دماء على ثوب الصحافة
بقلم: أسامة السويسي
| 29 ديسمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 29 ديسمبر, 2023
دماء على ثوب الصحافة
تفشي استهداف الصحفيين في يد جيش الاحتلال الصهيوني يكشف عن أسلوب فاسد يُضاف إلى سجل الجرائم الحرب، وهو موضوع سنتناوله في هذا المقال بتسليط الضوء على الجوانب الأخلاقية والقانونية لهذه الأفعال الهمجية.
فضيحة جديدة لجيش الاحتلال
استهداف الصحفيين ليس إلا تعبيرًا عن السلوك الدنيء لجيش الاحتلال الصهيوني، وجريمة جديدة تضاف لجرائم الحرب التي يرتكبها دون محاسبة، والمفارقة أنهم أكثر من يتحدثون عن الأخلاقيات.
كل العيون المحايدة تدرك حقيقة الكيان الصهيوني المحتل المغتصب، لكن الجديد في حرب الإبادة على غزة هو سقوط ورقة التوت وانكشاف عورات كل من يدعمه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي تعيش حالة من العزلة الدولية بعدما فقدت مصداقيتها، وتلاشت الصورة التي صرفت عليها الكثير، وسعت من خلالها لتقديم نفسها للعالم على أنها المدافع الأول عن الأخلاقيات.
مَن صوَّب رصاصات الغدر والخسة صوْب رأس الزميلة الشهيدة الراحلة شيرين أبوعاقلة، بينما كانت تقوم بعملها وهي ترتدي لباس الصحافة، ثم وجد أن العالم لم يحرك ساكنًا ولم يحاسب أي جندي صهيوني على تلك الجريمة التي تم ارتكابها بدم بارد؛ هذا لم يكن من الصعب عليه أن يُسقط القذائف المدمِّرة ويصوِّب المزيد من رصاص الغدر، ويسقط ما يزيد عن 90 صحفيًّا وصحفية منذ السابع من أكتوبر حتى كتابة هذه السطور، ولم تقتصر تلك الجرائم على الزملاء الصحفيين لكنها طالت أفراد أُسَرهم الأبرياء.
التفاقم الأخلاقي والقانوني وتحديات الصحفيين
وحسب القوانين الدولية الإنسانية، فإن الصحفيين لهم حصانة بوصفهم أشخاصا مدنيين، على أن هذه الحصانة ليست مطلقة، فالصحفي مشمول بالحماية ما دام لا يشارك بشكل مباشر في الأعمال العدائية. لكن الاحتلال لا يعترف بالقوانين ولا بالمواثيق والعهود، وقد اقترب عدد الشهداء المدنيين في غزة من 20 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء.
بجاحة الكيان الصهيوني في ارتكاب الجرائم لم تتوقف عند هذا الحد، لكنها بلغت درجة الاعتراف بها دون خوف من محاسبة، فمن أمن العقاب أساء الأدب.. فلك أن تتخيل أنهم اعترفوا بقتل ثلاثة من جنودهم من الأسرى، وأعلنوا أن التحقيقات قالت إن الثلاثة كانوا يرفعون الرايات البيضاء ولا يحملون أية أسلحة، حتى إن أحدهم كان يطلب النجدة باللغة العبرية، ومع هذا أطقلوا النار عليهم!. الأمر الذي يفسر للعالم كيف يتعاملون مع المدنيين أو حتى مع من يستسلم، فهم لا يعرفون لغة غير القتل مع سبق الإصرار وبكل وحشية.
الاستهداف الوحشي والتجاوزات الاحتلالية، وتأثيرها على الرأي العام
ارتفاع عدد شهداء الصحافة في غزة يكشف حقيقة فشل المحتل، الذي يحاول بشتى الطرق أن يخفي جرائمه البشعة التي يرتكبها ضد الأبرياء والتي يقوم أبطال الصحافة بكشفها، وقد كشفت تقاريرهم وصورهم حقيقة المجازر المرتكبة ضد الشعب الأعزل، وتسببت في انقلاب في حالة الرأي العام الشعبي في كل بقاع العالم.
الواضح والمؤكد أن جيش الاحتلال وحكومته فقدوا عقولهم في تلك الحرب بسبب كمية الإخفاقات التي تحدث، والانتصارات المدوية التي يحققها أبطال المقاومة الفلسطينية على الرغم من فارق الإمكانات والقدرات الرهيب في العتاد العسكري.. لكن التفوق يذهب لمن يدافع عن الحق مدفوعًا بعقيدة وإيمان راسخين.
ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
0 تعليق