زعيم حماس يراهن على حرب أكبر، بحسب مسؤولين أمريكيين

يحيى السنوار يتبنى نظرة تشاؤمية بشكل متزايد، وقد أعاق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو حتى الآن يشعر بالإحباط لأن حزب الله وإيران لم يقدما له المساعدة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة في أبريل 2023

تقول السلطات الأمريكية إن المجموعة لم تُظهر أي رغبة على الإطلاق في الدخول في محادثات في الأسابيع الأخيرة.. زعيم حماس، يحيى السنوار، أصبح متشائمًا بشكل متزايد بعد ما يقرب من عام من الحرب في غزة، وهو مصمم على رؤية إسرائيل تتورط في صراع إقليمي أوسع، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

لقد اعتقد السيد السنوار منذ فترة طويلة أنه لن ينجو من الحرب، وهو موقف عرقل المفاوضات لتأمين الإفراج عن الرهائن الذين احتجزتهم مجموعته خلال هجمات 7 أكتوبر في إسرائيل، وفقًا لتقييمات الاستخبارات الأمريكية.. تقول السلطات الأمريكية إن موقفه قد ازداد تشددًا في الأسابيع الأخيرة، ويعتقد المفاوضون الأمريكيون الآن أن حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.

كما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقترحات في المفاوضات، وأضاف مواقف جعلت المحادثات أكثر تعقيدًا. ويقدر المسؤولون الأمريكيون أنه يهتم بشكل أساسي ببقائه السياسي، وربما لا يعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة يخدم مصالحه.

لم تُظهر حماس أي رغبة على الإطلاق في الدخول في محادثات في الأسابيع الأخيرة، بحسب المسؤولين الأمريكيين الذين يشتبهون في أن السيد السنوار قد أصبح أكثر استسلاماً مع استمرار القوات الإسرائيلية في مطاردته والحديث عن اقترابها منه. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن حربًا أكبر ستضع ضغوطًا على إسرائيل وجيشها، ما قد يجبرهم على تقليص عملياتهم في غزة، وفقًا لتقييمات السيد السنوار.

المنطقة التي تعرضت للحرب لم تتسع بطريقة أفادت حماس بشكل كبير، على الأقل حتى الآن.. مباشرة بعد 7 أكتوبر، بدأ حزب الله في تنفيذ ضربات على شمالي إسرائيل تضامنًا مع حماس، وبينما أجبرت هذه الهجمات الإسرائيليين على مغادرة منازلهم، فإنها لم تضغط على الجيش الإسرائيلي. وقد قدرت التقييمات الأمريكية أن قادة حزب الله لم يرغبوا في بدء حرب جديدة مع إسرائيل في ذلك الوقت.

منذ أن بدأت الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله الشهر الماضي، لم يطلق حزب الله هجومًا مضادًّا كبيرًا على إسرائيل، ناهيك عن فتح جبهة هجومية. تقول السلطات الإسرائيلية والأمريكية إن إسرائيل دمرت نصف ترسانة الميليشيا، وقتلت العديد من قادتها. تحركت القوات الإسرائيلية إلى جنوبي لبنان هذا الأسبوع بعد حملة قصف وتخريب استمرت قرابة الشهر، وتضمنت ضربة قتلت حسن نصر الله، زعيم حزب الله.

أطلقت إيران، التي تدعم حزب الله وحماس، صواريخ على إسرائيل يوم الثلاثاء ردًّا على مقتل السيد نصر الله، لكن معظم الصواريخ أُسقطت أو فشلت في إلحاق ضرر حقيقي. وفشلُ حزب الله أو إيران في إلحاق ضرر كبير بإسرائيل- حتى الآن على الأقل- هو علامة واضحة على سوء تقدير السيد السنوار، وفقًا للمسؤولين الأمريكيين.

السيد السنوار منعزل ومختبئ في غزة.. وأصبح تواصله مع منظمته ضعيفًا، لقد توقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية منذ فترة طويلة، ويبقى على اتصال بمنظمته من خلال شبكة من الرسل البشريين، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.

الوتيرة المتباطئة للعمليات الإسرائيلية في غزة

أبطأت القوات الإسرائيلية عملياتها في غزة مع تحول انتباه القادة الإسرائيليين إلى الشمال.. القوات الإسرائيلية توجد الآن في عدد قليل من المواقع في غزة، بما في ذلك ما يسمونه ممر فيلادلفيا بين القطاع ومصر. وبينما لم تشن إسرائيل غارة كبيرة على المناطق المدنية في غزة منذ أسابيع، فإنها لا تزال تنفذ ضربات جوية يومية تستهدف حماس.

وبالتالي، يستمر التدمير في صفوف المدنيين في غزة.. في غضون 24 ساعة بين الأربعاء والخميس، قتلت القوات الإسرائيلية 99 فلسطينيًّا في القطاع، بحسب مسؤولين صحيين محليين، وهذه إحدى أعلى الحصيلات للقتلى منذ أشهر.

المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين قد انهارت، ورفع السيد نتنياهو مطالب جديدة، وأعاد إحياء بعض المطالب السابقة التي تم التخلي عنها في وقت سابق، ما أدى إلى إحباط المفاوضين الدوليين. كما أصبح السيد السنوار أكثر تشددًا بكثير، وفقًا للمسؤولين الأمريكيين.

لطالما كانت تصرفاته ودوافعه محور تركيز وكالات الاستخبارات الأمريكية. ولكن بعد 7 أكتوبر كثفت وكالات الاستخبارات عملها على زعيم حماس، وشكلت خلية استهداف لدراسته وملاحقته.

لأشهر، كانت وكالات الاستخبارات تقدّر أن السيد السنوار يتبنى موقفًا تشاؤميًّا، ويهتم بإلحاق الألم بالإسرائيليين أكثر من مساعدة الفلسطينيين. يرفض المسؤولون الأمريكيون مناقشة جمع المعلومات الاستخباراتية الأخيرة بشأنه، لكن الرأي السائد بأن موقفه يزداد تشددًا يأتي من المسؤولين الذين يدرسون مواقفه التفاوضية وتقارير سرية.

تشدد موقف السيد السنوار هذا الصيف، بعد أن اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس المقيم في قطر وأحد كبارالمفاوضين.. كان السيد هنية مفاوضاً أكثر تسامحًا، وكان مهتمًّا بعقد صفقة، ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه كان مستعدًّا لمواجهة مطالب السيد السنوار المتطرفة. قرار إسرائيل بقتل قائد حماس الذي كان يتفاوض على وقف إطلاق النار أثار غضب المجموعة والسيد السنوار، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.