هل ستعود البشرية إلى السيوف والرماح؟

بقلم: د. جاسم الجزاع

| 21 يوليو, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: د. جاسم الجزاع

| 21 يوليو, 2024

هل ستعود البشرية إلى السيوف والرماح؟

في صباح الجمعة الماضي استيقظ العالم على خبر الخلل التكنولوجي العالمي المفاجئ، الذي أدى إلى توقف رحلات جوية، وتوقُّف بنوك عن العمل، وتوقف وسائل إعلام عن البث، في اضطراب هائل أثر على الشركات والخدمات في جميع أنحاء العالم.

أثار ذلك حفيظتي، وكتبت تغريدة في منصة تويتر سابقا، إكس حاليا، فيها “الهجمات السيبرانية التي عطلت العالم الآن، وسببت شللاً عالمياً في المطارات والبنوك وغيرها، تجعلنا نفكر في مدى ديمومة هذه الثورة الرقمية، ومدى ارتباط ذلك باحتمالية عودة الحياة على الأرض إلى سابق عهدها ما قبل الثورة الرقمية أو حتى الصناعية”.. وأصبحت أتساءل عن مدى إمكانية اختفاء الثورة التكنولوجية المفاجئة في مسار التاريخ العام، وعودة البشرية إلى ماضيها وخيولها وسيوفها  .

ومن خلال استقراء النصوص عن آخر الزمان، نجد أن الرسول ﷺ يذكر أسلحة  كانت موجودة في زمانه ﷺ، من سيوف ورماح ونبال وخيول وغيرها، وأن هذه الأسلحة نفسها ستكون في آخر الزمان، وسيستعملها المسلمون في حروبهم مع أعدائهم. وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تؤكد هذا المعنى.

لكن أين ستذهب الترسانات العسكرية التكنولوجية الرقمية الحديثة؟! إذًا لابد من حدوث أمرٍ ما يؤدي إلى تدمير هذه الحضارات الحديثة، وكل مظاهر تقدمها العسكري والتكنولوجي، مثلما حدث مع كل الحضارات القديمة، التي وصلت إلى مرحلة من التقدم، وكان مآلها في النهاية إلى الاندثار، وعادت البشرية إلى البدايات الأولى.

ففي رواية أم سلمة رضي الله عنها، أنها سمعت النبي ﷺ يقول: “سيكون بعدي خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب”. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: “منعت العراقُ درهمَها وقَفِيزَها- مكيال أهل العراق-، ومنعت الشام مُدْيَها ودينارَها، ومنعت مصرُ إرْدَبها ودِينارَها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم. شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه”.

 وهناك بعض الآراء في أن هذه الحضارة ستدمر نفسها بنفسها عن طريق الحروب النووية، وقد تُدمَّر عن طريق الزلازل والبراكين، أو عن طريق الاحتباس الحراري، أو المجاعات والأوبئة، وقد يحدث نضوب في البترول والغاز الطبيعي الذي تُدار به هذه الآلات، فتتوقف وتندثر، أو عن طريق ما رأيناه من شلل تام عالمي في شبكات البنية التحتية الرقمية.. يقول ألبرت أينشتاين: “أنا لا أعرف ما هي الأسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة”.

مع كل هذه المعطيات، الأمر يستدعي من المعنيين في العالم مزيدا من البحث والدراسة، ليعرفوا أين يضعوا أقدامهم في مستقبل مجهول. ولعل الرجوع إلى الآيات القرآنية، وإلى سنته ﷺ، وما ترك لنا من أخبار، يكون لنا ملاذًا من الفتن، ومَرجعية في رسم خريطة المستقبل واستشراف أحداثه.

د. جاسم الجزاع

أكاديمي كويتي

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
سوريا وثورة نصف قرن

سوريا وثورة نصف قرن

سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...

قراءة المزيد
Loading...