كلاب إسرائيل.. وعنصرية ألمانيا

بقلم: أسامة السويسي

| 28 يونيو, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: أسامة السويسي

| 28 يونيو, 2024

كلاب إسرائيل.. وعنصرية ألمانيا

قالوا: “ممنوع خلط الرياضة بالسياسة”، فصدقناهم.. والتزمنا واستجبنا.. لكنهم هم أول من خلط الرياضة بالسياسة، وسقطوا في فخ المعايير المزدوجة في أول اختبار حقيقي للإنسانية.

انقلبوا على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا، وتبارت الاتحادات والهيئات الرياضية الدولية والقارية في فرض العقوبات بحق الرياضيين من روسيا وبيلاروسيا، وإقصاء منتخبات البلدين من كل المنافسات، مع إعلان التضامن الرسمي مع أوكرانيا في كل الميادين الرياضية، وسمحوا لقادة المنتخبات الأوروبية بحمل علم أوكرانيا في المباريات الدولية، وكان السماح برفع العلم حتى في مباريات ليست أوكرانيا طرفا فيها.. لم يكن هذا من وجهة نظرهم خلطا بين الرياضة والسياسة.

لكن عندما تعلق الأمر بالشعب الفلسطيني المقهور، الذي يتعرض لحرب إبادة، فلا عين رأيت ولا أذن سمعت، بل على العكس، فقد أصدرت اللجنة الأولمبية الدولية قرارا بعدم رفع علم فلسطين في ملاعب ومناطق المشجعين في دورة الألعاب الصيفية “باريس 2024″، وقد تطرقنا في الزاوية نفسها لتجاهل الاتحادات والهيئات الدولية لحرب الإبادة الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة.. ولم تحرك ساكنا.

حتى إن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أحرج الاتحاد الدولي للعبة عندما عزّز طلب الاتحاد الفلسطيني طرد إسرائيل من الفيفا، ولم يجد رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينيو مفرا من التجاوب مع الطلب الذي حدث في حضوره لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي، واكتفى ببضع كلمات لذر الرماد في العيون، لكنه لم يتخذ خطوة على أرض الواقع.. تبًّا لمعاييركم المزدوجة.

***

كانت ألمانيا أشد المناهضين لمونديال العرب “كأس العالم- قطر 2022” وبذلت الغالي والنفيس لمنع إقامة البطولة في قطر، من خلال حملات هجوم منظمة، باءت كلها بالفشل، حتى حضر منتخب ألمانيا إلى قطر للمشاركة في البطولة، وفرح الجميع بخروجه المبكر يجر أذيال الخيبة من الدور الأول، بعد أن كان الأكثر إثارة للجدل، بسبب محاولاته الإعلان عن دعمه لـ”الشواذ”، لدرجة أن وزيرة الداخلية نانسي فيزر حضرت إحدى المباريات، ورغم أنها حظيت باستقبال طيب فإنها فاجأت الجميع في المدرجات عندما خلعت “الجاكيت” الذي ترتديه، لتكشف عن علم “المثليين” الذي تضعه على ذراعها.

لكل هذا لم تحظ ألمانيا بأي نوع من التعاطف خلال تنظيمها بطولة كأس أمم أوروبا، والتي شهدت فشلا ذريعا في العديد من النواحي التنظيمية، منها تسرب مياه الأمطار إلى أرض الملاعب، واقتحام الجماهير أرض الملعب في العديد من المباريات، والمعارك الطاحنة في الشوارع بين الجماهير، وهم الذي كانوا ينتقدون منع الخمور في ملاعب مونديال قطر، على الرغم من أن الدول الأوروبية أشادت بتلك الخطوة، وأرجعت لها خروج المونديال دون تسجيل حوادث شغب جماهيري.

***

وبمناسبة الحديث عن ألمانيا.. تعالوا نتطرق سريعا لعنصرية الألمان، الذي يحاولون على مر العصور التخلص من عقدة صورة النازية، لكنهم سقطوا في فخ العنصرية البغيضة ضد العرب والمسلمين، ولك أن تتصور أنه تم تسجيل 1926 حادثة معادية للإسلام والمسلمين في ألمانيا في العام 2023، وذلك حسب تقرير عن حالة المجتمع المدني أعدته مؤسسة “إليانتس كليم”، التي تدعمها وزارة الأسرة الاتحادية.

هذا هو الوجه الحقيقي لألمانيا التي تعد واحدة من أهم الدول الداعمة للكيان الصهيوني، والتي أجبرتها نيكاراغوا على الامتثال أمام محكمة العدل الدولية بسبب تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وتستخدمها في حرب الإبادة.

***

مشهد اقتحام كلب إسرائيلي شقة مسنة فلسطينية والهجوم عليها ونهشها، لا يمكن أن تراه أو تتخيل وقوعه إلا من هذه العصابات الصهيونية الوحشية التي تشن حربا حيوانية وقحة على الأبرياء والمدنيين، دون الخوف من أي عقاب، فمن أمن العقاب أساء الأدب.

أسامة السويسي

ناقد رياضي بقناة الكاس

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

رسالة إلى أمريكا

رسالة إلى أمريكا

وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...

قراءة المزيد
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
Loading...