
سيكتبها لك التاريخ يا أبا حمد
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 11 أغسطس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 11 أغسطس, 2024
سيكتبها لك التاريخ يا أبا حمد
جاء الإسلام في قوم جعلوا نصرة المظلوم ديناً لهم قبل التدين، فقد كانت العرب ترى في نصرة المظلوم والوفاء بالذمة والكلمة ناموساً وشرفاً يتمسكون به، ولو كان المقابل روحاً تُزهق ودماء تُهدر، وأموالاً تُفقد، فلم يكن العربي في جاهليته ولا المسلم في ظل إسلامه إلا منعة للمظلومين ونصيراً للمقهورين .
وفي القرآن والسنة النبوية جاءت الأوامر تترى، والإرشادات تُتلى في الحث على نصرة المظلوم أياً كان، فقد قال المعلم الأول ﷺ: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمـا ستره الله يوم القيامة”. وقد ذكر الشُرّاح في معنى “لا يُسلمه” أي: لا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه، بل ينصره ويدافع عنه بكل ما يستطيع .
ويُروى في التاريخ أن رجلاً دمشقياً قد سُجن وعُذب في سجون مملكة القدس اللاتينية، التي نشأت في ظل هيمنة جيوش الحملات الصليبية، فاستطاع هذا الرجل أن يرسل إلى الناصر صلاح الدين رسالة استغاثة قال فيها متحدثاً عن القُدس:
يـا أيــهـا الــمـلـك الــذي
لمـعالم الصُّــلبـان نكَّــسْ
جـاءت إلـيــك ظُــلامــةٌ
تسعى من البيت المقدَّسْ
كلّ الـمسـاجـد طُـهـِّـرَت
وأنا على شرفي مُنجَّـسْ
فكانت هذه الأبيات وقود فتح بيت المقدس، وشعلة قلب الناصر صلاح الدين لمشروعه العظيم في نصرة مظلومي فلسطين والأقصى.
والناظر لأحوال الأمة اليوم، في ملف الأقصى وغزة المنكوبة، يجد أنّ تبنّي نُصرة المظلومين قد يكلف القيادات السياسية كثيرا من الآلام والتحديات القاسية في ملفات معقدة وشائكة، وسط مؤامرات دولية نتنة قد تهدد وجود الأنظمة في حال استمرارها في نضالها للدفاع عن المقدسات، واستجابتها لصيحات المظلومين بما تستطيع، ولا أدلَّ على ذلك من الضغوط الهائلة التي تُمارس على كل نظام عربي يرعى بما يستطيع القضية العربية الإسلامية، في مناصرة المظلومين في غزة خاصة وفلسطين عامة، كحال الكويت وقطر وغيرهما من الدول العربية والاسلامية.
ولنا في قسمات وجه الشيخ تميم وهو ينتظر جنازة الشهيد- بإذن الله- إسماعيل هنية دلالة على ذلك الخلق العربي الرصين، المتمثل في نُصرة المظلوم والوفاء بعهد النصرة ولو كلفه ذلك ما كلّف، وفي عينيه الحزن الشديد على ما حصل من حادث مؤسف طال ذلك القيادي، الذي كانت قضية مظلومي فلسطين تنبض في قلبه وفي وجدانه، وبقيت كذلك حتى فارق الحياة .
وهذا الموقف أشاد به الجميع، ومن هؤلاء الوزير والمستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش، بقوله: “احتضان دولة قطر الشقيقة وقيادتها مراسم تشييع جنازة إسماعيل هنية في هذه الظروف الصعبة موقف نبيل ومقدر”.
فذاكرة العرب هي ذاكرة الأخلاق وسجلهم الأكبر، ولا يخوض هذا المضمار إلا أكابر الرجال الذين يقفون مع المظلومين بقدر استطاعتهم، وكذلك كان رأس القيادة في قطر، وسيكتبها لك التاريخ يا أبا حمد .

أكاديمي كويتي
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
فعلا سبحان الله، في مثل هذي المواقف تحتاج انسان سوي على الفطرة مؤمن بالله وحده اعانه الله واعان اهلنا في غزة ونصرهم الله نصر عزيز مقتدر