تواطؤ دولة أمريكا العميقة والصهاينة.. وحروب المنطقة الدائمة!!
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 29 أغسطس, 2024
مقالات مشابهة
-
خرافة اسمها الحب!
من البديهيات أن المشاعر جزء أصيل لدى الإنسان.....
-
الشكر.. دوامٌ للنعم في الدنيا وفوزٌ في الآخرة
أنعم الله تعالى وتفضّل على عباده بالكثير من...
-
الترامبية المتجددة وأمْوَلَة نظام الحكم في الولايات المتحدة
منذ أن بلور حكماء الإغريق قديما فكرةَ...
-
السياسة الخارجية المتوقعة لإدارة ترامب.. تداعياتها على الشرق الأوسط
خلال حملته لاستعادة رئاسة الولايات المتحدة، قال...
-
ترامب وهاريس.. وجهان لعملة واحدة
نجح دونالد ترامب.. فاز مرشح الحزب الجمهوري...
-
السؤال الكوني وعجز الغرب الفلسفي
كمدخل فلسفي مبسط، يعود السؤال هنا على الفرد...
مقالات منوعة
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 29 أغسطس, 2024
تواطؤ دولة أمريكا العميقة والصهاينة.. وحروب المنطقة الدائمة!!
برغم رد حزب الله الباهت والمحدود على اغتيال القيادي فؤاد شكر، والتصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله، وانتظار رد إيران الموعود انتقاما لاغتيال إسماعيل هنية في طهران قبل شهر، وتصاعد حرب الإبادة على غزة، يستمر نتنياهو بالتلاعب بورقة النزوح، وتضييق الخناق على مساحة اللجوء في غزة، ويمضي بتهويد القدس والمسجد الأقصى، ويترافق مع ذلك تهديد بن غفير وزير الأمن الداخلي المتطرف ببناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى.
يتعنت نتنياهو ويحرج بايدن وإدارته برفضه علناً مطالبه بوقف الحرب ضد الشعب المنكوب والنازح والنازف في غزة. والجميع يعلم أن نتنياهو يبقى العقبة الكأداء، برفضه وقف الحرب لمصالحه الشخصية، لتأجيل محاكمته ونهاية حياته السياسية بسجنه!!
رشّح الحزب الجمهوري الرئيس السابق ترامب للرئاسة، ورشح الحزب الديمقراطي كامالا هاريس للمنصب. وكان ملفتاً ومتوقعاً تعهُّد كلٍّ من ترامب وهاريس في خطابيهما بدعم “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ومحاربتها إرهاب حماس وحزب الله. بل تسابق ترامب وهاريس للإعلان عن تقديم الدعم والإسناد لإسرائيل، برغم جرائم حربها.
ويفاخر ترامب بأنه الرئيس الذي قدم أكثر خدمات لإسرائيل، باعترافه بالقدس عاصمة غير مجزأة لها، ونقل السفارة الأمريكية إليها، واعترافه بضم الكيان للجولان، وأنه قاد الاتفاقات الإبراهيمية بإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب عام 2020. ويتهم منافسته كامالا هاريس بعدم دعم إسرائيل، واقترح على الناخبين اليهود الأمريكيين الذين سيصوتون لهاريس بفحص عقولهم… وذلك برغم تأكيد هاريس في خطابها بعد ترشيح حزبها لها التزامها بدعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، ودعم اتفاق وقف الحرب والإفراج عن الرهائن والأسرى.
وهكذا تتحكم الدولة العميقة بالعلاقة الاستراتيجية الأمريكية- الإسرائيلية؛ لذلك لا يختلف الرؤساء وقادة ونواب وأعضاء مجلس الشيوخ في الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، بإعلانهم وإظهارهم الولاء والدعم اللامحدود لإسرائيل بالتصريحات والمواقف، برغم ارتكاب قوات الاحتلال المجازر، وتهويد القدس والمسجد الأقصى، ومصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات غير الشرعية، والتنكيل بالفلسطينيين، وبلطجتها وعدوانها واغتيالاتها في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن وإيران.
لا بل يتنافس أعضاء الكونغرس بحزبيه الجمهوري والديمقراطي بدعم ومساندة إسرائيل والتملق لها، وذلك برغم إبادة جيش الاحتلال 50 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود، والمطالبة من مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية للمحكمة بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه غالانت منذ مايو الماضي لارتكابهما جرائم حرب، واتهام محكمة العدل الدولية الجيشَ الإسرائيلي بارتكاب ما يرقى إلى جرائم الحرب.
وبوقاحه فجة، وجهت قيادات الكونغرس دعوة رسمية لنتنياهو لإلقاء خطابه الخامس في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، واستُقبل بحفاوة، وقاطع المشرعون خطابه بالتصفيق 50 مرة (أكثر من الرئيس الأمريكي).
ويصطف وزير الخارجية بلنكين بزياراته التسعة لتل أبيب، وكان صادما إعلانه في زيارته الأولى في أكتوبر أنه يزور إسرائيل لا كوزير خارجية أمريكا فقط ولكن كيهودي أيضا! وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات وأسطولاً بحريّاً إلى المتوسط والخليج العربي ومعهم آلاف الجنود. ويستمر الجسر الجوي بنقل السلاح والعتاد لدعم وإسناد آلة الحرب والقتل والدمار ضد الأبرياء العزل، في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن، وحتى إيران.
وتوعد كبار قادة إيران- وعلى رأسهم المرشد الأعلى- أن من واجب إيران الرد على التعدي على سيادة إيران واغتيال ضيفها، وكان آخر من علق وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي بتأكيده أن “الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي في طهران سيكون دقيقا ومحسوبا ولا مفر منه”!
بالتأكيد، هذه المواقف الداعمة من الإدارة الأمريكية والكونغرس، ومؤسسات الدولة العميقة، والإعلام الرئيسي المنحاز لسردية إسرائيل، وإخفائه مشاهد جرائم حرب الإبادة، كذلك دَور مراكز الفكر والدراسات وجماعات الضغط بقيادة اللجنة الوطنية الأمريكية- الإسرائيلية (أيباك)، الأكثر نفوذا وضخّا للدعم المالي والسياسي للنواب وأعضاء مجلس الشيوخ، وحتى لمرشحي الرئاسة الأمريكية، وصاحبة الدور الرئيسي بتوفير الغطاء السياسي والدعم المالي والاقتصادي والعسكري، وتشكيل الرأي العام.. ذلك كله يؤكد عمق وانحياز الالتزام الأمريكي لإسرائيل.
كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخراً حجم الدعم العسكري الأمريكي، للإمعان بإحراج بايدن وإدارته، بإعلان أن تزويد آلة الحرب الإسرائيلية بإمدادات الأسلحة المتنوعة تجاوز 50 ألف طن من مختلف أنواع الأسلحة والمعدات والصواريخ والقنابل، تم نقلها عبر جسر جوي من 500 طائرة شحن عملاقة، إضافة إلى 107 سفن عبر البحر الأبيض المتوسط.
هذه الأسلحة والمعدات تسببت وتتسبب بقتل وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء العزل في غزة، وسيتكرر السيناريو في الضفة الغربية بإرهاب يمارسه الجيش وقطعان المستوطنين من القتل وإلحاق الدمار والهلاك بشكل ممنهج، من غزة إلى الضفة ولبنان وسوريا واليمن!!
لا شك أن الغطاء والدعم العسكري والسياسي الأمريكي، واستخدام الفيتو 4 مرات في مجلس الأمن لحماية إسرائيل، ذلك يشجع تعنت وتصعيد نتنياهو وزمرته المتطرفة للإمعان بالقتل والتشريد، وإجبار الناس على النزوح المتكرر لإذلالهم ودفعهم للهجرة “الطوعية”، ويُخشى تكرار السيناريو في الضفة الغربية.
والخشية من سيناريو توريط إيران بحرب إقليمية مع الولايات المتحدة تستهدف منشآت إيران الحساسة، وحتى منشآتها النووية، تحقيقا لهدف نتنياهو وائتلافه، حتى لو دفعت المواجهة المنطقة إلى حافة الهاوية والانفجار.
بعدما كان الرئيس بايدن يعارض وقف الحرب، تحول منذ مايو الماضي إلى الضغط لوقفها، وقد رعت الولايات المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي قرار مجلس الأمن 2735، المطالب بوقف فوري وكامل لحرب إسرائيل على غزة، لكن دون جدوى، برغم قبول حماس للقرار! فيما يتعنت نتنياهو ويستمر بجرائم ومجازر حرب إبادته بلا هوادة، لأنه أمن الإدانة والعقوبات!
ما لم يصعّد بايدن، ويوقف شحنات الأسلحة، ويفضح رسمياً وعلناً نتنياهو وزمرته، المعرقلين والمتعنتين الرئيسيين، وينضم إلى المعارضة وأهالي الأسرى، ويجبر نتنياهو على وقف الحرب، فسيستمر حمام الدم ويتوسع، ليوصم تاريخ بايدن وتواطؤه وشراكته بدعم حرب الإبادة على غزة، وسيخلد التاريخ إرثه الملطخ بدماء الأبرياء!
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
البنتاغون يتوقع اضطرابات كبيرة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض
تتزايد المخاوف في أوساط البنتاغون بشأن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُخشى أن يسعى لتنفيذ وعود انتخابية قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الجيش الأمريكي، الذي يُعرف بحياده السياسي. من بين هذه المخاوف، توجيه الجيش للعمل داخل الولايات المتحدة،...
اِجعل لكَ خبيئة!
خرج المسلمون يوماً لقتال الروم، فلما التقى الجيشان خرجَ فارس من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج له رجل ملثَّم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس آخر من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه الرجل الملثم نفسه من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس ثالث من...
خرافة اسمها الحب!
من البديهيات أن المشاعر جزء أصيل لدى الإنسان.. البعض قسمها إلى مشاعر إيجابية: كالحب، والسعادة، والرضا؛ وأخرى سلبية: مثل الغضب، والاشمئزاز، والخوف. غير أن علم النفس ذهب ليؤكد أن كل المشاعر لها جانبان، واحد سلبي وآخر إيجابي؛ فالغضب -مثلاً- يعد أحد أسوأ المشاعر الإنسانية...
0 تعليق