الحيوانات البشرية

بقلم: أسامة السويسي

| 11 يوليو, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: أسامة السويسي

| 11 يوليو, 2024

الحيوانات البشرية

سبحان الله!. في الوقت الذي يقول فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية مصممة على محاسبة من سماهم “الحيوانات البشرية”، التي عملت ضد الإسرائيليين، يكشف موقع إسرائيلي اعترافات عدد من جنود الاحتلال بتفاصيل مفزعة عن انتهاكات الجيش في مناطق مختلفة في قطاع غزة.

جيش الاحتلال الصهيوني الذي يدّعى أنه الأكثر أخلاقية في العالم، سقط في الوحل، وانكشف “صوت وصورة” وعلى الهواء في كل العالم، ومازال قادته يتنفسون كذبا، ويكشفون عن عنصريتهم المقيتة الحقيرة، التي لا تختلف كثيرا عن الأشد تطرفا في القيادات الحكومية.

غالانت كغيره من قادة الكيان المحتل، يدعون المثالية لكنهم تحت الضغط يكشفون عن الوجه الحقيقي لعنصريتهم وبشاعة ما يضمرون في قلوبهم من حقد وغلّ، ولكم أن تتخيلوا أنه توعد خلال جلسة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) أن “كل الذين عملوا ضد مواطني إسرائيل سيكون أمامهم إما السجن أو المقبرة”، وتوعدهم بإنزال القصاص بهم، وفق تعبيره.

وبينما تكشف المقاومة الفلسطينية بالصوت والصورة استمرارها في الدفاع عن غزة بكل إيمان وعزيمة، وبقاءها صامدة في مواجهة جيش مدجج بأحدث أنواع الأسلحة والتقنيات وبدعم غربي غير مسبوق، فإن قادة الكيان الصهيوني مازالوا يكذبون، وقد زعم وزير الدفاع الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية قتلت 60% من مقاتلي حركة حماس، وأن جيشه فكك معظم الكتائب العسكرية في الحركة، مشيرا إلى أن “المخاطر تحدق بجميع أرجاء إسرائيل سواء في الضفة الغربية أو الشمال أو حدود غزة”.

ولم يقدم غالانت تفسيرا منطقيا لاستمرار بسالة المقاومة في شتى بقاع القطاع، وسبب عيْش جنوده حالة الرعب والفزع في كل شبر من غزة، حيث تتواصل الضربات القاسية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية. لكنه تحت الضغوط سقط في فخ الاعترافات، عندما أقر بأن هناك إخفاقا في ما حدث على حدود غزة، لافتا إلى أن قرار إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مؤخرا “حظي بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك خطأ كبير”.. على عكس ما ادعاه “النتن ياهو”، الذي حاول التبرؤ من ذلك.

جاء هذا في الوقت الذي نشر فيه موقع “سيحا مكوميت” الإسرائيلي شهادات لجنود إسرائيليين في غزة، أدلوا فيها بتفاصيل مفزعة عن الانتهاكات المرتكبة في مناطق مختلفة من القطاع.. وروى ستة جنود في شهادات للموقع الإسرائيلي تفاصيل الأوامر التي أعطيت لهم بإطلاق النار، وأنها كانت بلا حدود ودون تفريق بين مدني أو غيره، وأنهم شاهدوا جثثا كثيرة لفلسطينيين ملقاة في العراء، ولكن الجيش لم يعمل على إجلائها.

وأكد أحدهم في شهادته أن الجيش كان يمنح الجنود حرية عمل مطلقة، وصلاحية إطلاق النار لمجرد الاشتباه بالخطر دون المطالبة بأي تبرير، معتبرا أنه يُسمح بإطلاق النار على الجميع، وإن كان طفلة أو عجوزا.. وقال إنهم سمعوا كثيرا جملا من قبيل: لا يوجد أبرياء، لماذا لم يهربوا من ساحة القتال؟.

وتواصلت اعترافاتهم وقالوا إنهم أطلقوا النار بشكل عشوائي، وأحرقوا المنازل، وتركوا الجثث في الشوارع، ولم يرفعوها إلا في حالة واحدة: قبل دخول فرق الإغاثة الدولية، وإن “كل رجل يتراوح سنّه بين الـ (16) والـ (50) مشتبه به بالإرهاب” بنظر الجيش الإسرائيلي.

وتشير بعض تلك الشهادات إلى إطلاق النار على فلسطينيين عند مدخل مدرسة في حي الزيتون، التي كانت تعد ملجأ للنازحين، وأنه حتى بعد قتل الجيش عن “طريق الخطأ” 3 أسرى إسرائيليين في حيّ الشجاعية، لم يتحدث أحد مع الجنود، أو يغيّر من أوامر إطلاق النار.

ووصف أحدهم الوضع قائلا:” إطلاق النار كان دون مبرر سوى إثبات الوجود، ولا يختلف الأمر بين أن يكون المقصود إنسانا أو غير ذلك، وأحيانا كنا نطلق النار فقط من أجل التأكد إن كان الهدف كلبا أم إنسانا”.

كما قال ضابط إسرائيلي “أعرف بعض المواقف التي أطلقت النار فيها على مدنيين فلسطينيين دخلوا إلى مناطق سيطرة الجيش، لأن النهج كان إطلاق النار على من يقترب، يجب ألا يكون هنا مدنيون، نرى شخصا قادما.. نطلق النار، ثم يُقتل”.

بعد كل هذه الاعترفات من جانب جنود جيش الاحتلال، هل عرفتم من هم الحيوانات البشرية؟.

أسامة السويسي

ناقد رياضي بقناة الكاس

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

رسالة إلى أمريكا

رسالة إلى أمريكا

وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...

قراءة المزيد
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
Loading...