الدفاعات الجوية الإسرائيلية تواجه هجوم إيراني محتمل

بقلم: مدونة العرب

| 11 أغسطس, 2024

بقلم: مدونة العرب

| 11 أغسطس, 2024

الدفاعات الجوية الإسرائيلية تواجه هجوم إيراني محتمل

توقع مسؤولون إسرائيليون أن القبة الحديدية ذات الخطوط المتعددة ستواجه اختباراً ضخماً في الأيام المقبلة..

قامت إسرائيل بتعزيز دفاعاتها الجوية استعداداً لهجوم صاروخي إيراني محتمل، رداً على اغتيال اثنين من كبار قادة مليشياتها في المنطقة، ولقد تمكن النظام الدفاعي الجوي الإسرائيلي من منع الهجمات الجوية من طهران ووكلائها إلى حد كبير حتى الآن، خاصة هجمات حزب الله اللبناني، الذي تمكن من جمع ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار.

ويتوقع مسؤولون إسرائيليون أن يواجه نظام القبة الحديدية أكبر اختبار له حتى الآن في الأيام المقبلة، حيث تترقب إسرائيل رداً انتقامياً لمقتل القائد في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، ورئيس حركة حماس إسماعيل هنية الذي قتل في طهران. وقد أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال فؤاد شكر، لكنها لم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها عن اغتيال هنية.

قال ياكوف لابين، وهو محلل للشؤون العسكرية الإسرائيلية: “إذا كان الهجوم واسعاً، ومن جبهات متعددة في الوقت نفسه… فيمكنهم اختراق النظام الدفاعي إلى حد ما. ولا يمكن لأحد أن يعلم عدد القذائف التي تمرّ عبر النظام ونوع الضرر الذي يمكن أن يحدث”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري هذا الأسبوع، إن دفاعات البلاد تم تعزيزها “جواً وبحراً وبراً”، ووضعها في أعلى درجات التأهب. لكنه حذر أيضاً من أن الفقاعة الواقية التي توفرها منظومة “القبة الحديدية” والمنصات المتطورة الأخرى “ليست محكمة تماماً”.

لقد تم تسليط الضوء على إمكانية اختراق النظام الشهر الماضي، بعد أن سقط صاروخ يشتبه بإطلاقه من حزب الله على ملعب لكرة القدم في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، وأسفر عن مقتل 12 طفلاً ومراهقًا، وهو ماسبب التصعيد الأخير.

إلا أنه بشكل عام، فإن الجماهير الإسرائيلية أصبحت أكثر ثقة في القبة الحديدية، التي بدأت العمل في عام 2011، وقد اعترضت منذ ذلك الحين آلاف الصواريخ قصيرة المدى التي أطلقتها حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة. ولقد تم تمويل وتطوير القبة الحديدية، مثل باقي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بشكل مشترك مع الجيش الأمريكي.

وزعمت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها نجحت في اعتراض 90% من القذائف التي أطلقتها حماس والجماعات الأخرى على مناطق مأهولة بالسكان في البلاد خلال صراع غزة عام 2021؛ إلا أنها لم توضح النسبة المئوية لعمليات الاعتراض خلال الصراع الحالي، على الرغم من أن حماس أطلقت حوالي 3000 صاروخ على إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، الذي أشعل فتيل الحرب الحالية. وقد قُتل نحو 10 أشخاص في هذا الهجوم غير المسبوق الذي لم يشهد التاريخ العسكري مثيلاً له، ويبدو أن النظام الدفاعي قد نجح في منع غالبية الصواريخ الهجومية.

ويقول المحللون إن معدل التصدي المرتفع للهجمات يعود إلى حد كبير إلى الرادار المتطور الذي يتمتع به نظام القبة، والذي تم تعزيزه مؤخراً بقدرات ذكاء اصطناعي إضافية، وهو ما يتيح للنظام أن يميز في ثوانٍ الصواريخ القادمة، ضمن نطاق حوالي 70 كيلومترًا، مابين الصواريخ المحتمل سقوطها على أرض مفتوحة دون إحداث ضرر، وتلك التي يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين أو الجنود. وهذا يسمح أيضًا للجيش الإسرائيلي بالحفاظ على الإمدادات المحدودة من صواريخ تامير الاعتراضية الأكثر تطوراً، والتي تكلف عشرات الآلاف من الدولارات لكل صاروخ.

كما تم نشر القبة الحديدية البحرية، على سفن حربية إسرائيلية، وقد نجحت في إسقاط طائرات بدون طيار هجومية، أطلقها مسلحو الحوثي المدعومون من إيران على أصول إسرائيلية في البحر الأحمر، والطائرات التي أطلقها حزب الله على منصات الغاز في البحر الأبيض المتوسط.

 يمتلك حزب الله ترسانة أسلحة أكبر وأكثر تطوراً من تلك التي تمتلكها حماس أو الحوثيون، إذ يبلغ عددها 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، والصواريخ الموجهة بدقة، والطائرات الهجومية بدون طيار، فضلاً عن الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.

لذلك طورت إسرائيل خط دفاع ثانٍ يعرف باسم “مقلاع داود” لمواجهة هذا التهديد، وتتمثل مهمة هذا الخط في إسقاط الصواريخ الثقيلة والصواريخ الباليستية التكتيكية، مثل صواريخ سكود، في نطاق يتراوح بين 100 كيلومتر إلى 300 كيلومتر. أما الخط الثالث من نظام الدفاع الجوي، المسمى “آرو 2” و”آرو 3″، فيعترض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والصواريخ القادمة من خارج الغلاف الجوي للأرض، والتي غالباً ما تكون عالية وبعيدة عن المجال الجوي الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي يرى فيه المحللون أن النظام حقق أداءً جيدًا بشكل عام، فإن إسرائيل لا تزال بحاجة إلى المساعدة خلال الصراع الحالي.. لقد ساعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويضم المملكة المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية، في إحباط هجوم إيراني سابق، وتسعى واشنطن الآن لتشكيل تحالف مماثل لتشكيل درع حماية لإسرائيل، بما في ذلك صد الصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار الهجومية.

ويقول المحللون العسكريون إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليست محصنة بشكل مطلق، مشيرين إلى التحدي الخطير من الطائرات بدون طيار التي يستخدمها حزب الله في الصراع الحالي، وصعوبة اكتشافها وإسقاطها. لقد أحدثت هذه الطائرات، التي تتحرك ببطء ودقة، دمارًا هائلاً في معظم أنحاء شمال إسرائيل، على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها القبة الحديدية وبطاريات باتريوت الأمريكية والطائرات المقاتلة الإسرائيلية لوقفها.

كما أرسل حزب الله طائرات استطلاع بدون طيار إلى عمق إسرائيل لالتقاط صور لمواقع عسكرية حساسة.. كذلك فإن المسافة التي تقطعها صواريخ حزب الله للوصول إلى إسرائيل أقل كثيراً من المسافة التي تقطعها الصواريخ التي تطلقها إيران.

وفي سياق منفصل، لابدّ من الإشارة الى التهديد الذي يشكله المتمردون اليمنيون، حيث ضربت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين قلب تل أبيب الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل شخص واحد.

وقال تال إنبار، محلل في تحالف الدفاع الصاروخي الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، إن إحدى القضايا المهمة التي لم تتهيأ لها إسرائيل بشكل جيد هي أن حزب الله يستهدف بنشاط دفاعاتها الجوية ومنظومات الكشف، محذراً من أن أي هجوم متزامن ضخم من جانب إيران وحلفائها، مع هجمات قادمة من اتجاهات مختلفة وبأشكال متعددة، سيكون من الصعب على الأنظمة الإسرائيلية اكتشافه والتصدي له.

وأضاف قائلاً إن “تعدد الأهداف وإطلاق النار المنسق من مجموعة متنوعة من الساحات يجعل من الصعب إنشاء خارطة للحركة في الجو، ما يؤثر على القدرة على إسقاطها، والعمل الافتراضي هو وجود عدد أكبر من المهاجمين مقارنة بالطائرات الاعتراضية”.

وفي حديثه عما قد يحدث عندما تتفوق أسراب صواريخ وطائرات بدون طيار بالعدد على دفاعات دولة ما، قال إنه على الإسرائيليين أن يستعدوا لـ”اختراق أكبر” مما اعتادوا عليه.

المصدر: فايننشال تايمز | نيري زيلبر ولان بوت
تاريخ النشر: 09/08/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

المحرقة الصهيونية

المحرقة الصهيونية

كلما تعرضت العصابة الصهيونية لضربة موجعة أو أية خسائر استراتيجية تقوم بفتح نيران الغدر على أبرياء غزة من الأطفال والنساء والمدنيين.. لتحقيق انتصارات زائفة تُرضي غرور المتشددين المتعصبين خصوصا من اليمين المتطرف. صواريخ وقنابل مصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية، مدعية...

قراءة المزيد
النقد.. الهواية، والهاوية!

النقد.. الهواية، والهاوية!

عندما ترفض -مثلا-  الشاعر العراقي الكبير عبدالرزاق عبدالواحد وتلعن سيرته بحجّة أنه قد مدح طاغية، فإنّ عليك إذن أن تفعل ذلك مع الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري.. لأنه أيضاً مدح طاغية آخر ملطّخة يده بدماء الأبرياء. أما أن تفتح عيناً وتغمض أخرى، فتقبل هذا وترفض...

قراءة المزيد
 معركة الطوفان وترتيب العداوات

 معركة الطوفان وترتيب العداوات

غالبا ما تترك بعض المحن والأحداث التي  تفوق طاقة البشر في التحمل، في نفوس أصحابها ندوبا عميقة تؤثر على وعيهم وتصوراتهم، بل إنها تذهل المسلمين تارة عن بعض الأبجديات في التصور الإسلامي الذي يحتم العودة إلى كتاب الله وسنة  نبيه صلى الله عليه وسلم في كل أمر لا...

قراءة المزيد
Loading...