أتى رمضان ونحن لم نأتِ!

بقلم: أدهم شرقاوي

| 16 مارس, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: أدهم شرقاوي

| 16 مارس, 2024

أتى رمضان ونحن لم نأتِ!

سُئلتْ العجوز الشمطاء “غولدا مائير” مرَّةً: ما أتعسُ يوم مرَّ عليكِ منذ قيام “الدولة”، وما أسعدُ يوم؟

فقالت: أتعس يوم مرَّ عليَّ هو يوم إحراق المسجد الأقصى، قلتُ إن المسلمين سيذبحوننا صبيحة اليوم التالي؛ وأسعد يوم مرَّ عليَّ هو صبيحة اليوم التالي عندما لم يفعلوا شيئاً!

كفى بالمرء عاراً أن يُخيِّب ظنَّ عدوّه به!

وعلى ما يبدو فإن التاريخ لا يكفّ عن تكرار نفسه! حكايات مكررة، وأحداث متناسخة، وإنما يتغيَّر الناس فقط، وإنك لو تأملتَ لوجدت أنه في كل عصر يوجد موسى وفرعون، وفي كل عصر يوجد مهاجرون وأنصار، وفي كل عصر يوجد قارون وسامريّ، كما يوجد نجاشيّ أيضاً! أبو جهل فكرة واجهها كل الأنبياء خلال مراحل دعواتهم، ولكن أبا جهل الشخص ترسّخ في أذهاننا لارتباطه بسيرة نبيّنا ﷺ، الصحابة كانوا هم الحواريين في زمن مضى، وفي كل جماعة طيّبة لا بد من يهوذا الإسخريوطي بينها!

مع استمرار المذبحة على غزّة كان الاحتلال، ومن ورائه أمريكا، ينتظران أدنى تنازل من المقاومة في ملف الأسرى أو بقاء قوات الاحتلال في غزّة، لإنهاء الحرب قبل رمضان بما يمكن تسويقه على أنه نصر.. كانا يعتقدان أن الشارع العربي قد يفلت من بين أيديهما، وأن زلزالاً قد يحصل فيغيّر شكل المنطقة ومعها شكل العالم! ولكنهما تفاجأا، كما تفاجأت غولدا مائير من قبل، بأنَّ الأمر لا يعني أحداً، وأن الأمور لن تتعدى الشجب والإدانة، وأنَّ ربَّ رمضان هو ربّ بقيّة الأشهر!

شخصياً، ما زلت – كما يومَ العبور المجيد في السابع من أكتوبر- أؤمن أن هذه العصابة لن تهلك أبداً، وأنها باقية ومنصورة، وأن الله تعالى لن يتركها وحدها وإن تركناها نحن وحدها! أنظرُ إلى المشهد كلّه تارة بعينٍ باكية على الناس، وتارة بعين الفخر بهذه المقاومة المعجزة التي أقامت الحُجَّة على الأمة كلها بأن الذي يريد يستطيع، وأنّ هذا الكيان يمكن بالفعل تمريغه بالأرض.. أنظرُ إلى المشهد كله فأجده يُشبه يوم الأحزاب، وأؤمن أن الريح ستأتي لتكفأ قدور المشركين وتُطفئ نارهم، ولكني فقط أرقبها من أي اتجاه ستأتي!

أدهم شرقاوي

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!

2 التعليقات

  1. Manar Fandi

    حاولوا بشتى الطرق طمس الهوية الفلسطينية و خلق النزاعات و إشغال الناس بحياتهم اليومية لنسيان انه هناك فلسطين و أقصى مدنّس لكن في ٧ اكتوبر فتية آمنوا بربهم أذاقوا الكيان الصهيوني ذل لم و لن ينسوه أعادوا القضية الى اذهان الجميع الصغار قبل الكبار. و وجهوا صفعة للمطبعين المتخاذلين اصحاب مقولة الفلسطيني باع أرضه و رغم تواطوء الجميع و خذلانهم و رغم آلام غزة الجريحة الا أن وعد الله قادم لا محال و ما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم . اللهم انصرهم و ثبّت اقدامهم و سدد رميهم و اضعف عدوهم و انزع مُلك كل متخاذل و ارنا فيهم عجائب قدرتك

    الرد
  2. رحيق شهاب الدين

    أستحضر بعض آيات الله عزَّ وجل في كتابه العزيز:

    ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾
    ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
    ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

    بارك الله فيك أستاذي القدير، لقد كتبت فأجدت وأفدت ووفَّيت وكفَّيت وأحسنت، أحسن الله إليك وسدَّد قولك وعملك وخطاك.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

رسالة إلى أمريكا

رسالة إلى أمريكا

وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...

قراءة المزيد
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
Loading...