
إسماعيل هنية شيخ القضية وكهلها وفتاها
بقلم: خالد صافي
| 2 أغسطس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: خالد صافي
| 2 أغسطس, 2024
إسماعيل هنية شيخ القضية وكهلها وفتاها
عز الأمة جهادها
كتب الله المجد والعزة لهذه الأمة مادامت تحت ظلال سيوفها؛ لأجل ذلك سعى رجال الأنفاق كيما يصنعوا سلاحهم بأيديهم ويردعوا عدوهم وآخرين من دونه، وطل ملثمهم في غرة الطوفان على شرفاء أمته الغرّاء، وخيّرهم بين الحرب المُجليّة والسّلم المخزية، وأعلمهم أنه اختار لنفسه ورفاقه طريق ذات الشوكة حتى التحرير، وأعلنها مدوّية: إنّا ذاهبون لنبطش البطشة الكبرى، إنّا من المجرمين منتقمون.. فارتهن المرجفون في المدينة للتطبيع مع عدوه وعدوهم، وأغلقوا حدودهم وعصبوا أعينهم عن شلال الدماء المتدفق من جراح النازحين المحاصرين.
حين تركوها وحدها
ترك بقيةٌ من الأعراب غزةَ تقاتل وحدها، ثم بدا لهم بعدما رأوا الآيات ليحاصرنّ المرابطين، وليخمدنّ بركان المنتفضين، وهذا فرعون ينادي في الملأ من قومه أن المقاومة شرذمة قليلون، وقادتها رجال مارقون، وحشد السحرةَ أجمعين ليبث سمومه في الإعلام وكل الميادين، قال لهم قولوا عنهم باعوا أرضهم، قولوا منقسمون ومتحاربون، رموا أنفسهم في أتون معركة لا قِبل لهم بها، فعلوا فعلتهم قبل استئذان أصحاب المعالي والسمو، إن هذا لمكر مكروه في المدينة ليخرجوا منها أهلها، قولوا عنهم إنهم ارتهنوا لعدو مجوسي ملّكوه أمرهم، اعتدوا على الأبرياء من المستوطنين الآمنين، قولوا عنهم كل قبيح وخبيث حتى ينفضّ الناس عنهم، إنهم لنا لغائظون.
صمتكم يقتلنا
وبدأت حرب الإبادة من جبهات عدة ليست جبهة الاحتلال أصعبها، فالموت جوعًا في الشمال، والموت قهرًا في الجنوب، والموت قصفًا وحرقًا وحزنًا وكمدًا ومرضًا وفقرًا لأكثر من مليوني مسلم، ذنبهم أنهم وقفوا خلف المقاومة مساندين، فأطبق الحلفاء عليهم باب السجن وسوّروه بدعم معسول وإنزال جوي مغلول، وشاحنات برية تدخل بالنزر اليسير، وتعاطف رقمي يتأرجح بين الجدل والتنظير.
كل يوم تفارق الأرضَ الطيبة روحٌ كانت تتوق لنصرٍ ثقيل، حقًّا إنهم شهداء عند ربهم يرزقون، في مواكب نورانية إلى العلياء كل ساعة يرتقون، لكنهم جند وقادة، عوام ونخبة، نازحون ومتعبون، تُركوا في الميدان وحدهم، وتطاولت أيام العذاب على أحزانهم، بينا بنو جلدتهم يتفرجون!. تبًا لصمتٍ يقتل كما الرصاص ويبيد، تبًا لعجز أمة المليارين والمجد التليد، أيعقل أن يصل الخوَر فيكم يا أحفاد ابن الخطاب وابن الوليد أن تصفقوا للذئب، وتلقوا يوسفكم في غياهب الجب أربعين ألف مرة، ثم تأتوا إعلامكم عشاءً تصفقون وتهللون؟!
شهادة الطالب إسماعيل
يُقرّبُ حبُّ الموت آجالَنا لنا وتكـرهـه آجالـهـم فـتـطـولُ
وما مات منا سيدٌ حتفَ أنفه ولا طُلَّ منا حيـث كان قتيلُ
ربما كان الحادي والثلاثين من تموز يوم سعده ونجاته.. بعد اثنين وستين عامًا من الكفاح قدّم الطالب إسماعيل ورقة الامتحان بإجابات كاملة، وها هو الآن يقرأ مع المخلصين تفاصيل شهادته التي تزينها درجة نهائية، فقد حمل أمانة شعبه، وصبر على شظف عيشه، وجاهد الاحتلال طوال عمره، وقاسى الإبعاد عن وطنه، ورابط في المخيم مع أترابه، وتغرّب لخدمة أبناء بلده، واحتسب شهادة أبنائه وأحفاده، ودافع عن رسالة نبيه ﷺ، ومات مجاهدًا في سبيل الله بيد أعداء أمته، ثم ترى المفسدين من القوم يلمزون في موته.
المصلح والسفهاء
أيعقل أن تطلقوا الذباب والسفهاء من أراذلكم باديَ الرأي يتطاولون على قائد الأمة إسماعيل، حين اصطفاه المولى مع الشهداء؟ أتصبرون على حمل الوِزر مرتين، وحرمان أنفسكم أجر الرباط وذكر محاسن موتى المسلمين؟ خذلتم الشهيد وتآمرتم على شعبه وقضيته ورسالته، ثم تلوموه على مكان استشهاده وترحاله في البلاد لأجل أبناء أمته، وأنتم من نبذه أول مرة! كم مرة ناشدكم واستعان بكم حتى نام على رصيف المطارات في بلادكم؟
ما أساء لأحد منكم يومًا، بل دعاكم- وهو الخطيب المفوّه- لما يحييكم، ونادى بالحق ما دام فيكم، والخيلُ تعلم والفوارسُ أنه شيخُ القضية وكهلُها وفتاها: “ازحفوا نحو الحدود، فكّروا خارج الصندوق، وافرضوا المعادلات، وتجاوزوا قانون المرحلة، لنبنيَ وإياكم عصمة الدم الفلسطيني والعربي والإسلامي، وليقفَ هذا المحتل الجبان عن جرائمه وعن فظائعه، منتصرون بإذن الله، هذا وعد الله، والله لا يُخلف وعده لأوليائه وعباده، وكان حقًا علينا نصر المؤمنين”.
عار العروبة
هل أتى على العروبة حين من الدهر، كان العار لباسًا يواري سوءتها إذ تخلت عن نصرة غزة وحمايتها؟ عار عاشت فيه ردحًا من الزمان حين خلعت ثوب الجهاد، وتركت الأيامى في غزة يجُعن ويمرضْن ويُقتلْن ويُقصفْن ويُحرقْن وينزحْن آلاف المرات.. لا مع أهل غزة قاتلتم، ولا عنهم نافحتم، ولا جهادهم باركتم، ولا شربة ماء أسقيتم، دمّر الاحتلال بيوتهم وأعمارهم أمام أعينكم، وسلب فلذات أكبادهم والدمع من حدقاتهم، استبد بذكرياتهم الجميلة وأحالها رمادًا لا حياة فيها، وارتضيتم التفاهة فكرًا والذباب قائدًا والرزايا قدوة والتخاذل سبيلاً.
ما يدريك؟
ما يدريك لعل الله اختار لهذه الأمة مجدًا كانت بدايته يوم أن حملت غزةُ على عاتقها مجداف النصر في السابع من تشرين؛ حين دخلوا عليهم الباب وقتل داوودها جالوتهم، وحطّم رجالُها أسطورةَ الجيش الذي لا يقهر، يوم أنجزوا مهمتهم في ساعات معدودة، وبإمكانيات محدودة، جاسوا خلال الديار، وداسوا كبرياء المحتل كما يفعل الرجال، وفضحوا عذرية أمن الدولة المارقة، وهبطوا خلف خطوط العدو ليكشفوا وهن بيت العنكبوت، في إشارة حث للأمة أن تنهض من سباتها، وأن تتبع خطى فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى، وأن تأوي إلى كهفهم وأن تركب في فلكهم المشحون، وتعتلي أمواج طوفانهم المبارك، لا جبال أمريكا ستصمد ولا تمثال حريتها، ولن تنقذ الغرقى دعوات التطبيع مع الاحتلال ولا استثماراتها، فلا عاصم اليوم من أمر الله.
وكان وعدًا مفعولًا
وما يدريك لعل الله كتب في اللوح أن نهضة الأمة وأوبتها معقودة باستجابتها لنداء أصحاب الأخدود الذين حُرقوا في الخيام، وذبلت أجسادهم بلا طعام، وبُحّت أصواتهم وسادةُ القوم نيام.. لعل الله أراد النصر للبقعة المباركة من شاطئ الوادي الأيمن وما حولها، فلما تقاعس من حولها حُجب عنها النور، وذاقت وبال أمرها خسرًا، وحُرمت النصر جيلاً وربما لأجيال، لا ندري كم سنة يتيهون في الأرض، حتى يحين موعد الكرّة تارة أخرى لعباد أولي بأس شديد، وكان وعدًا مفعولاً.

استشاري إعلام وتسويق رقمي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق