فرية “النامي” وعملية غليلوت
بقلم: هديل رشاد
| 4 نوفمبر, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: هديل رشاد
| 4 نوفمبر, 2024
فرية “النامي” وعملية غليلوت
الفرية التي جاء بها مشعل النامي على نساء غزة، بعد يوم من عملية الدعس التي قام بها الشهيد البطل رامي ناطور، قرب قاعدة غليلوت شمالي الأراضي المحتلة.. أجاءت في ذلك الوقت صدفة، أم إنها خطوة كانت مدروسة من قبل من يحركون خيوطه كالدمى الخشبية لتتفيه العملية والتشويش على نتائجها؟! لا سيما وأنه ادعى كذبا وافتراء أنه نقل ما سمع خلال تواجده في مجلس لأحد الأشخاص، الذين كانوا ضمن الفرق الإغاثية والطبية، التي توجهت من دولة الكويت الشقيقة إلى قطاع غزة الصامد، قبل إغلاق معبر رفح منذ قرابة ستة أشهر!
فإن كان ما جاء به “عبد الله بن أبي بن سلول” العصر الحالي صحيحاً، فلماذا لم يتحدث به بعد عودة الفريق الطبي والإغاثي إلى دولة الكويت مباشرة؟! إلا أنَّ عملية الدعس قد أوجعتهم، لا سيما مع كونها تعد الأخطر من نوعها منذ السابع من أكتوبر 2023، بالنظر إلى موقعها والخسائر التي تسببت بها.
استطاع “مشعل النامي” أن يجسد دور “الصهيوني الوظيفي” عن كفاءة واقتدار، متفوقا بما جاء به من الخطل الممجوج على نساء غزة الشريفات العفيفات، واتهامهن بممارسة الدعارة لأجل الحصول على الطعام، على المدعو محمد المشاري، معد التقرير المسيء لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، واصفا إياها بالإرهاب، وناعتا حينها الشهيد القائد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس، على وجه التحديد بـ”الجزار”!
وبالعودة إلى “النامي”، نرى أنه تجلى في أداء دور “الصهيوني الوظيفي”.. هذا الدور الذي تنبأ به الدكتور عبد الوهاب المسيري -رائد الدراسات الصهيونية- منذ أكثر من ربع قرن، في حديثه عن المرحلة التي يصبح فيها العربي المسلم “صهيونيا وظيفيا” يتحدث بلسان الصهيوني، مستوطناً كان أم جنرالاً عسكريا أم تاجراً!. وبالفعل، تمكن من أداء الدور في تشتيت الرأي العام العربي والخليجي، وإلهائه عن حادثة الدعس لنوعيتها وخطورتها، بافتعال قضية يعلم محركوه من الصهاينة الحقيقيين أنها ستحدث ضجيجا وصخبا إعلاميا، وهذا أسهل عليهم من إدانة أنظمتهم الأمنية والعسكرية التي ضُربت في مقتل، لا سيما في حادثة الدعس التي وقعت في غليلوت.
فـ”النامي” بما قام به يكون قد أسهم بمحض إرادته في تنفيذ دور كارثي خطير في دعم تيار التصهين، لتمكين الصهاينة من تمرير سرديتهم، وإضفاء الشرعية على ممارساتهم الإجرامية حيال الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وحتى من يعيشون في الداخل المحتل؛ فلا شروط ولا معايير لهؤلاء الصهاينة الوظيفيين سوى تشرُّب السردية الإسرائيلية المتطرفة، لإعادة برمجة عقولهم ومواقفهم حيال القضية الفلسطينية، التي تعد من أبرز القضايا المحورية، ليس على مستوى العالمين العربي والإسلامي فحسب، بل أيضا على مستوى العالم أجمع.
إنَّ هذا الافتراء والهراء الذي جاء به “النامي” لم يكن أمرا عبثيا أو محض صدفة، بل كان مدروسا، فما أشبه اليوم بالأمس، حينما وقعت في عهد النبوة حادثة الإفك، حيث جاء الخوض في عرض أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، في غزوة بني المصطلق، والخوض في عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، من رأس النفاق ابن سلول، راميا بكلامه أن يتلقفه البعض ليصبحوا هم الأدوات لفريته.
وما حدث في زمن النبوة يعاد الآن، لتكون الضحية نساء غزة الخنساوات الصابرات المحتسبات، إذ يأتي هذا المأجور فينهل من ماعون الفُجر والتجني، متقيئا افتراءاته على حرائر غزة، متهما -ضمنيا- أحد أعضاء الفريق الطبي والإغاثي، الذي عاد إلى الكويت بعد زيارة لقطاع غزة، بأنه هو من تحدث بهذا الأمر، ليحقق أكثر من هدف لمن يقومون بتوجيهه.
فأول الأهداف تشتيت الرأي العام عن عملية الدعس بالقرب من قاعدة غليلوت، لقطع الطريق على الزخم الإعلامي الذي كانت ستحصل عليه في ظل إطلاقه هذه الفرية، والثاني هو النيل من المقاومة ومن نساء غزة الصامدات، ومن صمود سكانها على مدار عام وشهر، وهم الذين يواجهون أخطر استعمار في التاريخ الحديث، لا يلتفت لقوانين أممية ولا لأعراف دولية، بل ينفذ سياساته الإجرامية وفق قانون الغاب.
لا أعلم كيف تجرأ هذا المدعو على الافتراء على حرائر غزة، اللاتي لم يفرطن بأرضهن رغم أن الثمن هو دماء فلذات أكبادهن، فكيف سيفرطن في شرفهن، وهن اللاتي يدنين عليهن من جلابيبهن برقودهن وقعودهن خشية أن تكشف عوراتهن في حال قصفت بيوتهن على رؤوسهن وهن نائمات؟! فكيف لمن يملكن هذا الكم من الإيمان التفكير بما تفوه به؟ وهو يعلم يقينا أن الكذب يفوح من كل حرف نطق به، ومن كل كلمة قالها بغير حق ولا برهان على ماجدات غزة الصابرات المحتسبات.
ختاما..
قال رسولنا الكريم: “إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات.. وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي في جهنم” [حديث صحيح] .
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
بورك قلمك أستاذه هديل وجزاك الله خير فعلا كائن خسيس ولا يرتقي إلى أن يكون إنسان