
إسرائيل تنهار
بقلم: أدهم أبو سلمية
| 7 يوليو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم أبو سلمية
| 7 يوليو, 2024
إسرائيل تنهار
يتحدث الفكر الفلسفي عن تاريخ الأمم والحضارات والشعوب، فنجد فيه أن التاريخ ليس مجرد خط مستقيم نحو التقدم، بل هو دورات متعاقبة من النمو والانحلال.
الفيلسوف الألماني شبنجلر أكد أن “كل حضارة تشبه الإنسان، تولد وتنمو وتنضج، ثم تشيخ وتموت”، في حين رأى توينبي أن “التاريخ دورات حلزونية، تبدأ بالولادة والنمو ثم الشيخوخة والموت”.. وبالقياس، نجد أن دورة حياة الكيان الصهيوني تسير في المسار التاريخي المتكرر نفسه.
والسابع من أكتوبر يُشكل عمليًّا خطوة إضافية على طريق نهاية هذا المشروع الغربي في المنطقة، حيث كُسر العمود الفقري الرئيسي فيه ممثلاً بمؤسسة الجيش والأمن، كما أن المقاومة المستمرة والصمود البطولي لشعب فلسطين يشكلان إشارات واضحة على أن هذا الكيان يقترب من نهايته، وأن قُدرته على البقاء والاستمرارية باتت تحدياً كبيراً له.. قد يجادل البعض بأن هذا التفاؤل مفرط، لكن الشواهد التاريخية تدعم ذلك.
ففتح مكة لم يبدأ يوم الفتح، وإنما بدأ في اليوم الذي وقف فيه رسولنا صلى الله عليه وسلم بعد معركة الأحزاب، ليقول: “اليوم نغزوهم ولا يغزوننا”؛ وفرعون لم تنتهِ حياته حين غرق في البحر، بل بدأت نهايته يوم ولد سيدنا موسى عليه السلام وعاش في بيته؛ وهزيمة أمريكا في فيتنام لم تبدأ يوم خروجها منها عام 1973م وإنما بدأت يوم عملية “تيت” عام 1968م، وفرنسا لم تُهزم حين خرجت من الجزائر، بل هُزمت يوم قرر الشعب الجزائري إطلاق ثورته الكبرى قبل ذلك بنحو عشر سنوات. ونحن البشر في غالبيتنا لا نموت فجأة، وإنما يسبق ذلك غالبًا مرحلة الضعف الجسدي والشيخوخة والمرض.. هذه إشارات تُنبهنا للنهاية، وحركة التاريخ – كما دورة حياة الإنسان- لا تُحابي أحدًا، فهي تمر في دورة متعاقبة من النمو إلى الانحلال.
قياسا على ذلك، فإن الكيان الصهيوني يعيش اليوم مؤشرات نهايته، التي بدأت في تقديري عند تلك اللحظة التي انبعثت فيها المقاومة الإسلامية في فلسطين.. عندما تم إعداد الجيل تربويًا وعقائديًا قبل إعداده عسكريًا!. كانت تلك النقطة هي بداية النهاية لهذا المشروع، لذلك فإنه ليس من الغريب أن نسمع قول الشيخ أحمد ياسين وهو يُسمي هذا الجيل بجيل التحرير مُعللاً ذلك بحسن تربيته الإيمانيّة، فأصبح حمل البندقية بالنسبة عنده شيء له معنى وقيمة وفهم.
في المقابل، هناك جيل صهيوني أقل تمسكاً وإيماناً بفكرة البقاء على أرض فلسطين، وقد عبر عن ذلك أبراهام بورغ، الذي شغل منصب رئيس الكنيست الإسرائيلي في الفترة بين عامَيْ 1999 و2003، بقوله: “هناك احتمال حقيقي أن يكون جيلنا هو الجيل الصهيوني الأخير”. فيما يرى المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس أن: “إسرائيل في طريقها إلى الفناء، لقد أنشأنا دولة معتمدة على العنف، وبدون حل سياسي، فإننا نمضي نحو كارثة حتمية”. وكتب يوسي ميلمان، محلل الشؤون الأمنية في صحيفة “هآرتس”، قائلاً: “إن إسرائيل تمر بأزمة وجودية عميقة، وعلينا أن نعترف بأننا فقدنا السيطرة على العديد من الأمور”.
لقد أدرك كثيرون في إسرائيل – كما يقول بورغ في مقاله “نهاية الصهيونية”- أنّ “النضال اليهودي لمدة ألفي عام للبقاء على قيد الحياة انتهى بدولة مستوطنات، تُدار من قبل زمرة غير أخلاقية من الخارجين عن القانون، الذين يصمّون آذانهم عن مواطنيهم وأعدائهم على حد سواء. دولة تفتقر إلى العدالة لا يمكن أن تستمر.. المزيد والمزيد من الإسرائيليين بدؤوا يفهمون هذا ويسألون أطفالهم عن مكان إقامتهم المتوقع في غضون 25 عامًا، الأطفال الذين يكونون صادقين يصدمون والديهم بالإجابة إنهم لا يعرفون.. العد التنازلي لنهاية المجتمع الإسرائيلي قد بدأ”.
إن دورة حياة الكيان الصهيوني تسير في المسار التاريخي المتكرر نفسه، والمقاومة المستمرة والصمود البطولي لشعب فلسطين يشكلان إشارات واضحة على أن هذا الكيان يقترب من نهايته. فالحركة التاريخية لا تحابي أحداً، وهي الآن تتجه نحو نهاية هذا المشروع الاستعماري الذي استمر لعقود.
على مر السنين، تزايدت علامات الانهيار الداخلي في إسرائيل؛ الاقتصاد المتذبذب، التوترات الاجتماعية، والتغيرات الديموغرافية كلها مؤشرات على أن هذا الكيان يعيش في مرحلة الشيخوخة، ويضاف إلى ذلك زيادة معدلات الهجرة العكسية. لكن أخطر تلك المؤشرات الداخلية في تقديري هو صعود أقصى اليمين المتطرف – أو ما يسمى بجيل “ما بعد الصهيونية”- فهو يعني -بحسب د. عبد الوهاب المسيري- “نهاية الصهيونية”.. ولهذا عُدَّ هذا الجيل داخل الكيان معادياً للدولة وشرعية وجودها.
لقد أنصف التاريخ كل الدول التي وقعت تحت ظلم الاحتلال رغم ما قدمته من تضحيات لنيل حريتها، وبقدر ما كانت تلك التضحيات أعظم كانت النهاية أسرع.
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
تحريرها كلها بدا 🇵🇸✌🏻