اللوبي الصهيوني في أمريكا
بقلم: أسامة السويسي
| 19 سبتمبر, 2024
مقالات مشابهة
-
خرافة اسمها الحب!
من البديهيات أن المشاعر جزء أصيل لدى الإنسان.....
-
الشكر.. دوامٌ للنعم في الدنيا وفوزٌ في الآخرة
أنعم الله تعالى وتفضّل على عباده بالكثير من...
-
الترامبية المتجددة وأمْوَلَة نظام الحكم في الولايات المتحدة
منذ أن بلور حكماء الإغريق قديما فكرةَ...
-
السياسة الخارجية المتوقعة لإدارة ترامب.. تداعياتها على الشرق الأوسط
خلال حملته لاستعادة رئاسة الولايات المتحدة، قال...
-
ترامب وهاريس.. وجهان لعملة واحدة
نجح دونالد ترامب.. فاز مرشح الحزب الجمهوري...
-
السؤال الكوني وعجز الغرب الفلسفي
كمدخل فلسفي مبسط، يعود السؤال هنا على الفرد...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 19 سبتمبر, 2024
اللوبي الصهيوني في أمريكا
لا يمكن أن تمارس الولايات المتحدة الأمريكية دور المحايد في أي قضية تخص الكيان الصهيوني، ولا تصدق أنها ستكون يوما ما ضد مصالح الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية العربية.
وليس هناك ذرة شك في التحيز السافر والواضح من جانب القيادة الأمريكية لكل ما يدعم إسرائيل، مهما اختلفت الأسماء وتغيرت الأحزاب الحاكمة بين جمهوري وديمقراطي، فكلهم مجرد أدوات يتحكم فيها الكيان الصهيوني، بغض النظر عن الأسماء الموجودة في سدة القيادة للكيان.
فالموضوع- باختصار شديد- يخضع في المقام الأول والأخير لتوجيه جماعات الضغط الصهيونية (اللوبي الصهيوني)، التي تعد واحدة من أقوى جماعات الضغط وأكثرها نفوذًا في السياسة الأمريكية. ولجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية (إيباك)، تعد من أهم جماعات الضغط، ومهمتها- كما يدل اسمها- الضغط على المشرعـين الأمريكيين؛ لتأييد الدولة الصهيونية، ويتم ذلك بعـدة سبل، من بينها تجميع الطاقات المختلفة للجمعيات اليهودية والصهيونية، وتوجيه حركتها في اتجاه سياسات وأهداف محددة عادةً تخدم إسرائيل.
كما أن اللوبي يسعى أيضاً لتحويل قوة الأثرياء من أعضاء الجماعات اليهودية، وخصوصاً القادرين على تمويل الحملات الانتخابية، وأعضاء الجماعات اليهودية على وجه العموم إلى أداة ضغط على صناع القرار في الولايات المتحدة، فيلوّح بالمساعدات والأصوات التي يمكن أن يحصل المرشح عليها إن هو ساند الدولة الصهيونية، والتي سيفقدها لا محالة إن لم يفعل.
واللوبي الصهيوني، بالمعنى العام الشائع للكلمة، هو إطار تنظيمي عام يعمل داخله عدد من الجمعيات والتنظيمات والهيئات اليهودية والصهيونية التي تنسق فيما بينها، ومن أهمها: مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى، والمؤتمر اليهودي العالمي، واللجنة اليهودية الأمريكية، والمؤتمر اليهودي الأمريكي، والمجلس الاستشاري القومي لعلاقات الجماعة اليهودية.
وكل هذه المنظمات لديها ممثلون في واشنطن للتأثير على عملية صنع السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.. ورغم أن هذه المنظمات لديها أنشطة مختلفة ترتبط بالموضوعات الاجتماعية، فإنها أيضاً تعمل بشكل مباشر في الموضوعات التي ترضي إسرائيل، حيث تسعى إلى الضغط على الكونجرس من خلال إرسال الخطابات إلى أعضائه، وغير ذلك من أشكال الضغط.
وتتميَّز هذه الجمعيات والمنظمات بكثرة أعضائها، كما أن أجهزتها تتميَّز بوجود موظفين متميزين ومدربين على العمل في مجالات جماعات الضغط والتأثير.. وهي قادرة حالياً على تشجيع برامج سياسية واجتماعية غير مرتبطة دائماً بالبرنامج الصهيوني، كما أن فيها جماعات متخصصة وقادرة على معالجة مشاكل بعينها، وتنمية شبكات للاتصال.
وفي مجال الدعاية والتأثير على الرأي العام الأمريكي، فإن اللوبي الصهيوني بالمعنى المحدد للكلمة، وبالمعنى العام، نجح في جعله موالياً لإسرائيل بصورة عامة.. وهذا النجاح لا يرجع فقط إلى الدعاية المنظمة والمؤتمرات، وإنما يرجع أيضاً إلى قدرة اللوبي الصهيوني على عقد تحالفات دائمة مع جماعات المصالح الأخرى، مثل العمال والمرأة والمنظمات الدينية، وتلك التي تمثل الأقليات الأخرى، وجمعيات حقوق الإنسـان، واسـتخدام هذه الجماعات للتأثير على الرأي العام والكونجرس.
واللوبي الصهيوني لا يتكون من عناصر يهودية وحسب، وإنما يضم عناصر غير يهودية أيضاً، وهو يضم كل أصحاب المصالح الاقتصادية الذين يرون أن تفتيت العالم العربي والعالم الإسلامي يخدم مصالحهم، وأعضاء النخبة السياسية والعسكرية ممن يتبنون وجهة نظرهم.. كما يضم اللوبي الصهيوني كثيراً من الليبراليين ممن كانوا يدعون إلى اتخاذ سياسة ردع نشيطة ضد الاتحاد السوفييتي، وكثيراً من المحافظين الذين يرون في إسرائيل قاعدة للحضارة الغربية وقاعدة لمصالحها، كما يضم جماعات الأصوليين ممن يرون في دولة إسرائيل إحدى بشائر الخلاص.
لذا، لا تتعجب من العلاقة الأبوية التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.. وهذا يفسر لك الدعم الشامل والكامل للكيان الصهيوني من جانب القيادة الأمريكية.
ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
البنتاغون يتوقع اضطرابات كبيرة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض
تتزايد المخاوف في أوساط البنتاغون بشأن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُخشى أن يسعى لتنفيذ وعود انتخابية قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الجيش الأمريكي، الذي يُعرف بحياده السياسي. من بين هذه المخاوف، توجيه الجيش للعمل داخل الولايات المتحدة،...
اِجعل لكَ خبيئة!
خرج المسلمون يوماً لقتال الروم، فلما التقى الجيشان خرجَ فارس من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج له رجل ملثَّم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس آخر من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه الرجل الملثم نفسه من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس ثالث من...
خرافة اسمها الحب!
من البديهيات أن المشاعر جزء أصيل لدى الإنسان.. البعض قسمها إلى مشاعر إيجابية: كالحب، والسعادة، والرضا؛ وأخرى سلبية: مثل الغضب، والاشمئزاز، والخوف. غير أن علم النفس ذهب ليؤكد أن كل المشاعر لها جانبان، واحد سلبي وآخر إيجابي؛ فالغضب -مثلاً- يعد أحد أسوأ المشاعر الإنسانية...
0 تعليق