مثلث القسام.. وغضب ألمانيا

بقلم: أسامة السويسي

| 18 يوليو, 2024

بقلم: أسامة السويسي

| 18 يوليو, 2024

مثلث القسام.. وغضب ألمانيا

مازالت ألمانيا تكشف عن وجهها العنصري القبيح، من خلال التعامل بمعايير مزدوجة، وتحيُّز سافر للكيان الصهيوني، في حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة.

ليس في غزة مكان لم تُرَق الدماء فيه! ولا تكتفي ألمانيا بغض الطرف عن تلك الفظائع الوحشية، التي ترتكبها العصابة الصهيونية بقيادة “النتن ياهو”، ولم يقتصر الأمر على تقديم الدعم العسكري لها، لكنها تحاول وبشتى الطرق قمع كل ما يدعم فلسطين.. وآخر تلك المواقف دعوة مجلس النواب في برلين أن يقر مجلس الشيوخ القانون على المستوى الفدرالي لحظر المثلث الأحمر في جميع أنحاء البلاد، لأنه يمثل “تهديدا مباشرا للشعب”، ويجب “منع ظهوره للجمهور وضمان معاقبة من يستخدمه”.

والمثلث الأحمر المقصود هو الذي انتشر منذ اندلاع الحرب في غزة، والذي تستخدمه كتائب القسام في الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها لاستهداف جنود ودبابات إسرائيلية داخل قطاع غزة.. أصبح محظورا في ألمانيا بعد تصويت مجلس النواب الألماني.

ورأى المشرّع الألماني أن المثلث الأحمر أصبح علامة تدل على معاداة السامية، لذا صوت مجلس النواب الألماني لحظر استخدام المثلث الأحمر في المظاهرات، وفي الأماكن العامة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ألمانيا التي تحاول منذ عقود التكفير عن محرقة “الهولوكوست”، التي ارتكبتها في عهد النازية، تتخذ موقفا ينحاز بكل وقاحة للجانب الصهيوني، لدرجة جعلتها أكثر عنصرية من الولايات المتحدة الأمريكية (الراعي الرئيس للكيان الصهيوني)، وعلى أرض الواقع تتخذ مواقف أكثر تشددا من بقية الحلفاء كبريطانيا وفرنسا وكندا واليابان.

فلا تتعجب إذا شاهدت هذا الدعم الشامل من الحكومة الألمانية الحالية لإسرائيل، حتى إنها تضامنت معها أمام محكمة العدل الدولية، في الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا متَّهِمةً الكيان الإسرائيلي بارتكابه جرائم إبادة جماعية، في عدوانه المستمر على غزة منذ ثلاثة أشهر.. ولا تندهش إذ ترى المستشار الألماني أولاف شولتس يرفض أي وقف “فوري” لإطلاق النار في قطاع غزة، مبررا ذلك بأنه يعني في نهاية المطاف أن إسرائيل ستدع حماس تمتلك صواريخ جديدة.

ببساطة شديدة، ألمانيا الجديدة (العنصرية) لا تختلف كثيرا عن ألمانيا القديمة (النازية).. لذا فهي تقف دائما في صف الأشرار، وتدعم كل ما هو عنصري متحيز.

1 تعليق

  1. احمد ابوجناح

    استاذنا الفاضل نعلم جميعا أن الغرب جميعا ضد الإسلام من قديم الازمنه وان مجتمعاتهم لا يقبلون اليهود داخل مجتمعهم وكلنا نعرف ما دار من قبل بريطانيا وألمانيا وكل مجتمعاتهم تجاه اليهود ووعد بلفورد واختيارهم لفلسطين كمستوطن لليهود
    السؤال هنا فين احنا كعرب من كل هذا الحل الوحيد هو وحدتنا كعرب ضد الصهاينة واليهود
    نسال الله العظيم ان يوحد صفوف العرب وينزع الفل والحقد من قلوبنا تجاه بعضنا البعض

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران

واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران

تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...

قراءة المزيد
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم

الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم

عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...

قراءة المزيد
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة

ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة

من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...

قراءة المزيد
Loading...