بعد 4 أشهر من الحرب، الجدول الزمني لنتنياهو عكس الذي على مكتب بايدن

بواسطة | مارس 2, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بواسطة | مارس 2, 2024

بعد 4 أشهر من الحرب، الجدول الزمني لنتنياهو عكس الذي على مكتب بايدن

الأهداف المتباينة للرئيس بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتكشف، بينما يحاول المفاوضون التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن

هذا الأسبوع تناول كلٌ من الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستقبل المعركة في غزة، حيث تحدثا بفارق يوم واحد فقط، ولكن بواقع بعيد تمامًا لكل منهما، بشكل يعكس التوتر الأساسي والتباين بين الرجلين بعد أكثر من أربعة أشهر من بدء القتال.

يعكس تفاوت الرؤى الخاصة بكل منهما تعارض الجداول الزمنية السياسية التي يعمل وفقها كلا الزعيمين؛ إذ لدى نتنياهو (المشهور باسم بيبي) مصلحة مُلحّة في استمرار الحرب ضد حماس، لتأجيل يوم المحاسبة والمساءلة لفشله في منع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول؛ وعلى النقيض من ذلك، لدى بايدن حافز قوي لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن لتخفيف الغضب في جناح اليسار داخل حزبه قبل حملة إعادة انتخابه التي تبدأ في الخريف، عندها سيكون في حاجة إلى كل الدعم الذي يمكن الحصول عليه.

وفي الوقت نفسه، لدى كل منهما سبب في الاعتقاد بأنه قد يحصل على صفقة أفضل إذا خسر الآخر موقعه؛ حيث يدرك مستشارو بايدن أن حكومة نتنياهو قد تسقط ردًا على عملية طوفان الأقصى، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يفضل كسب بعض الوقت حتى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، مع توقع أن يفوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ويعود إلى البيت الأبيض.

قال فرانك لوينشتاين، المبعوث الأمريكي السابق خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما: “من الإنصاف تمامًا أن نقول إن بيبي وبايدن على جداول زمنية سياسية مختلفة في ما يتعلق بالحرب في غزة، وأعتقد أن هذا يمثل جزءًا ذا أهمية متزايدة من المعادلة”.

إذ إن الأهداف المتشعبة تتكشف هذا الأسبوع، بينما يحاول المفاوضون الوصول إلى اتفاقية لإطلاق سراح الأسرى قبل بداية شهر رمضان المبارك في شهر مارس/ آذار. قال بايدن منذ أيام إن محادثات بوساطة أمريكية كانت قريبة من التوصل إلى اتفاقية، وإنه يتوقع بدء هدنة بنهاية هذا الأسبوع. لكن ذلك يعتمد على موافقة نتنياهو على الدخول في مساومة مع حماس.

العلاقة بين الرجلين تعقدت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة؛ ففي حين أن بايدن ونتنياهو تعانقا في مطار تل أبيب عندما زار الرئيس الأمريكي إسرائيل بعد أيام من انطلاق عملية طوفان الأقصى، شاب التوتر مكالماتهم الهاتفية وتشاجرا حول العملية العسكرية الإسرائيلية، التي تسببت في قتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني من أهل غزة.

في مرحلة ما من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2023، اشتدت حدة المحادثة بينهما للغاية لدرجة أن بايدن قال إنه سئم وأغلق الهاتف، في حلقةٍ من هذا التوتر نشر عنها موقع Axios.

كان نتنياهو أكثر رغبة في تحدي بايدن علنًا، وهو موقف يسمح له بأن يقول إنه الشخص القادر على الصمود أمام الضغط الأمريكي في ما يتعلق بحل الدولتين للقضية الفلسطينية، ومن ثم يجب أن يبقى في منصبه، بغض النظر عن الفشل الذي قاد إلى عملية طوفان الأقصى.

قال ألون بينكاس، القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك: “كلما ابتعد نتنياهو عن 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تقل المساءلة والمسؤولية التي سيتحملها بحسب رأيه؛ ومع ابتعاد الوقت عن 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فإنه يقترب من 5 نوفمبر/ تشرين الثاني”، وهو موعد الانتخابات الأمريكية التي قد تعيد ترامب إلى السلطة. وأوضح: “لكن الأمر يذهب إلى ما هو أعمق من ذلك! أعتقد أن نتنياهو يسعى وراء مواجهة مباشرة مع بايدن، لأنها مفيدة لمصالحه السياسية.. إنه يحاول تغيير السردية”.

بيد أنها لعبة محفوفة بالمخاطر.. فقد اتضح بصورة أوضح من ذي قبل مدى اعتمادية إسرائيل – التي تعمل بشكل منفرد- على الولايات المتحدة، وليست اعتمادية على صعيد الذخيرة التي تستخدمها في الحرب ضد حماس وحسب، بل اعتمادية أيضًا في الدفاع عنها على الساحة الدولية، حيث استخدمت واشنطن حق الفيتو أكثر من مرة في التصويت على قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودعمت إسرائيل في محكمة العدل الدولية ضد الدعوات التي تنادي بانسحابها الأحادي من الضفة الغربية.

فضلاً عن ذلك، يقدم بايدن إلى نتنياهو شيئًا يريده الزعيم الإسرائيلي بشدة: وهو احتمالية التوصل إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، وهو ما سيكون تحولًا نموذجيًا للدولة اليهودية بعد 75 عامًا من الوجود في بيئة معادية، وسيكون نوعًا من الإنجاز التاريخي الذي يتمنى أي رئيس وزراء أن يضاف إلى إرثه.. يرى بايدن أن مثل هذا الإنجاز لا يمكن أن يتحقق إلا إذا انتهت الحرب، وطُرحت قضية وجود دولة فلسطينية على الطاولة.

وقد بدا أن بايدن يقدم نوعًا من التنازل لنتنياهو على هذا الصعيد خلال مقابلة في برنامج Late Night With Seth Meyers يوم الاثنين 26 فبراير/ شباط، حيث أوضح أنه لا يصر على “حل الدولتين على الفور، ولكن عملية تقود إلى حل الدولتين”. ومع ذلك لم يتضح ما إذا كان نتنياهو، الذي عارض هذا الحل طيلة مسيرته السياسية، يمكن أن يوافق حتى على هذه العملية.

يرى مسؤولو إدارة بايدن في الخلاف بين نتنياهو من جانب، وعائلات الأسرى وبعض أعضاء الحكومة والمحتجين في الشوارع من جانب آخر، طريقةً لإحداث شرخ بين نتنياهو وبقية حلفاء المصالح في مجلس الحرب. فترى وجهة النظر هذه أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي إما أن يقبل باتفاق تبادل الأسرى مقابل وقف إطلاق النار، أو أن يخسر الدعم الضروري الذي اعتمد عليه للتشبث بالسلطة.

ومن جانبه، لدى نتنياهو مصلحته الشخصية في فصل بايدن عن ائتلافه السياسي. قال لوينشتاين: “نتنياهو قد يستفيد حتى من إحداث شرخ بين بايدن والمجتمع الأمريكي العربي، عن طريق تهميشهم سياسيًا، بل وربما بهزيمة بايدن”.

قالت مارا رودمان، نائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط سابقًا تحت إدارة الرئيس الأسبق أوباما، إن نتنياهو “مدفوع تمامًا بنجاته السياسية الخاصة، وتجنب العقوبات القانونية أيضًا؛ وأظن أن نتنياهو قد يرى أن الاضطلاع بدور في إزاحة بايدن موقفٌ مربحٌ للجانبين، لكن ذلك يتعارض مع مصالح الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.

المصدر: نيويورك تايمز | Peter Baker and Isabel Kershner
تاريخ النشر: 27/02/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

أسلحة يوم القيامة

أسلحة يوم القيامة

بلغت وقاحة الكيان الصهيوني حدودا لا يمكن وصفها منذ إعلان حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، ولا يمر يوم إلا وتسمع وترى دليلا واضحا كالشمس على حقارة وبشاعة الكيان، وطريقة تعامله الحيوانية مع الآخرين. الأسبوع الماضي استوقفني تصريح خطير جدا، أدلى به يائير كاتس رئيس مجلس...

قراءة المزيد
السيسي والنسخة المُصغّرة منه في التشكيل الوزاري الجديد

السيسي والنسخة المُصغّرة منه في التشكيل الوزاري الجديد

في ظهيرة الجمعة 26 من مارس/ آذار انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بث مباشر، قام بنشره شاب صعيدي، أرسل من خلاله استغاثة، وهو على متن قطار مصري اصطدم بآخر، فسقط به من الضحايا العشرات. بدا الشاب بعيون زائغة، والغبار يلف وجهه وشعره، وهو يصرخ بشدة، قائلاً "الحقونا.....

قراءة المزيد
الحاقة ما الحاقة؟

الحاقة ما الحاقة؟

 سؤال لا يمكن للعقل البشري أن يجد إجابة عليه!. هكذا يسأل الله قارئ القرآن وكل من يسمع بدايات سورة الحاقة.. يعرض سبحانه في المرة الأولى كلمة الحاقة، وهي من أسماء يوم القيامة، يسأل عنها، ثم في المرة الثانية يؤكد سبحانه على عظم ومكانة هذا اليوم بقوله: "وما أدراك ما...

قراءة المزيد
Loading...