
استفتاء على فلسطين
بقلم: سامي كمال الدين
| 2 يناير, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: سامي كمال الدين
| 2 يناير, 2024
استفتاء على فلسطين
تاريخ العلاقة مع إسرائيل
لا يقاس عمر الدول بالأيام ولا بالساعات، لكنه يقاس بمراحل نمو الأمم وتطورها أو تأخرها، بعصور النور أو حتى عصور الظلام فيها.. لذا ظلت قضية فلسطين قضيةَ العرب جميعا – ومن ضمنهم المملكة العربية السعودية- ردحا طويلا من الزمن، ثم جاءت حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وشاركت السعودية فيها بالدعم وحرب البترول.
تأثير الحروب والدعم الأمريكي
وبعد اتفاقية السلام عام ١٩٧٩، خالفت مواقف الدول العربية – ومنها المملكة- منحى الاتفاقية، ورأت هذه الدول أن الرئيس السادات وقّع الاتفاقية منفردا، وأنه خان قضية العرب، فلسطين.. ومع نمو إسرائيل والدعم الأمريكي اللامحدود لها بدأت السياسة العربية تتغير، ومن ثم بدأت الشعوب تتعامل بنمط مختلف، لكن إسرائيل ظلت بالنسبة للعرب من المحيط إلى الخليج هي العدو، لذا لم تدهشني نتائج الاستطلاع الذي قام به معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى على عينة من الشعب السعودي، في الفترة من ١٤ نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى ٦ كانون الأول/ ديسمبر، وعنوانه الحرب بين إسرائيل وحماس؛ حيث اتفق ٩١٪ من السعوديين على أن هذه الحرب في غزة تعد انتصارا للفلسطينيين والعرب والمسلمين، “على الرغم من الدمار والخسائر في الأرواح”، وفي سؤال حول دور العالم العربي، قال ٩٦٪ “يجب على الدول العربية أن تقطع فورا جميع الاتصالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وأي اتصالات أخرى مع إسرائيل، احتجاجا على عملها العسكري في غزة”.
مواقف السعوديين تجاه النزاع الفلسطيني
من المعروف أن حركة حماس ليست لديها الشعبية الكبيرة داخل المملكة العربية السعودية كما لها خارجها، لكن الغريب أن ١٦٪ فقط من السعوديين قالوا إنه يجب على حركة حماس التوقف عن الدعوة إلى تدمير إسرائيل والموافقة على حل الدولتين، وأن ٩٦٪ عندما سئلوا: هل قتلت حماس مدنيين في طوفان الأقصى يوم ٧ أكتوبر؟ أجابوا بـ “لا”.
لا أستطيع الجزم بأن استطلاعات الرأي حاسمة تماما، صحيح أن هناك تزايدا لشعبية حماس داخل المملكة في الفترة الحالية، لكنها لم تصل إلى الحد الذي أظهره استطلاع الرأي الذي أجري عام ٢٠١٤، حيث كانت شعبية حماس وقتذاك أعلى مما هي عليه الآن داخل المملكة. أما عن نظرة المواطن السعودي إلى دعاية إسرائيل بشأن (الجيش الذي لا يقهر) وقدرتها على تحقيق الغلبة، فقد أظهر استطلاع معهد واشنطن ضَعف هذه الدعاية، حيث أقر ٨٧٪ من المشاركين بأن ما حدث في غزة مؤخرا يكشف أن إسرائيل دولة ضعيفة ومنقسمة من الداخل.. ولم يوافق سوى ٥٪ من السعوديين على إظهار المزيد من الاحترام لليهود على المستوى الشعبي.
الرؤى نحو السلام والتحولات الداخلية
أما بالنسبة للسلام مع إسرائيل، فقد أعلن ٧٥٪ من السعوديين -في الاستطلاع- عن تأييدهم للسلام، ودعم الدبلوماسية العربية في عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، وأكثر ما يقولون إنه حفزهم على ذلك هو تقديم الدعم الإنساني للسكان في غزة.. ومما أظهرته نتائج الاستطلاع أيضاً أن ٨٦٪ يرون أنه لا يوجد حل عسكري ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن هنا يجب التفاوض بين إسرائيل وفلسطين، و٨٨٪ أكدوا أن الإصلاح السياسي والاقتصادي الداخلي هو الأهم من أي قضية خارجية، وأنهم يجب أن يبتعدوا عن الحروب، وأن ٩٠٪ من السعوديين لديهم وجهة نظر سلبية تجاه حزب الله، وكذلك تجاه الحوثيين وإيران.
تحولات الرأي السعودي
في النهاية، هذا الاستطلاع شمل ألف سعودي عبر عينة وطنية تمثيلية، وهو لا يعبر تماما عن رأي كل الشعب السعودي، لكن الواضح أن هناك تغيرات عديدة تشهدها المملكة العربية، ليس من ضمنها محاربة الشعب الفلسطيني أو حصاره وتجويعه، حتى وإن كانت لها وجهة نظر سلبية مع حركة حماس أو مع الحركة الأم، جماعة الإخوان المسلمين، ليظل لمكة الرابط الروحي مع المسجد الأقصى وفلسطين، الذي من الصعب قطع وشائجه.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق