بعد الهجوم الصاروخي، قد تكون إسرائيل مستعدة للمخاطرة بحرب شاملة مع إيران

بقلم: مدونة العرب

| 4 أكتوبر, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: مدونة العرب

| 4 أكتوبر, 2024

بعد الهجوم الصاروخي، قد تكون إسرائيل مستعدة للمخاطرة بحرب شاملة مع إيران

يبدو أن إسرائيل مستعدة للرد بشكل أقوى وأكثر علانية على إيران، بعد أن أطلقت طهران ثاني هجوم صاروخي ضخم على إسرائيل هذا العام، وفقًا لما يقوله المحللون والمسؤولون.

لعدة سنوات، تجنبت إسرائيل وإيران المواجهة المباشرة، حيث كانت إسرائيل تخرب مصالح طهران سراً وتغتال مسؤوليها دون الاعتراف بالمسؤولية، بينما شجعت إيران حلفاءها على مهاجمة إسرائيل دون أن تشارك في الهجمات بنفسها.. الآن، يبدو أن البلدين مستعدان للمخاطرة بصراع مباشر ومطول ومكلف بشكل غير عادي.

بعد غزو إسرائيل للبنان لمواجهة أقوى حلفاء إيران، حزب الله، والهجوم الصاروخي الإيراني الثاني على إسرائيل خلال أقل من ستة أشهر، يبدو أن إسرائيل مستعدة لضرب إيران مباشرة، وبطريقة أكثر قوة وعلانية مما كانت عليه في الماضي. وفي المقابل، حذرت إيران من رد هائل إذا قامت إسرائيل بذلك.

قال يوئيل غوزانسكي، المسؤول الأمني السابق الذي أشرف على استراتيجية إيران في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: “نحن في قصة مختلفة الآن”. وأضاف: “هناك إجماع في إسرائيل- بين الجيش، والخبراء الدفاعيين، والمحللين والسياسيين- على أنه ينبغي على إسرائيل الرد بقوة على هجوم إيران”.

بالنسبة لكثير من الإسرائيليين، لم يعد هناك ما يخسرونه؛ فقد تجاوزت جهود إيران لاستهداف المناطق الحضرية حول تل أبيب عتبة لم تتجاوزها طهران من قبل، حتى خلال هجومها الصاروخي السابق في أبريل، الذي استهدف القواعد الجوية ولم يستهدف المناطق المدنية.

يرى منتقدو إسرائيل في كثير من الأحيان أن البلاد هي المحرك الأساسي للاضطرابات في الشرق الأوسط. لكن معظم الإسرائيليين يرون أنفسهم ضحايا لهجمات متواصلة من وكلاء إيران، خاصة حماس في غزة، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، ويشعرون بأنهم لم يقوموا بما يكفي للدفاع عن أنفسهم. نتيجة لذلك، تتزايد الدعوات في إسرائيل لجعل إيران مسؤولة بالكامل عن هجمات حلفائها، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة برد متفجر.

إسرائيل لم تتخذ بعد قراراً حول كيفية الرد بشكل دقيق، وفقًا لستة مسؤولين إسرائيليين ومسؤول أميركي كبير. سيتم تحديد مدى ردها بناءً على مستوى الدعم- العملي واللفظي- الذي ستقدمه الولايات المتحدة الآن.. لدى العديد من الإسرائيليين تسامح متزايد مع المخاطر قصيرة الأجل لتحقيق الأمن طويل الأجل، وفقاً لما قالته سيما شاين، وهي مسؤولة استخبارات سابقة ساعدت في توجيه استراتيجية إسرائيل تجاه إيران.

وأضافت شاين: “يريد المزيد من الإسرائيليين أن تقوم الحكومة بأشياء لم نقم بها في الماضي، لأنه لا يمكننا أن نبقى تحت هجمات مستمرة من جميع الجهات”. وتابعت: “هذا جزء من سوء تقدير جميع أعدائنا في المنطقة؛ فهم لا يفهمون ما فعله السابع من أكتوبر بالشعب الإسرائيلي”.

بالنسبة للإسرائيليين، يبدو أن إيران أضعف الآن مما كانت عليه لسنوات؛ بعد أن قتلت إسرائيل معظم قيادات حزب الله في الأسابيع الأخيرة، ودمرت جزءاً كبيراً من مخزون الصواريخ الخاص بالجماعة، لم يعد بإمكان إيران الاعتماد على دعم حاسم من وكيلها في لبنان، إذا ما قامت إسرائيل بهجوم أكثر قوة على طهران.

قال يوئيل غوزانسكي، المسؤول السابق: “إيران أضعف بكثير مما كانت عليه من قبل، وإسرائيل أكثر حرية لفعل المزيد”.. ووفقاً للمسؤول الأميركي الكبير، فإن عدداً كبيراً من الصواريخ فشل في الانطلاق أو الوصول إلى الأجواء الإسرائيلية، ما يكشف ضعفاً في ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية التي ظهرت للمرة الأولى في هجوم أبريل، الذي شهد معدل فشل أعلى.

نجاح إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الصواريخ الباليستية المتقدمة للمرة الثانية، إلى جانب ضعف حالة حزب الله، سيشجع إسرائيل على اتخاذ رد أكثر عدوانية مقارنة بأبريل، وفقاً للمسؤول الأميركي.

التصريحات الأخيرة من القادة الإسرائيليين تعكس طموحاتهم وثقتهم المتزايدة.

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة مباشرة للشعب الإيراني في بيان أدلى به في وقت سابق من هذا الأسبوع، ملمحاً إلى دعمه لتغيير النظام في طهران. كما تبنى نتنياهو نبرة تحدٍّ واضحة بعد الهجوم الذي وقع مساء الثلاثاء. قال نتنياهو: “ارتكبت إيران خطأً كبيراً هذا المساء، وستدفع ثمنه”. وأضاف: “إسرائيل تمتلك الزخم، ومحور الشر في تراجع.. سنفعل كل ما هو ضروري لمواصلة هذا الاتجاه”.

لكن بعض الخبراء يحذرون من أن الإسرائيليين قد يقللون من شأن قدرة إيران على الصمود، ويبالغون في تقدير قدرتهم على إلحاق أضرار ملموسة.

قال أندرياس كريغ، خبير في الحروب من كلية كينجز في لندن: “النهج الذي اتبعته إسرائيل على مدار 75 عاماً كان دائماً يتمثل في ضرب العدو بقوة أكبر مما يُضربون به”. لكنه أضاف: “هذا لا يجدي مع نظام مثل إيران، لا أعتقد أنه يمكنك ردعهم بهذه الطريقة”.. نتيجة لذلك، قد تتمكن إسرائيل من إلحاق ضرر قصير المدى بإيران، ولكن دون تحقيق تغيير طويل المدى.

واختتم كريغ بالقول: “لم أرَ بعد استراتيجية واضحة، هذا ما أحاول أن أفهمه من الإسرائيليين: ما هي استراتيجيتكم لإضعاف النظام الإيراني؟”.

المصدر: نيويورك تايمز
تاريخ النشر: 02/10/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

المحرقة الصهيونية

المحرقة الصهيونية

كلما تعرضت العصابة الصهيونية لضربة موجعة أو أية خسائر استراتيجية تقوم بفتح نيران الغدر على أبرياء غزة من الأطفال والنساء والمدنيين.. لتحقيق انتصارات زائفة تُرضي غرور المتشددين المتعصبين خصوصا من اليمين المتطرف. صواريخ وقنابل مصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية، مدعية...

قراءة المزيد
النقد.. الهواية، والهاوية!

النقد.. الهواية، والهاوية!

عندما ترفض -مثلا-  الشاعر العراقي الكبير عبدالرزاق عبدالواحد وتلعن سيرته بحجّة أنه قد مدح طاغية، فإنّ عليك إذن أن تفعل ذلك مع الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري.. لأنه أيضاً مدح طاغية آخر ملطّخة يده بدماء الأبرياء. أما أن تفتح عيناً وتغمض أخرى، فتقبل هذا وترفض...

قراءة المزيد
 معركة الطوفان وترتيب العداوات

 معركة الطوفان وترتيب العداوات

غالبا ما تترك بعض المحن والأحداث التي  تفوق طاقة البشر في التحمل، في نفوس أصحابها ندوبا عميقة تؤثر على وعيهم وتصوراتهم، بل إنها تذهل المسلمين تارة عن بعض الأبجديات في التصور الإسلامي الذي يحتم العودة إلى كتاب الله وسنة  نبيه صلى الله عليه وسلم في كل أمر لا...

قراءة المزيد
Loading...