ذكرى “الفاتح من سبتمبر”: أيام ومشاهد في “جماهيرية العقيد العظمى”!

بقلم: شريف عبدالغني

| 3 سبتمبر, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: شريف عبدالغني

| 3 سبتمبر, 2024

ذكرى “الفاتح من سبتمبر”: أيام ومشاهد في “جماهيرية العقيد العظمى”!

المشهد الأول: الحلم يتحقق

أواخر فبراير من العام 2001، وقد كنت في سنوات عملي الأولى بالصحافة، استدعاني صاحب ورئيس تحرير المطبوعة العربية التي كنت أعمل فيها حينذاك:

“شريف، إن شاء الله هتسافر ليبيا عشان تغطي قمة الإتحاد الإفريقي، بدّي تعمل موضوعات ممتازة للمجلة، وترسل أخبار كل يوم لموقعنا الإخباري”.

ولأن هذا الرجل- رحمه الله- كان من النوع الذي يعتقد أن وفرة المال في يد الشباب تؤدي إلى إفسادهم، فقد كان يعطينا بالقطارة.. سألته بهدوء عن مصروفات السفر، فقال بسرعة: “روح الحسابات.. وأنا مأمّن لك كل شيء”.

ذهبت إلى الحسابات فرِحاً، ليس للبدل الذي سأحصل عليه، فالمهم عندي خوض تجربة جديدة وتحقيق رغبة وأمنية راودتني طويلاً برؤية ليبيا، المعقل الأخير للثورة ضد الاستعمار، والاقتراب من “خيمة باب العزيزية”، حيث يجلس “أمين القومية العربية” وخليفة جمال عبد الناصر، وقد كنت وقتها من دراويش الزعيم الكبير، ومن محبي خليفته.

ضحكة صفراء معتادة من مدير الحسابات: “الأستاذ ترك لك المبلغ ده.. خُد وتيجي بالسلامة، وماتنساش الهدايا.. هاها”.. نظرت إلى المبلغ فوجدته ألف جنيه فقط، أخذته وذهبت إلى الأستاذ.. “ياريّس، هل المبلغ ده يكفي رحلة العمل والتنقلات.. إلخ؟”. رد بلغة الواثق: “يا ابني إنت هتروح أرخص بلد في العالم، والإقامة عليهم.. كل اللي هاتصرفه 300 جنيه تذكرة الطائرة، والمبلغ الباقي هتعيش به هناك ملك”.

المشهد الثاني: “الجماهيرية” و”المجنون”

ذهبت إلى مطار القاهرة وبحوزتي ألف الجنيه، التي ستجعلني ملكاً في ليبيا! طوال الطريق راحت ذاكرتي تستعيد إذاعة “صوت الوطن العربي الكبير.. صوت اللجان الثورية”، التي كان يحلو لي سماعها فترة الصبا، وقد كانت بوابة القذافي للوصول إلى آذان عموم الأمة، وتصلنا في مصر مشوّشة، إذ كانت ليبيا وقتها هي العدو الأكبر لنا وفق تصوير الإعلام الرسمي، ومقالات سمير رجب وإبراهيم سعدة وغيرهما، وكانت رسومات مصطفى حسين عن القذافي تُظهره باستمرار في هيئة “المجنون”. 

فترة القطيعة بين القاهرة وطرابلس الغرب، التي بدأت مع “كامب ديفيد” واستمرت إلى العام 1990، جعلت أخبار “الجماهيرية” -ذلك اللقب المدهش- غائبة عنا.. تُرى ما شكل هذا البلد الذي يعادي الإمبريالية، والحاكم فيه لا يحكم، بل هو فقط “قائد ثورة”، ولا يوجد فيه برلمان لا يصل إليه إلا صاحب مال أو نفوذ، بل كل الناس أعضاء في برلمانات صغيرة، تنتشر في كل حارة وزقاق تسمى “اللجان الشعبية”؟.

ما سر قوة هذا البلد الذي واجه الغارات الأميركية بكل صلابة عام 1986، وجعلنا ننصت بكل إعجاب لصوت المذيع في الإذاعة المذكورة ذاتها، وهو يوّجه كلمات ما زالت ترن في أذني إلى ساكني البيت الأبيض: “يا تلك الغربان التي مات فيها الضمير.. أيتها الغربان الجبانة.. وقفنا.. صمدنا.. فليقف كل عربي مكانه.. فلا ظلم اليوم.. ولا استكانة ولا خضوع.. فالنار النار.. والثورة الثورة.. وإنها لحرب حتى النصر”، لينطلق بعده صوت كورال جماعي يهز الصخر: “الويل لأعداء الله”. ثم يعود مذيع آخر ليدعو أبناء مصر والأمة العربية إلى تحطيم القواعد الأميركية، ليأتي بعده صوت مطرب ينشد: “يا قائد ثورتنا على دربك طوالي.. يا رافع رايتنا خفاقة في العالي”.

وبعد أن وضعت الغارات أوزارها، خرجت “الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية”- وقد كان ذاك اسمها الرسمي- لتضيف إلى نفسها لقباً جديداً.. “العظمى”، بعدما ناطحت أكبر دولة في العالم، وبالتالي فهي لا تقل عنها ولا عن ربيبتها بريطانيا، هي عظمى.

خرجت من تسلسل هذه المشاهد والأحداث بعدما وصلت إلى المطار، لأحجز تذكرة الطائرة المتجهة إلى طرابلس من شركة “الطيران الليبية”. كانت المرة الأولى التي أحجز فيها، وأركب الطائرة مباشرة كأنني في موقف سيارات متجه إلى الأقاليم!. أخرجت مبلغ الـ 300 جنيه، الذي أخبرني رئيس التحرير أنه قيمة التذكرة، لكن موظف الحجز استنكر وقال: “التذكرة بـ 650 جنيه”.

وقع الرقم عليّ كالصاعقة.. معنى ذلك أنه سيتبقى معي من الألف جنيه 350 فقط (55 دولارا حينها)، فماذا أفعل بها طوال أيام المؤتمر؟ وهل ستكفي المصروفات والتنقلات، فضلاً عن الهدايا التي طلبها مدير الحسابات بضحكته الصفراء؟ لم يكن هناك فرصة للتفكير.. فالطائرة أمامك، وحلم ضياع فرصة دخول “الجماهيرية العظمى” وراءك.

المشهد الثالث: مطار طرابلس العالمي

بعد أكثر من ساعتين وصلنا “مطار طرابلس العالمي”- وقد كان هذا اسمه- في الحادية عشرة مساء. كانت الشوارع شبه مظلمة، وخالية من البشر، ونحن في الطريق إلى فندق الإقامة، وأتذكر اسمه جيداً.. “باب البحر”.

انتهت إجراءات تسكيننا في الثانية صباحاً، مع رجاء من الإخوة في “أمانة الإعلام” بالاستيقاظ مبكراً لأن الحافلة التي ستنقلنا إلى مدينة سرت- حيث مقر المؤتمر- ستتحرك في السابعة صباحاً. (ملاحظة: الأمانة هي نظير الوزارة، فلم يكن في الجماهيرية اسم وزارات).

في السادسة والنصف كنا جاهزين، أنا وزملائي الصحفيين، لكن الحافلة لم تتحرك إلا في الواحدة ظهراً، كانت تلك أول إشارة على أن “العشوائية” هي العنوان الكبير في “الجماهيرية العظمى”.

 لمّا خرجنا من الفندق رحت أرقب شوارع المدينة.. صدمت للوهلة الأولى، لم أجد الجنة الموعودة التي رسمتُها في خيالي عن ليبيا من كتابات عبد العظيم مناف رحمه الله، ومصطفى بكري أدام الله بقاءه.. كان الكورنيش متهالكاً، وعلى حاله من أيام الاحتلال الإيطالي.

المشهد الرابع: الطريق إلى “سرت”

طوال الطريق إلى سرت (450 كيلومترا من العاصمة)، لم يستوقفنا أي شيء على الساحل الطويل، بل بعض لافتات متفرقة تحمل شعارات الثورة، كان أضخمها “الفاتح ثورة صناعية”!. المفارقة أنه كان تحت هذه اللوحة العملاقة مباشرة كوخ بسيط مكتوب عليه بخط رديء “ورشة أبناء جنوب سوهاج لإصلاح الشكمانات”.. الواضح من الاسم أنهم من أبناء جلدتنا، أولاد المحروسة الذين كانت ليبيا بالنسبة إليهم مثل عراق صدام في الثمانينيات، مفتوحة وبلا تعقيدات سفر.

وصلنا في السابعة مساء مدينة “الرباط الأمامي”- كما كانوا يطلقون على سرت، كونها مسقط رأس “الأخ قائد الثورة”-.. جابوا بنا على فنادق المدينة، لكنها كلها كانت مشغولة بالأشقاء الأفارقة، لقد أصبحوا محط اهتمام “القائد” في توجهه الجديد نحو القارة السمراء بعدما كفر بالعروبة ورجعية حكامها.

بعد طول ترقب ذهبوا بنا في الثانية صباحاً إلى “كبائن صغيرة” في سفن ترسو على خليج سرت، الذي تتصدره لافتة أخرى فيها أنه “سيتحول عند اللزوم إلى اللون الأحمر”!. والمقصود أنه عند أية مواجهة مع الأميركان سيمتلئ بدمائهم مثلما سبق وذكرت إذاعة “صوت الوطن العربي الكبير”، أيام غارات 1986.

صدمة جديدة قذفها موظف الاستقبال بتلك الكبائن في وجهي: “اسمك ليس عندي، والموجود هو اسم رئيس تحرير مجلتك”. أخبرته أنه  أرسلني نيابة عنه، وأعطيته خطاباً بذلك مختوماً بشعار المجلة وموقّعاً باسمه، لكن الموظف لم يستجب.. ماذا أفعل؟ 

اتصلت برئيس التحرير، وأخبرته أنهم يرفضون إقامتي، فأعطاني رقم صديق له لأطلب منه ما أريد، لكن هذا الصديق كان بعيداً في طرابلس. بعد فترة استجاب الموظف لتوسلات مسؤول أمانة الإعلام، ووافق على دخولي الكابينة في الرابعة صباحاً، بشرط أن أخليها بعد ساعتين في السادسة صباحاً!! وفي الموعد المحدد نفذت شرطه وأخليت الكابينة، وكان معي في الظروف ذاتها زميل صحفي مغربي، وقد خرج غاضباً وأقسم أنه سيعود إلى بلاده.

المشهد الخامس: حكايات في “واجادوجو”

 ذهبت إلى مركز “واجادوجو” الذي سيستضيف مؤتمر القمة الكبير بحضور عشرات القادة الأفارقة، كثيرون منهم أغراهم ذهب القذافي، وكانوا يجهزون الحشود الشعبية لاستقباله في بلدانهم، ما حدا بالدعاية الإعلامية لـ “الجماهيرية” لتعطي القذافي لقباً جديداً.. “ملك ملوك أفريقيا”.

قائد الثورة أطلق على مركز المؤتمرات الضخم اسم “واجادوجو” تيمناً بعاصمة بوركينا فاسو، التي سبق واستضافت قمة أفريقية رفضت خلالها تطبيق قرارات الحظر الجوي على ليبيا على خلفية “أزمة لوكيربي”، وهي أزمة ربما لا يعرفها الجيل الحالي وشرحها يطول، ضمن أزمات عديدة ارتبطت بعقود حكم العقيد.

المهم..

بعد انقضاء اليوم الأول، عرف القائمون على مركز المؤتمرات بحكايتي، وأنه لم يتم تخصيص سكن لي- على عكس كل الضيوف-، وقد نصحني البعض بتجنب السكن الخاص خارج إطار المؤتمر لكثرة الجرائم؛ لذا وافقوا مشكورين على أن أقضي ليلتي على أية “كنبة” بالمركز.

ظللت على هذا الحال ثلاثة أيام.. عمل بلا نوم تقريباً، تتخلله لقاءات مع زملاء صحفيين، نتجاذب الحديث. أغرب ما سمعته كلام أحدهم، وكان مراسلاً لوكالة أنباء عربية عريقة: “هنا أي صحفي يستحيل يجتهد.. أي خبر ترسله لجهة عملك يجب أن تأخذ عليه موافقة مُسبقة من أجهزة الدولة، كل صحفي عليه مخبر يمشي وراءه في أي مكان يومياً، حتى لما أذهب إلى المقهى أجده خلفي كظلي”.

المشهد السادس: صرخة هالة صدقي!

عدنا من سرت بحكاياتها وأجوائها إلى طرابلس!

حانت رحلة العودة إلى القاهرة، كان موعد الطائرة الواحدة ظهراً، وكالمعتاد.. ساعة تجر ساعة، وشبح الطائرة لا يظهر، وتصادف أن كان معنا الفنانون هالة صدقي وإيهاب توفيق وفاطمة عيد وخالد عجاج وغيرهم.. كانوا يشاركون في أحد الاحتفالات يوم 2 مارس 2001، بمناسبة ذكرى إعلان “سلطة الشعب”، وتدشين النظام الجماهيري في ليبيا المستمد من فكر “الكتاب الأخضر” للقذافي. وأضِف ذلك النظام وذاك الكتاب إلى قائمة الأمور التي يطول شرحها عن “جماهيرية العقيد”.

استشاطت هالة صدقي غضباً، وعلا صوتها لتأخر الطائرة، فجاء من يخبرنا أن الطائرة وصلت، وأدخلونا قاعة الانتظار، لكنها كانت حيلة لإسكاتنا. المُحزن أنهم أغلقوا علينا القاعة التي لم تكن مكيفة، وكان الموقف مؤلماً لطفل مصري تحمله أمه بسيطة المظهر، ويكاد أن “يفطس” على كتفها من الحر.. فصرخت هالة صدقي مجدداً، واتهمت هؤلاء الموظفين- ومعها حق- بعدم الرحمة، وطلبت منهم أن يأتوا لها بمسؤولي السفارة المصرية.

أخيراً، وبعد 9 ساعات في انتظار وترقب وملل.. تحركت الطائرة بإذن الله في التاسعة والنصف مساء، بعد أن أخبرونا أنها كانت في مشوار إلى إيطاليا، وهذا سر تأخرها!

المشهد السابع: الذكرى 55 لثورة الفاتح

لقد عادت كل هذه المشاهد وغيرها أمس الأول- الأحد- إلى ذاكرتي، على خلفية احتفال بعض من محبي القذافي في ليبيا والعالم العربي بالذكري 55 لثورة “الفاتح من سبتمبر”.. الثورة (الانقلاب) التي أتت بالعقيد ليحكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود، ويشغل الدنيا بمواقفه وتصرفاته وسياساته، ثم بنهايته المأساوية.

وتبقى ليبيا..

هذا البلد العظيم بمساحته وحضارته وأهله ومدنه، من “مساعد” في أول الشرق إلى “غدامس” في أقصى الغرب، ومن “مصراتة” شمالاً إلى “سبها” جنوباً، من أحب البلاد إلى قلبي، رغم ذكرياتي السيئة فيه. يكفي أنه أنجب المجاهد عمر المختار، ورسام الكاريكاتير المبدع محمد الزواوي، فضلاً عن أدباء وفنانين كباراً.

المشهد الأخير: فرحة رئيس التحرير

لقد عدت إلى عملي بعد تلك الرحلة الصحفية.. امتدحني رئيس التحرير أمام الزملاء لقوة تحملي، فرح بما أنجزته من أخبار وتقارير، لكنه- رحمه الله- فرح أكثر لأن الــ 350 جنيه المتبقية من مصروفات الرحلة كانت ما تزال في جيبي!!

1 تعليق

  1. Lady Gaga

    والله يا أستاذ شريف قد ساءني حالك في تجربتك تلك ، و مع كل محنة و تحدي واجَهتَه في سفرك منذ أن وطأت قدمك أرض المطار إلى رحلة عودتك وأنا أقول لو كنتُ مكانه لآثرت العودة إلى وطني مع أول طائرة، لكن أحيي فيك روح المغامرة و المثابرة و الصبر في وجه التحدّيات ، أضف على هذا ثباتك على إتمام مهمتك بل و ثبات قلبك على حب البلد بالرغم من أن تجربتك فيها لم تكن وردية ، فهل هو الحب أم الانتماء الصادق الذي يربطنا بأراضينا العربية و أشقائنا من المحيط إلى الخليج؟
    أنا متأكدة بالرغم من كل هذه الصعوبات إلا أنك نجحت في مهمتك ، ومثل هذه التحدّيات هي التي تصنعنا و تصقل شخصيتنا .

    أتعلم بأن أكثر جزء مأساوي في هذه الزيارة هو أنك عدت بباقي المبلغ إلى المحاسبة !!

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

البنتاغون يتوقع اضطرابات كبيرة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض

البنتاغون يتوقع اضطرابات كبيرة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض

تتزايد المخاوف في أوساط البنتاغون بشأن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُخشى أن يسعى لتنفيذ وعود انتخابية قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الجيش الأمريكي، الذي يُعرف بحياده السياسي. من بين هذه المخاوف، توجيه الجيش للعمل داخل الولايات المتحدة،...

قراءة المزيد
اِجعل لكَ خبيئة!

اِجعل لكَ خبيئة!

خرج المسلمون يوماً لقتال الروم، فلما التقى الجيشان خرجَ فارس من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج له رجل ملثَّم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس آخر من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه الرجل الملثم نفسه من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس ثالث من...

قراءة المزيد
خرافة اسمها الحب!

خرافة اسمها الحب!

من البديهيات أن المشاعر جزء أصيل لدى الإنسان.. البعض قسمها إلى مشاعر إيجابية: كالحب، والسعادة، والرضا؛ وأخرى سلبية: مثل الغضب، والاشمئزاز، والخوف. غير أن علم النفس ذهب ليؤكد أن كل المشاعر لها جانبان، واحد سلبي وآخر إيجابي؛ فالغضب -مثلاً- يعد أحد أسوأ المشاعر الإنسانية...

قراءة المزيد
Loading...