الأردن قد يدفع ثمنًا باهظًا بسبب حرب نتنياهو على غزة
بقلم: مدونة العرب
| 26 أغسطس, 2024
مقالات مشابهة
-
الأردن قد يدفع ثمنًا باهظًا بسبب حرب نتنياهو على غزة
إن عملية التوازن الدقيقة التي تنتهجها المملكة...
-
الانتخابات البريطانية: ما مدى ثقل أصوات المسلمين، وما أهميتها؟
تم إطلاق حملة "صوت المسلمين"(TMV) في ديسمبر/...
-
نهاية النفوذ المصري: لماذا تعارض القاهرة سيطرة إسرائيل على معبر رفح؟
يشير المحللون إلى أن الرصيف الذي بنته الولايات...
-
المسرحية القاتلة التي تمارسها إسرائيل على مرأى من الجميع تخفي أهدافها الحقيقية
لننس أهداف إسرائيل المعلنة بشأن تدمير حماس.. كان...
-
مقاطعة إسرائيل يمكن أن توقف الإبادة الجماعية
بعد أكثر من أربعة أشهر من الهجوم الوحشي الذي...
-
ماذا بعد أن أصبح اسمه “جو الإبادة الجماعية” بدلًا من جو بايدن؟
في عام انتخابي جديد، يقف الناخبون الأمريكيون...
مقالات منوعة
بقلم: مدونة العرب
| 26 أغسطس, 2024
الأردن قد يدفع ثمنًا باهظًا بسبب حرب نتنياهو على غزة
إن عملية التوازن الدقيقة التي تنتهجها المملكة الأردنية معرضة لخطر الانهيار، مع عواقب إقليمية كارثية محتملة!.
مع كل جولة فاشلة من المفاوضات، أصبح من الواضح للجميع أين تكمن العقبة أمام وقف إطلاق النار في غزة، هي في عقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
إن اتفاق وقف إطلاق النار وفق ما جاء في بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار الأمم المتحدة الذي تلاه، والذي يقترب من القرار الذي وافقت عليه حماس بالفعل، من شأنه أن يفعل شيئين؛ حرمان نتنياهو من السلطة لشن حرب متقطعة دائمة، وإسقاط حكومته. ولقد أصبح من الواضح أن السبيل الوحيد أمام نتنياهو للاستمرار في السلطة هو إبقاء إسرائيل في حالة دائمة من الصراع منخفض المستوى على جميع حدودها.
إن حالة الحرب هي القبة الحديدية التي يستخدمها نتنياهو، وبطاقة الخروج من السجن الذي سيواجهه بسبب هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والعملية التي استمرت 11 شهرًا في غزة، والتي فشلت بشكل واضح في إجبار حركة حماس على الركوع، فالحرب هي حماية له من عقوبة السجن المحتملة بتهمة الفساد.
ومع كل ذلك، فإن عجز الرئيس الحالي، أو أي رئيس أمريكي مستقبلي عن استخدام أدوات حقيقية لكبح جماح إسرائيل، مثل قطع إمدادات الأسلحة عنها، بالإضافة الى موافقة الولايات المتحدة للتو على 20 مليار دولار أخرى من الأسلحة، كل ذلك يدفع نتنياهو الى مزيدٍ من الثبات.
لكن السماح لهذا الرجل بمواصلة الصراع على خمس جبهات إلى أجل غير مسمى يأتي بثمن باهظ.. والطريقة الأكثر وضوحًا لحساب تكاليف السماح لنتنياهو بالاستمرار في السلطة يمكن رؤيتها في الأردن، المنطقة العازلة التي استوعبت اللاجئين على مدى عقود من الحرب في المنطقة.
التهديد الوجودي
إن التهديد الأكبر للأردن موجود في رؤوس الإسرائيليين، وهو فكرة أن “الأردن هو فلسطين”.
كانت هناك نسخ مختلفة من هذه الخطة، بما في ذلك خطة آلون، التي سُميت باسم السياسي الإسرائيلي إيجال آلون، والتي دعت إلى ضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل وجعل الباقي جزءًا من الأردن. وتروق هذه الخطة لمن يسمون أنفسهم “المعتدلين” من الطيف السياسي الإسرائيلي. كما دعا حزب الليكود إلى الاستيلاء على الضفة الغربية بالكامل وإعلان الأردن ببساطة دولة فلسطينية. وفي الآونة الأخيرة، طرح فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فكرة إقامة كونفدرالية أردنية فلسطينية.
وكان القرار الذي أقره الكنيست قبل زيارة نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة لحظر قيام دولة فلسطينية مستقبلية واضحًا في لغته، وتضمن القرار أن المكان الوحيد الذي ستتسامح إسرائيل أن يكون فيه دولة فلسطينية هو الأردن.
ولم يكن من قبيل الصدفة أن يعلن الملك الأردني عبد الله هذا الأسبوع “رفضه أن يكون مستقبل المنطقة رهينة لسياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة”.
السير على حبل مشدود
لقد وضعت حرب الإبادة الإسرائيلية على شعب غزة الملك عبد الله في معضلة كبيرة، وكان ردّ فعله حتى الآن هو التأرجح بشكل جنوني بين سياستين متناقضتين، ويمثل هذا التوازن استقرار الأردن.
إن تسليح المستوطنين، والهجمات المتكررة على القرى والبلدات الفلسطينية، والمداهمات لمجمع المسجد الأقصى، ومؤخرًا تصريح بن غفير بأن الصلاة اليهودية مسموح بها في المسجد، ليس لها سوى غرض واحد، وهو دفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم شرقًا.. إن بن غفير يتعمد إذلال وصاية المملكة الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الدافع الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة من شأنه أن يدفع المنطقة نحو هاوية الصراع الإقليمي، واصفًا إسرائيل بأنها دولة مارقة بعد مقتل الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران.
إلقاء اللوم على إيران
هناك تيار معاكس في الأردن يرى كل ما يحدث على أنه عمل من تدبير إيران، هذه هي وجهة نظر جهاز المخابرات الأردني القوي، وهو منظمة واسعة الصلاحيات لدرجة أنها تعمل كحكومة موازية، وهو الجهاز المدرب بواسطة الاستخبارات الخارجية البريطانية، إم آي 6 (MI6)، وهي هيئة مرتبطة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والغربية، والإمارات العربية أحدث عضو في المجموعة.
وتعيش المخابرات الأردنية في خوف دائم من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على السلطة، وتنظر إلى الشعبية الجامحة التي يتمتع بها الجناح العسكري لحركة حماس في شوارع الأردن منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول باعتبارها تهديدًا وطنيًّا.
وحاليًّا، هناك نقص في الطماطم في إسرائيل، لأن تركيا توقفت عن إرسالها كجزء من مقاطعة التجارة مع إسرائيل بسبب حرب غزة، كما أوقفت إسرائيل استيراد الطماطم من الأردن خوفًا من أن تكون مصابة بالكوليرا.
لقد جاء الإعلان الإسرائيلي الداعي إلى وقف استيراد الطماطم من الأردن بمثابة تذكير مفيد للأردنيين بأن التجارة لا تزال مستمرة، ولم يعلن وزير الزراعة خالد الحنيفات إلا مؤخرًا عن وقف التصدير تدريجيًّا لضمان توفير الإمدادات للأسواق المحلية.
وعلى نحو مماثل، تواصل إسرائيل إسقاط الأردن في هذه القائمة بإصرارها على أن قواتها الجوية مخولة للوصول إلى المجال الجوي الأردني في حالة وقوع هجوم بالصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران. ونقلت قناة المملكة الأردنية الرسمية عن مصدر مطلع قوله إن المملكة لن تسمح باستخدام مجالها الجوي “تحت أي ظرف من الظروف لأي طرف، ولن تسمح بردّ عسكري على أي طرف معاد حاليًّا”.
فأي من التصريحين يصدقه الأردنيون؟ بالطبع التصريح الإسرائيلي؛ لأن الجميع يعلم أن الأردن لا يملك القدرة على منع إسرائيل أو الولايات المتحدة من استخدام مجاله الجوي.
إن إسرائيل تزيد الطين بلة في كل فرصة ممكنة، على الرغم من أن من مصلحة تل أبيب أن تلتزم الصمت.
الحدود المسامية
لقد بدأت أطول حدود لإسرائيل وأكثرها سلمية تتحول إلى مسامية أكثر فأكثر كل أسبوع.
ووفقًا لتقرير في صحيفة معاريف، تسلل أكثر من 4000 شخص عبر الحدود مع إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، ولم تقبض السلطات الإسرائيلية إلا على عدد محدود منهم. بعضهم يبحث عن وظائف أو يتاجر في المخدرات، ولكن بعضهم يهرّبون الأسلحة إلى الضفة الغربية المحتلة.
وقد دعا وزير تطوير النقب والجليل الإسرائيلي يتسحاق فاسرلاف مؤخرًا إلى عقد جلسة عامة للحكومة، لمناقشة ما أسماه “التسلل الجماعي من الأردن”.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مؤخرًا أن رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، يفكر في إنشاء فرقة عسكرية جديدة يتم نشرها على مسافة مئات الكيلومترات على طول الحدود الأردنية.
عندما تعهد حزب الله وإيران بالردّ على اغتيال هنية وقائد حزب الله فؤاد شكر، طار الصفدي إلى طهران لتجنب تكرار ما حدث فوق سماء الأردن في أبريل/ نيسان، عندما أسقطت الطائرات الحربية الإسرائيلية والأمريكية طائرات بدون طيار قبل أن تتمكن من الوصول إلى إسرائيل.
كانت هذه أول زيارة رسمية لوزير خارجية أردني إلى إيران منذ عقدين من الزمان، ولكن زيارته أظهرت في الواقع مدى صعوبة الحفاظ على التوازن الحالي.
لم يعد أحد يستمع إلى الأخبار التي تستخدم لغة طائفية ضدّ الشعب الفلسطيني لتذكيرهم بما حدث في عام 1970.. إن سكان الضفة الشرقية الذين اعتادوا على امتصاص هذا الخطاب يتطلعون إلى حماس لتولي القيادة. إسرائيل ليس لديها القدرة على وقف هذا التطلع، إنها تمتلك فقط القدرة على سحب الحرب والصراع إلى منطقة أكبر بكثير من غزة والضفة الغربية.
إذا سمحنا لنتنياهو بمواصلة مهمته الحالية لتسوية القضية الفلسطينية بالقوة، فإن التوازن القائم حاليا في الأردن سيكون مستحيلًا، وسوف يشعر الجميع بالانهيار على نطاق واسع.
كاتب ومحرر
مهتم بالقضايا العربية والإسلامية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
0 تعليق