
أكفرتَ بهذا العالم أم ليس بعد؟!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 18 مايو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 18 مايو, 2024
أكفرتَ بهذا العالم أم ليس بعد؟!
1. أُعيذكَ بالله أن تكون ما زلت مؤمناً بكلامهم عن حقوق الطفل، وقد رأيتَ أطفالَ غزَّة يُنتشلون قِطَعاً من تحت الأنقاض! وأعيذكَ بالله أن تكون قد انطلت عليك دموعهم الباردة، ما هي إلا دموع التماسيح بعد الفراغ من التهام فرائسها! هؤلاء لا يعنيهم أطفالنا إلا حين يضعون لهم مناهج لتدجينهم، وحين يبثون فيهم سموم المثليّة وحريّة اختيار الجنس، في ما عدا ذلك فإنّ ابنكَ وابني ليسوا إلا أرقاماً، موت الواحد منهم وموت الألف عندهم سواء!
2. أعيذكَ بالله أن تكون ما زلت مؤمناً بكلامهم عن حقوق المرأة، وقد رأيت نساء غزَّة تطايرتْ أشلاءهنَّ فأداروا وجوههم عن المشهد! هؤلاء لا تعنيهم المرأة إلا إذا كانت قضيّتها خلع الحجاب، واتخاذ الأخدان، ومزاحمة الرجال! في ما عدا ذلك فهُنَّ مصانع للإرهاب! إنّ امرأة واحدة تهرب إليهم خالعة حجابها يحتفون بها كأنّها اخترعت دواءً للسرطان، أو قضت على المجاعة وأوقفت الحروب في هذا العالم! أما نساؤنا فليُقصفنَ وليمُتنَ، لن تتحدث عنهنَّ النسويات، ولن تُذرف عليهنَّ الدموع، يا صاحبي هم لا يريدون حرية المرأة وإنما حرية الوصول إليها!
3. أُعيذكَ بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمجلس الأمن الذي يُرفع فيه الفيتو ضد وقف الحرب، هذا العالم الذي يدين روسيا في ثانيّة، ويصلي استخارةً منذ ثمانية أشهر ليقرّر إن كان سيدين جرائم الاحتلال، ثم يتبيّن له بعد خشوع طويل، أنها دفاع مشروع عن النفس!
4. أعيذكَ بالله أن تكون ما زلت مؤمناً بالأمم المتحدة ومواثيقها، فهي ليست إلا حبراً على ورق، وليست أكثر من أصنام العرب المصنوعة من تمر في الجاهلية، يعبدونها حيناً ويأكلونها حيناً! إنهم يعبدون قوانينهم إذا تعلّق الأمر بهم، أما إذا تعلّق الأمر بنا، فإنهم يخرجون علينا ليخبرونا أنّ الناس في هذا العالم ليسوا سواسية، وإنما مقامات، فيهم الشُّقر نخبة البشرية وخلاصتها، وفيهم أولاد الكلب نحن!
5. أعيذكَ بالله أن تكون ما زلت مؤمناً بمحكمة العدل الدَّوليّة، مطارقهم القضائية لا تُطرق إلا في وجوهنا نحن، وبسالة القانون لا تطول جرائمهم، بل ويتمّ تكريم قادتهم بجوائز نوبل للسلام، يعتلون المنصات وأيديهم تقطر من دمائنا، وبين أسنانهم بقايا لحومنا، ولكنه السلام، أمّا أنتَ فمُتْ بسلام!
6. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلت مؤمناً بحرية التعبير، وقد رأيتهم ينهشون بعضهم كالكلاب المسعورة! أما رأيتَ فضّ الاعتصامات في جامعات أمريكا أُمّ الديمقراطيات! أما طُرد الذين عبّروا عن الآراء التي لا تُعجبهم من وظائفهم؟ أما جرجروهم إلى المحاكم بتهمة معاداة الساميّة؟ وأنتَ، أما قيّدوا حساباتك وحذفوا منشوراتك؟ يا صديقي، الحرية عندهم ليست إلا تمثالاً!
7. أُعيذكَ بالله أن تكون ما زلت مؤمناً أن هناك أشياء عبثيّة في هذا العالم!
هل سمعتَ شيئاً عن كورونا ومتحوراته ومتحولاته منذ بدء الحرب على غزّة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن سُعار الشذوذ وترويج المثلية والمخنثة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن القلق من انخفاض سقف الحريات في مكان ما في هذا العالم؟!
هل سمعتَ شيئاً عن تعديل المناهج؟!
هل سمعتَ شيئاً عن حوار الأديان، والتعايش المائع، وتلك الحكمة الباردة؟!
المُعلّم الذي يقف وراء كل هذا واحد، وقد شغلته غزّة عما كان فيه!
في اليوم التالي لنهاية الحرب، سيظهر المتحور الفتاك، وحملات الشذوذ، وكل تلك السمفونية المشروخة!
وإني أعيذك بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بهذا العالم!

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
3 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا …﴾
﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ…﴾
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، الحمد لله الذي لم يجعلني يوماً أؤمن بكل هذه الأكاذيب وكل هذا الهراء! أنظمة صهيونية فاسدة قذرة مُنحطَّة خالية من كل معاني الدِّين والقِيَم والإنسانية…
لا بأس لن يطول ليل الظالمين بإذن الله!
اللهم احفظ أطفال ونساء ورجال نور الأمَّة غزَّة العِزَّة الطاهرة الفاضحة الكاشفة لهذا العالم الحقير المنافق…
اللهم أعزَّنا بالإسلام واهدي المسلمين وردَّنا إليك رداً جميلاً، ولا تُؤَاخِذنا بما فعل السفهاء يارب العالمين.
كعادتك أستاذي القدير تضع النقاط على الحروف!
الله يرضى عليك في الدنيا والآخرة.
رائع انت بكل كلمة كتبتها يا استاذنا الفاضل وارجو ان يتم ترجمة هذه المدونة ونشرها على اوسع نطاق فهي تلمس الواقع بكل شفافية وصدق
حفظك الله استاذنا الفاضل وحفظ جميع المسلمين والمسلمات في شتى بقاع الارض وحفظ غزة اهلها ومرابطيها ومجاهديها وغفر لنا تقصيرنا وقلة حيلتنا
حفظكم الله أينما كنتم صادقين
أخي الفاضل
كلام جميل ورائع وهو عين الحقيقة