج وكرمانشاه ومقاطعة أذربيجان، حسبما أفاد مسؤولون إيرانيون طلبوا عدم نشر أسمائهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علنًا.

 قال علي واعظ، مدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية، قبل الضربة الصاروخية، إن التوافق في إيران كان يميل نحو الرد على إسرائيل “لقتل الزخم الذي تمكنت إسرائيل من تحقيقه في الأيام الماضية”.. لكن القرار قد يأتي بنتائج عكسية، كما قال. وتابع “رد إيراني أحادي الجانب لا يزال محفوفًا بالمخاطر للغاية لأنه سيبرر لإسرائيل ضرب إيران الآن وهي مكشوفة للغاية، لأن حزب الله على ركبتيه”، وقال واعظ: “إذا ضرب الإيرانيون إسرائيل، فهذا يشير إلى أنهم حسبوا أن تكلفة عدم الفعل تفوق المخاطر المترتبة على اتخاذ إجراء ضد إسرائيل”.

قال أحد كبار مساعدي الرئيس بزشكيان، في مقابلة هاتفية قبل الهجوم الصاروخي، إنه مهما كانت تحفظات الرئيس الخاصة بشأن الحرب مع إسرائيل، فإنه سيؤيد علنًا أي قرار يتخذه السيد خامنئي.. وهو ما فعله يوم الثلاثاء.

وقال المسؤولون إن تحول إيران في الاستراتيجية جاء نتيجة تفكير بين قادتها، بمن فيهم وزير الخارجية عباس عراقجي، قرروا نتيجته أن إيران أساءت التقدير بعدم الرد على مقتل زعيم حماس “إسماعيل هنية” في يوليو، وقتل القائد الإيراني البارز، الجنرال عباس نيلفوروشان. 

يعتقدون أن ضبط النفس قد تم تفسيره على أنه ضعف. وأخبر السيد عراقجي مسؤولين آخرين أن الدول الغربية خدعت إيران عندما طلبت منها ممارسة ضبط النفس والسماح بالتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما قاله المسؤولون الثلاثة.

 ومن المتوقع أن يؤم السيد خامنئي صلاة الجمعة هذا الأسبوع في طهران ويلقي خطبة يتوقع أن تحدد النبرة لما سيأتي بعد ذلك، حسبما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية. عادة ما يؤم خامنئي صلاة الجمعة فقط في الظروف الاستثنائية المرتبطة بالأمن القومي. وكانت آخر مرة أمَّ فيها الصلاة في عام 2020 بعد اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني، الجنرال البارز الذي يحظى بتقدير كبير لدى الإيرانيين.

 بعد الضربات على إسرائيل، هتف أنصار الحكومة بعبارات الحمد لله ونشروا رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي. وتجمع حشود خارج جامعة طهران ملوحين بالأعلام الإيرانية والفلسطينية وحاملين لافتات كتب على بعضها “حان وقت الانتقام”، وفقًا لما أوردته التلفزيون الحكومي.

 قال حميد رضا عليمي، أحد أنصار الحكومة المحافظين، في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي مبررًا الضربة الصاروخية: “أحيانًا يجب أن تخوض الحرب لتحقيق السلام، ويجب أن تقاتل لتنال راحة البال”.

المصدر: نيويورك تايمز | Farnaz Fassihi
تاريخ النشر: 01/10/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

المحرقة الصهيونية

المحرقة الصهيونية

كلما تعرضت العصابة الصهيونية لضربة موجعة أو أية خسائر استراتيجية تقوم بفتح نيران الغدر على أبرياء غزة من الأطفال والنساء والمدنيين.. لتحقيق انتصارات زائفة تُرضي غرور المتشددين المتعصبين خصوصا من اليمين المتطرف. صواريخ وقنابل مصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية، مدعية...

قراءة المزيد
النقد.. الهواية، والهاوية!

النقد.. الهواية، والهاوية!

عندما ترفض -مثلا-  الشاعر العراقي الكبير عبدالرزاق عبدالواحد وتلعن سيرته بحجّة أنه قد مدح طاغية، فإنّ عليك إذن أن تفعل ذلك مع الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري.. لأنه أيضاً مدح طاغية آخر ملطّخة يده بدماء الأبرياء. أما أن تفتح عيناً وتغمض أخرى، فتقبل هذا وترفض...

قراءة المزيد
 معركة الطوفان وترتيب العداوات

 معركة الطوفان وترتيب العداوات

غالبا ما تترك بعض المحن والأحداث التي  تفوق طاقة البشر في التحمل، في نفوس أصحابها ندوبا عميقة تؤثر على وعيهم وتصوراتهم، بل إنها تذهل المسلمين تارة عن بعض الأبجديات في التصور الإسلامي الذي يحتم العودة إلى كتاب الله وسنة  نبيه صلى الله عليه وسلم في كل أمر لا...

قراءة المزيد
Loading...