
حين رحل السنوار.. البطل صاحب الأريكة
بقلم: شيرين عرفة
| 21 أكتوبر, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: شيرين عرفة
| 21 أكتوبر, 2024
حين رحل السنوار.. البطل صاحب الأريكة
في السادس من يونيو/ حزيران عام 2021 نشرت “هآرتس” العبرية تقريرا بعنوان: “ابتسامة السنوار تقول كل شيء”، سلطت فيه الصحيفة الإسرائيلية الضوء على مشهد قائد حركة حماس “يحيى السنوار”، وهو يجلس على أريكة فوق ركام منزله المدمر، والرسالة التي تضمنتها.
كتبت الصحيفة: “على الرغم من اعتراض غالبية صواريخ غزة واستهداف حماس، فإن صورة السنوار وهو يبتسم ستظل مقابل تلك الإنجازات”. وأضافت: “إن صورته هذه توجه رسالة واضحة وبصوت عالٍ، مفادها أننا ما دمنا جالسين فوق أرض غزة فمعناه أن إسرائيل لم تهزمنا على الإطلاق، وهناك جولة أخرى بالتأكيد، تعقبها جولات”.
وقد جاءت صورة السنوار الأيقونية تلك، والتي اعتبرتها صحيفة عبرية سببا في إطفاء نشوة الإسرائيليين بما أحرزوه في تلك الحرب من انتصارات، بعد أن نفذت إسرائيل عملية هجوم صاروخي بالطيران على قطاع غزة، في 10 مايو/ أيَّار من عام 2021، وأطلقت عليها اسم عملية “حارس الأسوار”، بينما أسمتها المقاومة الفلسطينية معركة “سيف القدس”. وقد اندلعت مواجهاتها كنتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على مدينة القدس، وانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى الشريف.
فقد حذرت حركة حماس آنذاك الجيش الإسرائيلي بأن لديه ساعة للخروج من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، وإلَّا ستندلع الحرب.. ومع انتهاء المهلة في تمام الساعة السادسة مساءً بدأت المقاومة الفلسطينيّة بإطلاق الصواريخ، على شكل رشقات صاروخية مكثفة على المدن المحتلة، فنفذت القوات الجوية الإسرائيلية على إثرها قصفًا وحشيًّا على قطاع غزة، وقُتِل أكثر من 200 فلسطيني، كما قُتِل أكثر من 13 إسرائيليًّا في الحرب التي انتهت بهدنة في 21 مايو/ أيّار من عام 2021م.
ولم يمر سوى عامين وحسب على تلك الصورة المذهلة لقائد حماس، حتى شهدت الدنيا أقوى عملية كوماندوز مسجلة في العصر الحديث، وأكبر هجوم عسكري شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، وقد رآه محللون أثقل هزيمة استراتيجية تلقتها دولة الاحتلال منذ نشأتها، تمثلت في عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وقد شملت هجومًا بريًّا وبحريًّا وجويًّا، وتسللًا للمقاومين إلى غلاف غزة، ومهاجمة عدة مستوطنات.
وبعد كسر هيبة الجيش الإسرائيلي، الذي يزعم أنه الأقوى في المنطقة، ولمحاولة استعادة قوة الردع الذي انهار، وللتغطية على المشاهد الأسطورية لنجاح المقاومة في التسلل وأسر ما يزيد عن مئتي أسير، جاءت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي الأطول والأكثر عنفًا وإجرامًا ووحشية في تاريخ إسرائيل، والمتواصلة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، متجاوزة بذلك الـعام، ووُصفت بأنها الأكثر تدميرًا وسفكًا للدماء في تاريخ فلسطين والمنطقة.
هذه الحرب سبقتها من قبل 6 حروب أخرى أشعلتها إسرائيل منذ إعلانها في عام 2005 الانسحاب من القطاع؛ خمسة منها قادها نتنياهو، لكن يبدو أن الحرب الحالية ستكون هي المشهد قبل الأخير في قصة تحرير فلسطين.. وكسائر حروب قطاع غزة السابقة، كان السبب الأول لها هو انتهاكات إسرائيل بحق المسجد الأقصى، ورغبة حماس في الدفاع عن المقدسات.
وعلى الرغم من الدعم التاريخي الذي حظيت به دولة الكيان، حين أعلن تحالف من أكبر وأقوى دول العالم، تتزعمه أمريكا، انضمامه إلى حرب موجهة ضد ميليشيا عسكرية تعدادها بالآلاف، ومتواجدة داخل رقعة جغرافية صغيرة للغاية، ومكشوفة ومحاصرة منذ سنوات، ومشاركتهم بالسلاح، والدعم الاستخباراتي واللوجيستي، والتمويل اللامحدود، وكذلك بالقوات. كما تتواطأ معهم وتساندهم كافة الحكومات العميلة لدول الإخوة في محيطها والجوار، ويُضاف إلى ذلك صمت عالمي وتخاذل مشين، في حرب بدت وكأن كوكب الأرض قد اجتمع بأكمله فيها على قتال حماس.
ومع هذا شاهدنا بأعيننا بطولات للمقاومة الفلسطينية، يعجز العقل عن استيعابها، ولو رُويت لنا في كتب التاريخ ما صدقناها، مع ثبات وشجاعة لكامل سكان القطاع.. ملحمة تُكتب بماء الذهب، وعنوانها الأبرز هو الإيمان والتسليم بقضاء الله، في مشاهد كانت تُبث يوميًّا، فتنوعت ردود الفعل الشعبية تجاهها ما بين غضب، وحزن على أناس تعرضوا لظلم وصل إلى أقصى مداه، وبين إعجاب وانبهار بهذا اليقين والتمسك بالأرض، الذي جعل الـ2.2 مليون فلسطيني، هم سكان القطاع، يتحملون المذابح الوحشية والقتل والقصف والحرق طوال عام كامل، وعلى مدار الساعة، على ألا يتركوا أرضهم، ولم يقبلوا الهجرة منها إلى أي مكان آخر يحظون فيه بالأمان، وقد نتج عن هذا التعاطف أوسع موجة عالمية لاعتناق دين الإسلام.
وقد توقف العالم مؤخرًا أمام مشهد أيقوني، ستحتاج هوليود- عقب التخلص من القبضة الصهيونية عليها- أن تصنع أفلاما سينمائية وأعمالا وثائقية ترصد فيها تلك الأحداث.. حيث أعلنت حكومة الاحتلال عن تمكنها من قتل الرأس المدبر لعملية طوفان الأقصى، الأسير المحرر “يحيى السنوار”، واضطرت إسرائيل للاعتراف بأن عملية القتل تمت بمحض الصدفة، ولم تكن نتيجة عمل استخباراتي أو بحث أو استهداف، بل نتجت عن اشتباك بين وحدة مقاتلة، ومجموعة مقاومين، في مدينة رفح بحي تل السلطان.
فقد اشتبهوا بشأن المقاتل الذي تم قتله، ووجدوا فيه ملامح تشبه ملامح السنوار، فعادوا إليه، وأثبتت التحليلات المخبرية أنه بالفعل هو المطلوب الأول لإسرائيل وأمريكا، وأحد أعظم قادة حماس. وقبل أن تتمكن الرقابة العسكرية من حظر النشر على تلك الأخبار، وإعادة إنتاج الرواية التي سيتم تقديمها للعالم والإعلام، تسربت الصور الأولى لجثمان الشهيد، وتناقل الجميع الرواية الحقيقة لكيفية ارتقائه، وعرفت الدنيا الساعات الأخيرة من حياة هذا البطل المغوار.
نشرت إسرائيل المشاهد الأخيرة له، حين احتمى داخل منزل، وظل يقاتل القوة الإسرائيلية التي هاجمته، حتى آخر نفس يحمله في صدره، وآخر قطرة دم في جسده، وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال نقلا عن الوحدة العسكرية التي فوجئت بأنها هي التي قتلت السنوار، بأنه ظل يواجههم بسلاحه حتى فرغت ذخيرته، ثم ألقى عليهم قبل مقتله بدقائق قنابل يدوية، فأصاب عددا منهم.
وأظهر مقطع الفيديو- الذي التقطته طائرة مسيرة أرسلوها لترصد من بداخل المبنى- السنوار وهو يجلس فوق أريكة، مُلثما بكوفيته، وقدمه مصابة، وذراعه اليمنى مهشمة، واضطر لأن يربطها من أعلى بسلك كهربائي، كي يخفف نزيف الدماء، وحين اقتربت منه المسيرة، تناول عصاه فألقاها عليها، فإذ هي تلقف ما يأفك الأعداء، وانهارت بمقتله كل روايات البروباجندا الصهيونية عن اختباء السنوار بين الأنفاق، أو احتمائه بالرهائن، أو القصة الساذجة عن هروبه مع النازحين، بعد تنكره في ملابس النساء.
لقد رآه العالم كله وهو يقود معاركه بنفسه، ويقاتل في الصفوف الأمامية، رغم أنه قائد ومن حقه الحفاظ على حياته بعيدا عن صفوف القتال، بل ويُقتل مرتديا جعبته العسكرية، وسلاحه في يده، ويلف حول رقبته الشال الفلسطيني، وقد أُثخن جسده بالجراح، فاضطر العدو من أجل الوصول إليه أن يهدم المنزل فوقه بقذيفة دبابة، ثم أطلق على رأسه النيران، فكانت تلك هي الرصاصة التي خرجت بها روحه الطاهرة، وفقا لتقرير الطب الشرعي في الكيان الصهيوني، والذي تولت نشره صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
اتضح للعالم أن السنوار ظل يقاتل أعداءه حتى الرمق الأخير!. لم يتراجع، ولم يتوقف لحظة واحدة، لم يهرب، لم يُظهر خوفا أو ترددا أو خوارا.. خاتمة لو أراد السنوار أن يصيغها بنفسه، أو يستعين بأعظم روائي في العالم لكتابتها، لم تكن بتلك الروعة والإبهار، ولم لا وقد كتبها له الله؟! رواية سيخلدها التاريخ وتحفظها عن ظهر قلب عقول الناس وذاكرتهم.
وغدا سيوضع اسمه بجانب أبطال الإسلام العظماء كخالد بن الوليد، وجعفر بن أبي طالب، وصلاح الدين الأيوبي، وطارق بن زياد.. وسيستبدل العرب وصفهم للشجاعة، فيقولوا “بطل سنوار” بدل “بطل مغوار”، وسيضربون الأمثال به في الشجاعة والقوة، وستكون عصاه رمزًا للعزيمة، وأريكته أريكة الأحرار، وسيكتب التاريخ أنه قد صدق اللهَ حين طلب الشهادة، فصدقه الله، وارتقى شهيدا مقبلا غير مدبر.
لقد اعتبر قتل إسرائيل له بالصواريخ أو الـ”إف 16″ أعظمَ هدية، وقال نصا: “لا أريد أن أموت فطيسة، سواء بالكورونا أو بحادث طرق أو جلطة أو سكتة أو شغلة مما يموت بها الناس”.
هذا هو القائد المجاهد، الذي دعا بأعظم دعاء نطق به مقاوم، حين قال: “اللهم اكسر بنا شوكتهم، اللهم نَكِّس بنا رايتهم، اللهم أَذِلّ بنا قادتهم، اللهم حطّم بنا هيبتهم، اللهم أزل بنا دولتهم”.. فلقي ربه، وقد استجيبت دعوته، ولم يبق منها سوى زوال الاحتلال.

كاتبة صحفية وباحثة سياسية
15 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
أحسنتِ وجزاكِ الله خير الجزاء وأوفاه على ما خطته يداك وعلى ما رزقك من اختيار للكلمات لوصف ما تعجز كتابات العالم كله على وصفه..
نسأل الله أن يكتب أجرك وينالك من نصيب الجهاد في سبيله بقلمك وكلماتك الحرّة هذه.🫡🇵🇸✌🏻
مقال أكثر من رائع وأكثر من مبدع هذا أقل ما يوصف به المقال وفيت فيه حق السنوار رحمه الله
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك, مقالة نارية متدفقة و جميلة, جعلها الله في ميزان حسناتك
عظيمة ياشيرين سلمت اناملك
الله ينصر المقاومين وينتقم من الصهاينة يارب
لقد قلت كل ما دار بالخلد ولم نتمكن من صياغته
قليل أوتي زمام الكلم وانت منهم
مقال أكثر من رائع 👏👏👏،
أعجبني ،
بدايةً من العنوان العبقري ،
مروراً بالمحتوى ،
وإنتهاءً بدعاء السنوار رحمه الله الأخير.
من مزايا المقال احتوائه على تفاصيل أكثر عن ملحمته الأخيرة.
أبهرتني عبارة : بطل سنوار بدل بطل مغوار ،
وأن عصاه ستكون رمزاً للعزيمة ،
وأريكته أريكة الأحرار.
ملاحظتي:
كنت أتمنى على الكاتبة الواعدة شيرين عرفة أن لا تصف الهجوم الكاسح يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ بأنه تسلّل( فلقد كرّرت ذلك مرّتين)،
بل كان عنفواناً يحمل كل أنواع الضجيج.
كان سيكون أفضل لو ربطت الكاتبة بين أريكة ٢٠٢١ التي ذكرتها الجريدة الإسرائيلية وبين الأريكة التي احتضنت السنوار في لحظاته الأخيرة ،
فبين الأريكتين كان الرعب الفلسطيني الذي يقضّ مضاجع المحتلّين .
سلمت يمينك ابنتي العزيزة ..زادك الله فهما ورفعة في الدنيا والاخرة
ام البنات
مقال رائع.. مميزه كالعادة
دمت ودام قلمك يصدح بالحق
جزاك ربي الجنة ونعيمها. على هذا المقال القمة في الروعة عن سيد شهداء هذا العصر. بل كل الشهداء في غزة وفلسطين وكل بلاد المسلمين الذين يقاومون الكفرة والمجرمين
هم سادتنا وتيجان فوق رؤوسنا. اللهم نصرك لأهل الحق. وانتقم يارب من أهل الباطل ومن عاونهم
جزاكم الله خيرا ونفعنا الله بما تكتبون وأثابكم عليه خيرا كثيرا وجعله في ميزان حسناتكم
الحمد لله الذي وهبكم قلما تملكون ناصية الكلمة ومفاتيح اللغة، ولق سطرتم ما تعجز عنه ألسنتنا وعبرتم عما يجيش في صدورنا
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون لكم اجر الجهاد بالكلمة الحرة وان يتقبل الله عملكم وان يكون خالصا لوجهه ااكريم سبحانه
جزاكم الله خيرا ونفعنا الله بما تكتبون وأثابكم عليه خيرا كثيرا وجعله في ميزان حسناتكم
الحمد لله الذي وهبكم قلما تملكون به ناصية الكلمة ومفاتيح اللغة، ولقد سطرتم ما تعجز عنه ألسنتنا وعبرتم عما يجيش في صدورنا
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون لكم اجر الجهاد بالكلمة الحرة وان يتقبل الله عملكم وان يكون خالصا لوجهه ااكريم
لافض فوك ولاعاش شانئوك ولابر من يجفوك ولاعدمك محبوك ولاعاش حاسدوك.
مقال رائع ، يجمع بين الكلمة و الميدان ، كأننا نعيش اللحظة الذي عاشها القائد البطل المغوار ،
صورة حية . .
تقبله الله و عوضنا عنه ..
مقال أكثر من رائع أدبياً وسياسياً ولغوياً وترتيب للموضوع بصورة اكثر من رائعة سلمت يداك وتقبل الله منك جهاد الكلمة التي هي أحوج ما نحتاجه هذه الأيام التي خرست فيه كثير من الألسنة والأقلام