
التنقيب الدعائي سلاح الاحتلال الماكر في معركة الوعي
بقلم: خالد صافي
| 30 يوليو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: خالد صافي
| 30 يوليو, 2024
التنقيب الدعائي سلاح الاحتلال الماكر في معركة الوعي
ما هو التنقيب الدعائي؟
عندما وجّهت هذا السؤال لأداة الذكاء الاصطناعي التابعة لجوجل (Gemini) قبل كتابة هذا المقال صدمتني إجابتها الجافة حين قالت: “إن الصراع في إسرائيل وغزة معقد ويتغير بسرعة. للاطّلاع على آخر الأخبار، استخدم بحث (Google)”!.
كيف افترضت هذه الأداة أنني أبحث عن دور الاحتلال في عمليات التنقيب الدعائي في حربه على غزة؟ أين قرأت “إسرائيل” في سؤالي؟ ولماذا وصفت العلاقة بهذه الصورة المشوّهة “الصراع في إسرائيل وغزة”؟ أين فلسطين؟.
لا شك أن من جهّز هذه الأداة الذكية بهذه الإجابة المضلّلة يعرف تمامًا دور الاحتلال في المعركة الإعلامية، وسعيه الدؤوب لتشويه الحقائق، ذلك لأن مصطلح التنقيب الدعائي يشير إلى استخدام جهة ما البيانات وتحليلها لأغراض دعائية، من خلال جمع المعلومات والمعطيات سواء كانت سياسية أو عسكرية أو اجتماعية، بهدف التأثير على الرأي العام وتشكيل صورة مختلفة عن الحدث، وهو ما يقوم به الاحتلال منذ إعلان تأسيس كيانه، وتفوّق فيه خلال حرب الإبادة ضد غزة، ويعود جزء كبير من نجاحه لاستخدامه الفعّال للتكنولوجيا الحديثة وتحليل البيانات لتحسين نتائج تنقيبه الدعائي.
أداة استراتيجية
تعد الحروب الإعلامية والدعائية جزءًا لا يتجزأ من النزاعات المعاصرة، حيث تسعى الأطراف المتنازعة إلى استخدام الأدوات الإعلامية والرقمية للتأثير على الرأي العام المحلي والدولي، ويعد التنقيب الدعائي أداة استراتيجية هامة في يد الاحتلال، إذ يتبنى تقنياته بشكل واسع للتحكم في مسار الحروب التي يخوضها، حيث توجد لديه عدة أجهزة تنفيذية تهتم بجمع المعلومات وتحليلها، وتوظيفها بما يتناسب مع أهداف الدعاية السيبرانية.
وتقوم وزارة الشؤون الاستراتيجية والمعلومات الإسرائيلية بتحليل مواقع التواصل، من حيث المحتوى، والبنية الشبكية والتكنولوجية، ورصد مراكز الثقل والتركيز، وتحديد الشخصيات والمؤسسات والصفحات الناشطة، كما أنها تدرس أساليب وأنماط الحملات، بهدف تشكيل رؤية لمواجهتها، لتوظف هذه الجهود في دعايتها السيبرانية والميدانية، للتأثير على توجهات وسائل الإعلام الدولية، وعلى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
الرأي العام المحلي
يعد التنقيب الدعائي أحد الأدوات القوية التي يستخدمها الاحتلال للتأثير على الرأي العام المحلي، وتعزيز الوحدة الوطنية؛ وتستطيع الحكومة الإسرائيلية توجيه رسائل دعائية فعالة، تلبي احتياجات ومخاوف المواطنين، من خلال تحليل البيانات وفهم توجهات الجمهور، ما يعزز من الدعم الشعبي لسياساتها، ويحقق أهدافها الاستراتيجية. ومن أمثلة التأثير على الرأي العام المحلي:
– تسليط الضوء على التهديدات الخارجية، وتصدير صورة الجيش كحامي للوطن، في سعي لتوحيد الجبهة الداخلية وتعزيز الروح المعنوية.
– التركيز على ترويج مقاطع الرقص والسخرية من الفلسطينيين، التي ينشرها الجنود على حساباتهم على الإنترنت، للدلالة على سيطرة الجيش على الميدان، وقدرته على تنفيذ المهمة بلا خوف ولا تردد.
– عدم نشر أي معلومات تتعلق بأسماء القتلى من الجنود أو أعدادهم إلا بعد سماح هيئة النشر، التي تختار وقت النشر وكمية التفاصيل المعتمدة، للحفاظ على صورة النصر المزعوم.
الرأي العام العالمي
منذ السابع من أكتوبر، عمد الاحتلال للتنقيب عن الصور والأحداث التي يشوه بها المقاومة أمام الرأي العام العالمي، وركّز على المقاطع التي تُظهر الأضرار التي لحقت بالمستوطنين نتيجة الهجوم، وعزز انتشارها عبر وسائل الإعلام المتواطئة ليبرزها كتهديدات إرهابية أو غير إنسانية، وبالتالي يبرر الإجراءات العسكرية والسياسية ضدها. لذا اتهم حماس بقطع رؤوس الأطفال، واغتصاب النساء، وحرق وتدمير بيوت المستوطنين، وسجن الأطفال في أقفاص قبل أسرهم مع النساء في أنفاق غزة.
وقبل اجتياح أي مستشفى كان يعزز فكرة اختباء عناصر المقاومة تحتها، وعندما أراد التنصل من ارتكاب مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، سرّب للعالم مقطعًا صوتيًا لمحادثة بين مجهولَيْن ادّعى أنهما من رجال المقاومة يتحدثان عن صاروخ محلي ضرب المستشفى بالخطأ. كما تنصل من مجزرة دوار النابلسي بنشر مقطع لتدافع النازحين للحصول على الطحين، معتبرًا إياه السبب وراء استشهاد العشرات منهم.
وكذا كان ديدنه في كل المجازر التي ارتكبها، في سعي منه لتصوير إسرائيل دولة ديمقراطية متحضرة، تدافع عن نفسها ضد “الإرهاب” أو “العدوان”. وتعاونت دولة الاحتلال مع شبكات إعلامية دولية لتبادل البيانات والدعم الإعلامي، ما عزز من قدرتها على التأثير على السرديات العالمية.
كيف يفعلها الاحتلال؟
يستغل الاحتلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، لتحليل الرأي العام، وتتبع التغيرات في المواقف العالمية؛ حيث يتم دمج البيانات الاستخباراتية مع المعلومات العامة، للحصول على صورة شاملة تساعد في توجيه الحملات الدعائية بشكل فعال. وخلال الحروب، تقوم الروبوتات الاجتماعية إلى جانب العناصر البشرية المؤيّدة للاحتلال بتشويه الحقائق، وتزييف صور رقمية خدمة لصورتها أمام الغرب، ونسب اقتباسات مؤيدة لإسرائيل، تدعي أنها لشخصيات مشهورة، فضلًا عن استخدام التصيد بغرض توجيه الاتهامات لكلّ المعارضين لسياستها الاستيطانية.
كما تعمل الصفحات الرسمية التابعة للاحتلال والناطقة بالعربية على التنقيب عن المحتوى المرئي، لإعادة نشره بعد تعديله بما يتوافق مع أهدافها السياسية. وتستغل الصفحات محتوى المعارضين لتحقق أهدافها الدعائية، فحين يوجه (أفيخاي أدرعي) رسالة لأحد المؤثرين الفلسطينيين، ويعيد نشر محتواه بطريقة مشوّهة، هو يستفيد من تفنيد الجمهور لروايته، لأنه سيوجه ذلك الجمهور لنقاط بعيدة عن جوهر الصراع، وهذه الاستراتيجية من التنقيب الدعائي يستخدمها الاحتلال لنشر الموضوعات بطريقة غير منتظمة الاتجاه، بما يجعل الجمهور فاعلاً في النشر والترويج وليس التلقي فقط.
لماذا يلجأ الاحتلال إلى التنقيب؟
عند السؤال عن الغاية من التنقيب تجد الإجابة في البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون، بروتوكول تغييب وعي الجماهير، الذي ورد فيه: “إن أولئك الذين قد نستخدمهم في صحافتنا من الأمميين سيناقشون بإيعاز منا ما يشغل الناس بالنقاشات والمناظرات، حتّى نصدر نحن القوانين التي نحتاج إليها، ونضعها أمام الجمهور على أنها حقائق ناجزة، لن يطلب استئناف النظر فيما تقرر إمضاؤه، فستحوّل الصحافة نظر الجمهور بعيدًا بمشكلات جديدة، بحيث يسرع المغامرون السياسيون الأغبياء والرعاع إلى مناقشتها”.
كما يعتبر التنقيب أداة يدوم الاحتياج إليها بالنسبة للاحتلال، فهو لم يتوقف عن استخدام هذه التقنيات الدعائية لتلميع صورته وتشويه خصومه منذ نشأته، حتى أصبح يُعرف بها وتعرف به؛ لذا فإنه ليس غريبًا أن تقرأ رد جوجل الذي يربط بين التنقيب الدعائي والاحتلال في أي عملية بحث عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، فهذا الكيان لم يفتأ يسلب الأرض وينهب الثروات ويرتكب المجازر، ولعلك تتساءل كيف يفلت دومًا من المساءلة والعقاب؟
السبب أنه ينجح في كل مرة في إلهاء الشعوب بقضايا جانبية هامشية ومناظرات ونقاشات عديمة الجدوى، تتكدس فيها المعلومات المضللة والأخبار المخادعة، بعيدًا عن جوهر الصراع وحقيقة ما يجري في الميدان، وهذا ما حدث مؤخرًا مع خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي.
خطاب الشيطان
مضى أكثر من 290 يومًا من المجازر والجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين في غزة، وانطلاق المظاهرات المنددة بسياسة الاحتلال وجرائمه في عواصم العالم، حتى وصلنا إلى التفكير أن الجماهير الغاضبة قد تلتهم الاحتلال من شدة غيظها؛ نعم لقد تدهورت صورة الاحتلال، وانتشر الكثير من المقاطع التي تقلل من شأنه ومكانته، وتشكك في شرعية وجوده.. هنا جاء خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي، في هذا التوقيت الحرج في محاولة لتلميع صورته هو، وكيانه، وجيشه، وحكومة حربه، وسياسته الإجرامية، وفي الوقت نفسه تشويه خصومه، ولوم المتظاهرين والمؤيدين للحق الفلسطيني، وتحميل المقاومة ذنب الضحايا من الطرفين.
في خطابه لم يلجأ الشيطان لمنطقة وسطى يقرب فيها وجهات النظر، بل اتجه إلى أقصى اليمين المتطرف، في سعي منه لتحقيق الصدمة للجمهور في أكبر عملية تنقيب دعائي، فكان لابد من أن يشد عوده بحلفائه متفاخرًا بالتفافهم حوله، وتصفيقهم له بعد كل تنهيدة.
زخرف القول
هل تذكر ذلك النوع من المسرحيات التلفزيونية التي تضع لك صوت ضحك الجماهير على أداء الممثلين؟ هي تخاطب اللاوعي داخلك لتخبرك أنه لا بد لك أن تضحك هنا.. بعد مرة تلو الأخرى ستجد نفسك تضحك لا إراديًّا، حتى لو لم يكن ما يقال أمامك مضحكًا، وهو المبدأ ذاته الذي تم اعتماده في قاعة الخطاب تلك، ولكن بدلاً من الضحك تم اعتماد التصفيق الذي زاد عن خمسين مرة خلال أقل من ساعة.
لقد تم رسم المشهد بعناية، قاعة تعج بالنواب والأثرياء والأغنياء والشخصيات الاعتبارية من علية القوم، والملابس الفاخرة والإضاءة السينمائية والأناقة والترتيب والنظام، لابد من الوقوف والاحترام والتصفيق والتبجيل كل وقت وحين، لابد من التقاط الصور التذكارية مع فخامته، وتهنئته على حكمته، والإطراء على إدارته، لابد من نقل الحدث على كل وسائل الإعلام، وترجمة الخطاب وتحليل مضمونه، والتعمق في رسائله، لابد من إحداث الصدمة للجمهور الإسرائيلي المحلي قبل العالمي.
إعادة ضبط المصنع
شكل الخطاب ومضمونه كان موفقًا في تحقيق رسائله كأحد أدوات التنقيب الدعائي الماكر، فالإخراج السينمائي المبهرج للحدث كان كفيلاً بتهميش ما سبقه من جرائم من أذهان العوام، وكأنك ضغطت لهم على زر (إعادة ضبط المصنع). أما محتوى الخطاب نفسه فقد أوقع النخب في جدل لا ينتهي رغم أنه يعج بالأكاذيب، وبذا يمكنك إضافة نقطة تفوق للاحتلال في هذا النوع من المعارك، ومن هنا يمكنك معرفة الجواب على سؤال: كيف ينجو الاحتلال بجرائمه كل مرة؟
أفعى وراء أفعى
أفعى وراء أفعى تمدها في الغي مدًّا، تمتشق المكر سلاحًا، وتنشر الأكاذيب تارة وترهب الجماهير تارة أخرى.. كذا هي حال الصهيونية العالمية مع شبه الدولة العبرية، في يوم اجتماع الأفاعي في حضرة كبيرهم الدّعي، لتأليب العالم للعدوان على غزة. تداعى الغرب الأبيض لنجدة الشمال المجرم ضد الجنوب الأسود وثلة من المطحونين أصحاب الأرض القدامى، في معادلة مركزها الأطفال والنساء والمحاصرين.. أما البقية، فاختاروا لهم مقعد المتفرجين!.

استشاري إعلام وتسويق رقمي
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
مصر :فساد من النوع الثقيل رئيس وعضو مجلس إدارة..لصوص المال العام
كشف مخالفات جسيمة في القطاع التجاري وكبار
المشتركين بكهرباء توزيع شمال القاهرة هذا ما اكدنا عليه في الأيام الماضية وتكرر ان هذا منهج وطريق جميع القطاعات التجارية وكبار المشتركين بكافة شركات الكهرباء التسع في السابق كانت كهرباء جنوب القاهرة والان تظهر مخالفات أكبر بكهرباء شمال القاهرة
بالتلاعب في الحسابات الإجمالية وتحميل مشتركين ” كبار ” مديونيات غير مستحقة..
مخالفات جسيمة في البيانات التجارية وتحميل كبار مشتركين وجهات حكومية مديونيات غير مستحقة عليهم .. ومخالفات جسيمة في قطاع كبار المشتركين ومخالفات وتلاعب في الحسابات الإجمالية
الأمر الذي جعل المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر اصدار قرار بإحالة قيادي بارز في قطاعات الشئون التجارية وكبار المشتركين ليتم تعيينة عضو مجلس إدارة بكهرباء توزيع البحيرة في نفس الوقت
بالرغم من تلك المخالفات الجسمية التي تفوق مخالفات كهرباء جنوب القاهرة الا انه منذ ايام قرر رئيس الشركة القابضة للكهرباء تعيين عزت ابراهيم رئيس قطاعات الشئون التجارية بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء بعضوية مجلس إدارة شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء ليكافئة علي دورة في هذا الفساد الثقيل؟؟؟
والسؤال لماذا لم يتم تحويل الملف الي النيابة العامة واين دور الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء الجديد من هذا الفساد لماذا لم يتحرك حتي وقتنا الحالي… هل لجان التحقيق بالشركة القابضة بقيادة مستشار دسوقي قادرة علي رجوع المستحقات المالية والمحاسبة بالطبع لا فهي من تساند الفساد وتأخذ تلك الإجراءات الاحترازية لحفظ ماء الوجه
فالمحاسبة والمساءلة مشلولة عمليا وفي غرفة العناية الفائقة بسبب نواب وأجهزة رقابية جعلوا دورهم الرقابي معطلا او يمارسونه بعكس المفروض، وجعلوه وعاءً فارغاً ليس الا… وهو الامر الذي يثير قدرا لايستهان به من علامات الاستفهام والتعجب حول هذا الحجم الكبير من العبث من رئيس القابضة لكهرباء مصر دسوقي ونوابه ومستشاريه، بشأن تعاطيهم الكاريكاتوري مع تقارير تلو تقارير تكشف عن تجاوزات وقضايا فساد، ويزيد الامر سوءا غياب الدور الرقابية تماما الفاعل في مواجهة الفساد وحساب المسؤولين عنه، وتحميل الوزارة للشعب نتائج فسادها برفع الدعم عن أسعار الكهرباء .. فى المقابل فاتورة الرواتب التى تدفعها الشركة لعدد من قيادات ومسؤليين بالشركة القابضة لكهرباء مصر فضلا ان الشركة تكدست بعدد هائل من المستشارين والأعضاء المتفرغين الذين تعدوا ارذل العمر ولا يفعلون اي شيء
ويظل جابر دسوقي على مقعده مهما يتغير الوزراء، متمكن بحرفية عالية أن يتربع على عرش وزارة الكهرباء على مدار خمس حكومات متعاقبة بداية من حكومة الاخوان عام 2012، وحتي الآن ومهما كثرت مشاكل القطاع الفنى أو قلت، يظل دائما قادرا على البقاء فى مكانه يشتعل الجميع من حوله غضبا بتزايد أزمات انقطاع الكهرباء، ويظل هو هادئ الطبع لا يلتفت إلى ما يقال عنه أيا ما كان،الجميع يعتبره هو الرجل الأول في وزارة الكهرباء والحاكم الفعلي بالرغم من تطارده تهم الفساد بالشركة القابضه والشركات التابعة لها من إنتاج ونقل وتوزيع الا انه الرجل القوي بالوزارة….
فأصبح تماسيح وعفاريت العدالة والتنمية تنهب المال العام بشتى الوسائل والطرق…
واصبح الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء الجديد يواجه “عفاريت” و”تماسيح” خياله ويتغاضى عن ناهبي المال العام