مخاطر تفجير مواجهة بين إسرائيل وحزب الله.. حرب شاملة؟.!!
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 26 سبتمبر, 2024
مقالات مشابهة
-
الشكر.. دوامٌ للنعم في الدنيا وفوزٌ في الآخرة
أنعم الله تعالى وتفضّل على عباده بالكثير من...
-
الترامبية المتجددة وأمْوَلَة نظام الحكم في الولايات المتحدة
منذ أن بلور حكماء الإغريق قديما فكرةَ...
-
السياسة الخارجية المتوقعة لإدارة ترامب.. تداعياتها على الشرق الأوسط
خلال حملته لاستعادة رئاسة الولايات المتحدة، قال...
-
ترامب وهاريس.. وجهان لعملة واحدة
نجح دونالد ترامب.. فاز مرشح الحزب الجمهوري...
-
السؤال الكوني وعجز الغرب الفلسفي
كمدخل فلسفي مبسط، يعود السؤال هنا على الفرد...
-
لهذه الأسباب فاز ترامب
استيقظنا صباح الأربعاء، 6 نوفمبر/ تشرين الثاني...
مقالات منوعة
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 26 سبتمبر, 2024
مخاطر تفجير مواجهة بين إسرائيل وحزب الله.. حرب شاملة؟.!!
حدث ما كان يخشاه كثيرون.. توسعت حرب غزة، وفُتحت جبهة الشمال مع حزب الله في لبنان!. عقلانياً من الصعب فهم واستيعاب أن يقوم بذلك صناع قرار في دولة (نتنياهو وعصابة اليمين المتطرف شركاء حكومته)، وهم غارقون في مستنقع حرب غزة، لم يحققوا أيًّا من أهدافها.
برغم جرائم حرب الإبادة المدمرة على غزة، فشل نتنياهو وجيشه بتحقيق أي من أهداف حربه (هزيمة حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وتحييد غزة حتى لا تشكل تهديداً لأمن إسرائيل. ثم أضاف هدفا رابعاً للتكسب السياسي، هو إعادة النازحين الإسرائيليين الفارين منذ عام- ويبلغ عددهم حوالي 100 ألف- إلى الشمال على الحدود مع لبنان!!). وخلال عام، أطلق حزب الله 8000 صاروخ، وقتل جنودًا ومستوطنين في جبهة إسناد شمالية.
شهد حزب الله الأسبوع الأسوأ والأصعب منذ إنشائه قبل 4 عقود، باستهداف قيادات وعناصر له في عقر معقله الرئيسي في الضاحية الجنوبية لبيروت بانفجار أجهزة البيجر، وأعقبها أجهزة اللاسلكي، ما أسفر عن مقتل حوالي 40 شخصا وإصابة أكثر من 3500. أعقبت ذلك ضربة موجعة يوم الجمعة الماضي في اختراق أمني خطير، يثبت أن حزب الله مكشوف بشكل واضح للاستخبارات الإسرائيلية، وأدت الضربة إلى اغتيال كامل “فرقة الرضوان”، وهي فرقة النخبة المسؤولة عن العمليات العسكرية لحزب الله، وتكمل إسرائيل عدوانها باستهداف اجتماع سري لفرقة الرضوان في معقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.
اغتالت إسرائيل القيادي إبراهيم عقيل، قائد فرقة الرضوان- مسؤول العمليات، وأحمد وهبي من الرعيل الأول المؤسسين لحزب الله، و12 عنصر آخرين، في ضربة موجعة لحزب الله، بعد يوم من تحذير وتهديد أمين عام حزب الله بأنه لن يسمح بعودة النازحين الإسرائيليين إلى الشمال قبل أن توقف إسرائيل حربها على غزة.
واضح أن التصعيد يمضي بشكل مطرد.. شنت إسرائيل خلال أول يومين 2000 غارة، وقتلت حوالي 600 لبنانيا وأصابت قرابة 2000، ووصل القصف لاستهداف واغتيال شخصيات قيادية من الحزب، حتى داخل معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت. بينما أطلق حزب الله أكثر من 500 صاروخ في أول يومين من المواجهات، طالت ضواحي تل أبيب وحيفا والجليل. وشهد جنوب لبنان وحتى الضاحية الجنوبية نزوح آلاف اللبنانيين، خاصة من الجنوب، بعد تهديد إسرائيل المدنيين والطلب منهم الانسحاب.
جانب من أهداف مغامرة حرب نتنياهو على حزب الله في لبنان هو استدراج إيران إلى فخ دعم حزب الله، ليس بالتصريحات السياسية فحسب، بل حتى بالإسناد والمشاركة ومعه الانتقام المؤجل رداً على الوعيد. لكن لا يبدو أن إيران ستقع في الفخ.
بعد يومين من المواجهات لم يترك أي من الطرفين- إسرائيل وحزب الله- سقف المواجهات دون ضوابط، برغم توسعها نوعا وعمقا، وذلك بهدف الإبقاء على قواعد اشتباك جديدة بين الطرفين.. لم يقصف حزب الله وسط مدينة حيفا والمواقع الحساسة والقاعدة البحرية والمصانع والمنشآت الكيماوية، وهو لم يقصف تل أبيب، ولم يلجأ لاستخدام الصواريخ الموجهة من نوع فاتح. وتتجنب إسرائيل قصف أهداف مدنية وبُنى حيوية وبنى تحتية في بيروت ومطار رفيق الحريري، باستثناء داخل الضاحية الجنوبية لبيروت في عمليات اغتيالات، شملت اغتيال فرقة الرضوان وشخصيات قيادية من حزب الله، ومحاولة اغتيال فاشلة للقيادي علي كركي، واغتيال القيادي إبراهيم قبيسي في الضاحية الجنوبية. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن حزب الله اليوم ليس كما كان عليه قبل أسبوع.
وفيما يتوعد نتنياهو بالاستمرار بضرب أهداف ومواقع حزب الله، خاطب نتنياهو الشعب اللبناني بأن خلاف إسرائيل ليس مع الشعب اللبناني بل مع حزب الله، وطلب من اللبنانيين الابتعاد عن المواقع التابعة لحزب الله. فيما يستمر نزوح المواطنين بأعداد كبيرة من جنوب لبنان ومناطق أخرى. وتوعد رئيس الأركان بتسريع وتواصل الهجمات ضد حزب الله دون أي هدنة، فيما يستمر القصف المتبادل برغم عدم التماثل بين حجم الضحايا المدنيين بين الطرفين؛ فهم في الجانب اللبناني بالمئات، مع الدمار الهائل للمباني والقرى والمدن، مقارنة بإصابة بضعة عشرات إسرائيليين بإصابات متوسطة وخفيفة وهلع!
وبرغم الإعلان أن اليوم الأول من المواجهات والعدوان الإسرائيلي المفتوح على لبنان- حسب مصادر إسرائيلية- كلف الخزينة الإسرائيلية 173 مليون دولار، أعلن لابيد- زعيم المعارضة- دعم الحرب على حزب الله حتى مع الاضطرار لشن حرب برية لإعادة سكان الشمال.
واضح أن عملية إسرائيل العسكرية ضد حزب الله، التي أُطلق عليها اسم “سِهام الشمال”، تزيد من قبول وشعبية نتنياهو بعد الانتكاسات المتتالية، وتراجع شعبيته بسبب الفشل الاستراتيجي الكامل في جبهة الجنوب في غزة، مع ترويج أن وقف الحرب في غزة سيُعدّ انتصارا استراتيجيا لإسرائيل.
لكن تبقى أسئلة حيوية لا تجد لها إجابات حول فتح نتنياهو جبهة الشمال.. ما هو هدف التصعيد ضد لبنان عن طريق حزب الله؟ وما هو سقف المواجهة المفتوحة؟ وهل ستتطور إلى حرب برية لإجبار حزب الله على التراجع إلى شمال نهر الليطاني بعيداً عن الحدود؟ وهل تتوسع إلى حرب إقليمية؟ وإلى متى تبقى إيران جالسة على الحياد وتأخذ دور المتفرج، وقد أضعفت دور ومكانة وهيبة حزب الله بعد الانتكاسات المتتابعة؟ ويبقى السؤال: ما هي انعكاسات ذلك كله على إيران ومحور المقاومة؟
وكان ملفتا ما ذكره سمو أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد، في كلمة دولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ أكّد أن إسرائيل تعرف أن الحرب لن تجلب السلام، وعليها إيقاف الحرب على غزة ولبنان. وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من عدوان هو الأشد همجية وشراسة”.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
خرافة اسمها الحب!
من البديهيات أن المشاعر جزء أصيل لدى الإنسان.. البعض قسمها إلى مشاعر إيجابية: كالحب، والسعادة، والرضا؛ وأخرى سلبية: مثل الغضب، والاشمئزاز، والخوف. غير أن علم النفس ذهب ليؤكد أن كل المشاعر لها جانبان، واحد سلبي وآخر إيجابي؛ فالغضب -مثلاً- يعد أحد أسوأ المشاعر الإنسانية...
الشكر.. دوامٌ للنعم في الدنيا وفوزٌ في الآخرة
أنعم الله تعالى وتفضّل على عباده بالكثير من النعم والأفضال؛ فمنها ما هو متعلق بالدين، ومنها ما هو متعلق بالدنيا.. وقال العلماء إن أعظم نعم الله -عز وجل- على الإنسان هي نعمة الهداية إلى الإسلام، وهو دين الله الذي اختاره وارتضاه للخلق في رسالة الرسول محمد ﷺ. ومن نعم...
الترامبية المتجددة وأمْوَلَة نظام الحكم في الولايات المتحدة
منذ أن بلور حكماء الإغريق قديما فكرةَ الديمقراطية قبل ستة وعشرين قرنا، وعزّزها فلاسفة التنوير بضوابط الحداثة السياسية في القرن الثامن عشر، ظلّت الحِكامة السياسية تتحرك داخل مثلث محتدم، يجمع بين الفضيلة السياسية وبقية أخواتها من الأخلاقيات والأهلية المعرفية من ناحية،...
0 تعليق