همام ليس في أمستردام!
بقلم: سليم عزوز
| 11 نوفمبر, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: سليم عزوز
| 11 نوفمبر, 2024
همام ليس في أمستردام!
لم يكن استدعاء في محله!
فعقب الموقف البطولي لأحرار المغرب في العاصمة الهولندية “أمستردام”، استدعى البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي اسم فيلم “همام في أمستردام”، ولا يمكن قبول هذا الاستدعاء إلا من حيث أن “القافية حكمت”، فلم يكن هذا الترويج لفيلم خفيف كالريشة، إلا في سياق الخفة الشائعة هذه الأيام، والتي صارت من المعلوم في منصات التواصل بالضرورة. وفرق كبير بين الكتابة الساخرة والمزاح، فالأولى فن والأخير يدخل في باب “الاستظراف” في كثير من الأحيان!
فيلم “همام في أمستردام” هو ثاني اثنين من الأعمال الدرامية، التي كانت تستهدف من جانب النقاد، وكثيرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم، كسر أسطورة عادل إمام، الذي تربع لسنوات طويلة على عرش الكوميديا، ببديل، وذلك منذ فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، إنتاج سنة 1996، ثم هذا الفيلم في عام 1998. ويُلاحظ أن كاتب العملين واحد هو مدحت العدل، وهو لم ينجح كممثل أو ككاتب، وإن كان لم يفشل أيضاً، فهو في منزلة بين المنزلتين، كهنيدي تماماً.
التهريج السينمائي:
لقد فشل المشروع، وثبت أن عادل إمام كان محقاً عندما كان يطلق ابتسامة ساخرة، إذا سئل عن رأيه في “هنيدي”، وهل يمكن أن يكون خليفته في الملاعب؟ وقتئذ اعتبر البعض الابتسامة مقاومة للانكسار، وبعد العملين لم يصح إلا الصحيح، رغم ملاحظاتنا الكثيرة على مدرسة عادل إمام الكوميدية!
“همام” الذي ذهب إلى أمستردام، عمل أقرب إلى التهريج السينمائي، ومن هنا لا مبرر لهذا الاستدعاء، فلم يكن “همام” تعبيراً عن هذا الموقف الشجاع الذي قام به أسود المغرب في أمستردام، ولم يكن الأمر على النحو الذي مثلته العناوين البارزة لصحيفة مصرية، لا أساير البعض في وصفها بأنها صحيفة عبرية تصدر من القاهرة، وهي التي ركزت على الاعتداء على فريق كرة القدم للكيان الإسرائيلي ومشجعيه، وأبرزت الاعتداء عليهم وكأنه كان من “الباب للطاق”، ولم يكن رد فعل على همجية الفريق الإسرائيلي ومشجعيه، وهي همجية يقول الذين أوتوا العلم إنها معروفة منهم (الفريق والمشجعين) بالضرورة!
لقد انطلقت الهتافات الوقحة في الاستاد ضد الفلسطينيين، وفي الخارج تصرفوا كهمج يمزقون أعلام فلسطين في المنازل والشوارع، وكانوا هنا وهناك يهتفون بهتافات إجرامية، تليق بهم ويليقون بها، فكان لا بد من رد فعل يوقف هذه الهمجية عند حدها، وكان المؤهل هم شباب المغرب، وللدقة شباب الريف المغربي، الذين مثلوا السواد الأعظم في هذه الموقعة، وإن نال شرف المشاركة بعض شباب المغرب من غير أبناء الريف، وربما بعض الأتراك، وبعض الجنسيات الأخرى، وفي ملحمة عظيمة لها ما بعدها!
وعندما سألت من يكون “أهل الريف”؟ كانت الإجابة إنهم أحفاد الزعيم الكبير عبد الكريم الخطابي (1882- 1963)، أو من أطلق عليه أسد الريف، وهو الذي واجه الاستعمارين الإسباني والفرنسي معاً، وحقق ورجاله انتصارات عليهم، قبل هزيمته ونفيه، وقد مات بمصر، وتشرفت أرض الكنانة بأن ضم ترابُها جثمانه!
أهل الريف هم من أوائل من هاجروا إلى أوروبا، فقد حدث هذا في وقت مبكر، وفي الأربعينيات من القرن الماضي، وكانت وجهتهم ألمانيا وهولندا، ورغم أنهم أمازيغ وليسوا عرباً، ورغم أن الغرب يعمل على دعم العصبيات في الوطن العربي بتقديم الدعم الكبير لمثل هذه النعرات بالنسبة لهذه الجاليات، فإن ما جرى يؤكد فشل المهمة، لأن القضية الفلسطينية تتجاوز الأعراق، ويسعى في ذمتها من ينال شرف الانتماء إلى هذه الأمة المسلمة، عرباً أو عجماً، ومن ينال شرف الانتماء إلى الإنسانية باتساعها، على النحو الذي شاهدناه في الجامعات الأمريكية والأوروبية، من مظاهرات لم تشهدها الجامعات العربية التي يتحكم بزمامها المستبدون العرب!
عندما شرعت في قراءة سيرة عبد الكريم الخطابي، راعني ما نُسب إليه من القول إن أجداده جاؤوا من بلاد الحجاز، وهذا ليس موضوعنا، فقد ذكر الشيخ محمد الصغير، الذي عاش فترة من حياته في ألمانيا، أنه عرف في أهل الريف المغربي الذين عايشهم الشهامة، وأن كثيراً من المساجد هناك أُنشئت على أكتافهم، إنهم صعايدة المغرب!
الإدانة المغاربية:
لقد أصدرت جمعيات مغاربية في هولندا بياناً نددت فيه بما حدث، وهو أمر مفهوم ومقدَّر، وإن اعتبرت ما حدث يمثل إساءة للجالية المغربية، ولا تثريب عليها في تنديدها. لكن ما يؤخذ على هذا البيان تجاهله أن ما جرى كان رد فعل، وأن وجودهم في هولندا كان يفرض عليهم التنديد بما جرى في الملاعب وخارجها، لأنه إن لم يزعجهم كعرب، فالأصل أن يزعجهم كهولنديين، ونحن أمام خروج على القانون، وإشاعة الفوضى، وإخلال بقواعد حضور المباريات، وهم الذين لم يتوقفوا عن هتافاتهم، ولم يلتزموا بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا الفيضانات في إسبانيا، لموقف مدريد المنحاز إلى القضية الفلسطينية، أكثر من العواصم العربية نفسها!
إن أي منظمة إسرائيلية لم تجد نفسها معنية بالتنديد بهذه الهمجية في الملاعب وفي خارجها، ولا أعرف سبباً لأن يعتبر قومنا أنفسهم مطالبين بموقف في أمر، الأصل فيه أنه يخص من قاموا به، تماماً كما جرى في واقعة “شارل إبدو”، ووجدنا أنفسنا مطالبين بالإعلان أن “كلنا شارل إبدو”، التي تطاولت على الرسول، حتى صار الهتاف فرض عين على المسلمين كافة، في حين لم نجد غير المسلمين معنيين بمثل هذا الاعتذار عن جرائم قام بها الذين من شيعتهم!
عموماً ليس هذا هو الموضوع، فنحن أمام تطور تاريخي، فمساحة الكراهية للنازيين الجديد تتسع، وإن اختفت عواصم عربية كبرى في ظروف غامضة، فإن الحضور كان قوياً في العواصم الغربية، وقد انزعج نتنياهو، وأرسل يطلب من رعاياه أن يختفوا في مقر إقامتهم وألا يخرجوا إلى الشوارع، ويطلب بإجلائهم على وجه السرعة، بل ويعلن أنهم قد لا يشاركون في مباراة إيطاليا، فهل سيحاصَرون لتصبح حتى العواصم الغربية حراما عليهم؟!
لها ما بعدها!
2 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
تمام
أصحاب البلاد هم
شعوبها
أما الحكام
ومجالس النواب والوزراء والشيوخ
راعين للثروات والأراضي والموارد الطبيعية والموارد الغير طبيعية
وانهم غير موكلين للإيجار أو البيع
ونفسي أعرف
مين فوض هؤلاء لبيع حصص مصر وأصلها
حيث انني
أشهد الله
أنني لم افوض أي مخلوق لبيع أصول مصر
من أراضيها أو جزرها أو شركاتها أو أي شبر من أملاك شعبها
النظام الحاكم لا يمثلني ولم انتخب أحد
مجلس النواب لا يمثلني ولم انتخب أحد
مجلس الشيوخ لا يمثلني ولم انتخب أحد
مجلس الوزراء لا يمثلني ولم أختار اي أحد
تحية من اعماق قلوبنا لشباب المغرب الذين هم من نسل بطل مغربى هو عبد الكريم الخطابى الذى يعرفه جيلنا نحن
وايضا تحية للاتراك الذين شاركوا فى دحر همجية الكيان الصهيونى لتظل قضية فلسطين تنبض بالحياة رغم كيد المتخاذلين وعلى راسهم ملك المغرب اليهودى.