الضغوط الأمريكية
بقلم: أسامة السويسي
| 16 مايو, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 16 مايو, 2024
الضغوط الأمريكية
العبارة الأكثر استفزازاً لي منذ بداية معركة طوفان الأقصى هي قولهم “الضغوط الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية”.. عن أي ضغوط تتحدثون يا سادة؟ وهل فعلا تصدقون أنفسكم؟
الإدارة الأمريكية هي شريك رئيس في جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وهي الإدارة التي توفر له كل أنواع الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي، فالكيان الصهيوني هو من حصل على الدعم الأكبر من الولايات المتحدة الأمريكية على مر العصور، وهي التي تمنحه النصيب الأعظم من الأسلحة المتطورة التي يستخدمها جيشه في حرب الإبادة ضد العزل والأبرياء الفلسطينيين، وهي نفسها أمريكا التي تقف حجر عثرة ضد كل محاولات العالم لمحاسبة الكيان الصهيوني على تلك الجرائم، باستخدامها حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن، أو باستغلال نفوذها وحلفائها في المؤسسات والمنظمات الدولية للحيلولة دون إدانته.
وأتعجب كثيرا عندما أسمع هذا القول على لسان محلل عربي يرى أن هناك نوعا من الأمل في نجاح الضغوط الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية كي تتوقف عن سفك دماء الفلسطينيين، فالتاريخ يشهد على أن أمريكا تتعامل مع إسرائيل كالأم مع جنينها، وتخاف عليها أكثر من خوفها على نفسها.
إذاً، بماذا نفسر بعض التصريحات التي تخرج أحيانا على لسان صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وبينهم الرئيس العجوز جو بايدن، التي تتحدث عن تغيير في سياسة التعامل مع إسرائيل، أو عن خلافات مع الحكومة الإسرائيلية بقيادة “النتن ياهو”، أو التحفظ على العمليات العسكرية في قطاع غزة وانتقاد علني أحيانا للمدنيين.
التفسير الوحيد هو “التنفيس” لحالة الشحن والغضب الجماهيري التي تجتاح ربوع بلاد العم سام، وبلغت ذروتها مع انتفاضة طلاب الجامعات، إضافة إلى محاولة وضع بعض مساحيق التجميل على وجه أمريكا الذي انكشف، فاكتشف العالم بذلك زيف الصور التي كانت تُظهرها كراعية للديمقراطية وحرية الرأي وحقوق الإنسان.. وظهر للجميع دعمها الكامل غير المشروط لإرهاب العصابات الصهيونية.
فلا يمكن أن نصدق أن بايدن سيمارس أية ضغوط على عصابة “النتن ياهو”، وهو أول من زارهم بعد عملية طوفان الأقصى، وصدّق روايتهم الكاذبة عن قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء، ولم يعتذر عن كذب الرواية رغم اعتراف “البيت الأبيض” بعدم صحتها، وهو الذي استقل طائرة الرئاسة لتعبر المحيط إلى تل أبيب ليشارك في مجلس الحرب، مصطحبا وزيري دفاعه وخارجيته، وهو نفسه من طالب مجلس الشيوخ بإقرار قانون معاداة الصهيونية مثل معاداة السامية، وهو نفسه من قال “ليس شرطا أن تكون يهوديا لتصيح صهيونيا، وأنا صهيوني ولا أعتذر عن ذلك”.. وهو كذلك من استخدم سلطته في تمرير شحنات أسلحة إضافية للكيان الصهيوني دون موافقة مجلس الشيوخ.
منذ بداية حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة ونحن نسمع تصريحات على مدار الساعة من صناع القرار في أمريكا، لم نر لها وجوداً على أرض الواقع، بل إن بعضها الذي يظهر في مصلحة الأبرياء والمدنيين نجد عكسه في تصرفات جيش الاحتلال.
الأدهى من ذلك أن أنتوني بلينكن، وزير خارجية أمريكا، طار سريعا إلى أوكرانيا عقب عودة العمليات العسكرية الروسية، ليعلن مساندته ويطلق تصريحه الأكثر استفزازاً، والذي قال فيه: “يجب على روسيا أن تدفع ثمن الدمار الذي أحدثته في أوكرانيا بمخالفتها القانون الدولي”.
وبدورنا نسأل بلينكن: ومن الذي سيدفع ثمن الإجرام الذي أحدثته القنابل والصواريخ والمسيّرات والطائرات وكل أنواع الذخائر، التي قدمتها دولتكم لجيش الاحتلال ليسفك دماء آلاف الأطفال والنساء والمدنيين على مدار ما يقرب من ثمانية أشهر في قطاع غزة؟ وكيف تحدثنا عن القانون الدولي وأنتم أول من يقف حائلا دون تطبيقه على الكيان الصهيوني، سواء في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية أو حتى في محكمة العدل الدولية، التي أقرّت بضلوع إسرائيل في جريمة الإبادة الجماعية؟
ولكنني لا استغرب كل ما سبق، فلكم أن تتخيلوا أن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام يطلب منح إسرائيل قنابل نووية لضرب قطاع غزة.. أليست هذه قمة الإجرام والعنصرية؟!. ولو كانت هناك عدالة حقيقية فيجب محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية.
هذا هو الوجه الحقيقي لصناع القرار في ماما أمريكا.. حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ما هو صهيو-أمريكي وكل متصهين.
ناقد رياضي بقناة الكاس
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
إسرائيل ما هي إلا قاعده لأمريكا ودول الغرب المحتل في الشرق الأوسط وهي من اكبر القواعد في الشرق الأوسط التي تستهدف العرب والاسلام من جميع النواحي لتغيير القيم والمبادئ والعقيدة عند المسلمين لاضعافنا حتي لا تقوم للدوله الاسلاميه اي أقامه أخري لأنهم يخشون منذ العقود أقامه دوله اسلاميه واحده مره اخري ولا ننسي وعد بلفورد اللعين الذي كان من أهم أهدافه تفريق المسلمين بالحدود التي وضعوها وتفرقه المسلمين وهدم الدين والعقيدة دول الغرب وامريكا يخشون اتحاد العرب مره اخري وإسرائيل ماهي إلا لزعزه الاستقرار وزرع الفتن بيننا