الإمارات.. شريان الحياة الباقي لإسرائيل بعد تدهور علاقاتها مع الدول العربية أصبح مهددا
بقلم: مدونة العرب
| 20 مارس, 2024
مقالات مشابهة
-
بعد الهجوم الصاروخي، قد تكون إسرائيل مستعدة للمخاطرة بحرب شاملة مع إيران
يبدو أن إسرائيل مستعدة للرد بشكل أقوى وأكثر...
-
كواليس الهجوم الإسرائيلي على إيران
بعد أيام من الجدل الحاد في أعلى مستويات الحكومة،...
-
الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله تؤشر تحولًا استراتيجيًا عميقًا
يرى المحللون أن أحداث هذا الأسبوع تشير إلى أن...
-
4 سيناريوهات للمرحلة المقبلة من حرب غزة مع اقتراب انتهاء القتال “العنيف”
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن الصراع على...
-
اللعبة الحذرة: كيف أبقى حزب الله وإسرائيل الغطاء محكمًا على حرب أوسع نطاقًا؟
لكل من الجانبين أسبابه الخاصة لتوخي الحذر في...
-
لماذا يحمل اعتراف النرويج بالدولة الفلسطينية أهمية خاصة؟
استضافت النرويج الاجتماعات السرية في عام 1993...
مقالات منوعة
بقلم: مدونة العرب
| 20 مارس, 2024
الإمارات.. شريان الحياة الباقي لإسرائيل بعد تدهور علاقاتها مع الدول العربية أصبح مهددا
حافظت الإمارات على علاقاتها مع إسرائيل طوال الحرب في غزة، لكن العلاقة، المبنية على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة، تتعرض لضغوط مع تزايد الغضب ضد إسرائيل
قبل بضع سنوات فقط، كان كثيرون من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة على استعداد للتحدث بحرارة عن علاقات بلادهم الناشئة مع إسرائيل، لكن الوضع تغير الآن.
أقامت إسرائيل علاقات مع الإمارات من خلال صفقة توسطت فيها الولايات المتحدة؛ وقد ظهرت مجموعات الأعمال لتوجيه الاستثمارات عبر البلاد.. امرأتان، إماراتية وإسرائيلية تجمعهما صورة فوق ناطحة سحاب في دبي، فيها تمسك كل منهما بيدي الأخرى.. المسؤولون الأمريكيون والإماراتيون والإسرائيليون توقعوا أن اتفاقهم، الذي أطلق عليه اسم اتفاقيات إبراهام، سينشر السلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ولكن الآن، بينما يؤدي القصف الإسرائيلي لغزة منذ أشهر إلى تأجيج الغضب في جميع أنحاء المنطقة، أصبح من الصعب العثور على مؤيدين إماراتيين للصفقة.
قال رجل أعمال إماراتي، كان قد روج ذات مرة للعلاقات الاقتصادية، إنه ترك مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي، وليس لديه أي شيء آخر ليقوله! وقال بعض الإماراتيين، على الرغم من إحباطهم من الاتفاقات، إنهم يخشون التحدث علنًا، مستشهدين بتاريخ حكومتهم الاستبدادية في اعتقال المنتقدين.. أحد الأشخاص تحدث علنًا، نائب رئيس شرطة دبي، أعلن على الإنترنت أن العرب “يريدون السلام حقًا” وأن إسرائيل “أثبتت أن نواياها شريرة”.
يقول المحللون إنه من غير المرجح أن تنسحب الإمارات أو إسرائيل من الصفقة: فهي تظل شريان حياة دبلوماسي لإسرائيل بينما تتدهور علاقاتها مع الدول العربية الأخرى، وقد جلبت للإمارات مليارات الدولارات في التجارة والعلاقات العامة في الدول الغربية. وقال محمد باهارون، رئيس مركز أبحاث دبي، إن المسار الحالي للحرب لا يبشر بالخير للاتفاقات أو لأمن الشرق الأوسط؛ وأضاف: “هذه شراكة، وإذا لم يقم أحد الشركاء بدفع مستحقاته، فهي لن تبقى شراكة بعد الآن”.
يقول مسؤولو الصحة في غزة إن الغضب تجاه إسرائيل وحليفها الرئيسي، الولايات المتحدة، ارتفع بشكل حاد في العالم العربي بسبب قصف إسرائيل واجتياح غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، وترك مليونين آخرين يواجهون نزوحاً جماعيّاً وخطر المجاعة وانهيار النظام الطبي.
عدد من القادة العرب الذين يحافظون على علاقات مع إسرائيل، دفعتهم الحرب إلى إعادة النظر في تلك العلاقة؛ فقد استدعى الأردن سفيره في نوفمبر، وحذر المسؤولون المصريون من أن أي إجراء يدفع سكان غزة إلى مصر قد يعرض معاهدة عمرها عقود للخطر، وأقام سفراء إسرائيل لدى البحرين والمغرب ومصر لفترات طويلة في إسرائيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.
على الرغم من هذه الضغوط، يقول المسؤولون الإماراتيون إنهم لا ينوون قطع العلاقات مع تل أبيب.. في بيان مكتوب لصحيفة نيويورك تايمز، سلطت الحكومة الإماراتية الضوء على كيفية استخدام المسؤولين الإماراتيين لعلاقتهم مع إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لسكان غزة، فضلًا عن العلاج الطبي للمصابين في غزة الذين تم نقلهم إلى الإمارات؛ وقالت الحكومة: “تعتقد الإمارات أن الاتصالات الدبلوماسية والسياسية مهمة في الأوقات الصعبة مثل تلك التي نشهدها”.
في أواخر فبراير/ شباط، أصبح وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات منذ 7 أكتوبر، ويحضر تجمعًا لمنظمة التجارة العالمية. في مقابلة، قال إنه “متفائل للغاية” بعد لقائه مع المسؤولين الإماراتيين؛ وقال: “هناك القليل من الحساسية بينما لا تزال الحرب تتواصل”، ولكن البلدين “لديهما مصالح متوافقة، واتفاقات أبراهام استراتيجية للغاية بالنسبة لنا جميعا”.
ومع ذلك، حتى لو لم يكن استمرار الاتفاقات على المحك، فإن ما ستبدو عليه العلاقة بعد ذلك لا يمكن تخيله أو التنبؤ به، كما قال العديد من الإسرائيليين والإماراتيين. قالت نوا غاستفروند، المؤسس المشارك الإسرائيلي لمنطقة التكنولوجيا، وهي مجموعة تربط رواد الأعمال والمستثمرين الإماراتيين والإسرائيليين في مجال التكنولوجيا: “لقد تلاشت المرحلة الرومانسية من اتفاقات إبراهام الآن”، وأضافت: “لقد دخلنا في مرحلة واقعية من فهم أن الأمر لن يكون سهلًا”.
كانت الاتفاقات، التي تم الإعلان عنها في عام 2020، مطمعًا بشكل خاص من قبل إسرائيل كخطوة رئيسية نحو مزيد من الاندماج في الشرق الأوسط، بعد أن كانت الدول العربية قد عزلت إسرائيل منذ فترة طويلة بسبب معاملتها للفلسطينيين وسيطرتها على غزة والضفة الغربية. وبينما أشاد كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس دونالد ترامب بالصفقة باعتبارها علامة فارقة، خفف الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من وتيرة احتفاله، وأكد أن السيد نتنياهو والسيد ترامب قد توصلا إلى اتفاق “لوقف المزيد من الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.
على مدى السنوات القليلة التالية، تدفق مئات الآلاف من السياح الإسرائيليين إلى الإمارات، وفي عام 2022 أعلنت البلاد عن 2.5 مليار دولار في التجارة مع إسرائيل؛ افتتح عدد من المطاعم الإسرائيلية في دبي، أطلق أحدها على نفسه اسم كافيه بيبي، على اسم نتنياهو.. لكن سرعان ما ظهر الشقاق بين الإماراتيين المحبطين، الذين يشاهدون توسع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، بينما شكلت إسرائيل الحكومة الأكثر يمينية وتطرفًا في تاريخها.
لم تتحقق خطط متعددة من قبل نتنياهو لزيارة الإمارات أبدًا، ولم يتم توسيع الاتفاقات لتشمل دولًا مثل عمان أو قطر. وعلى الرغم من أن المسؤولين السعوديين تابعوا المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين للاعتراف المحتمل بإسرائيل، فإنهم غير مهتمين بالانضمام إلى الاتفاقات، ويطالبون بتنازلات ثقيلة.
في مؤتمر عقد في سبتمبر/ أيلول، قال أنور قرقاش، وهو مسؤول إماراتي كبير، إن العلاقة الإسرائيلية– الإماراتية “تمر بوقت عصيب”؛ وقد تفاقمت التوترات فقط منذ بدء الحرب.. نشر ضاحي خلفان، نائب قائد شرطة دبي، إدانات لاذعة لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا إن القادة الإسرائيليين “لا يستحقون الاحترام”، وكتب في يناير/ كانون الثاني: “آمل أن يعيد جميع القادة العرب النظر في قضية التعامل مع إسرائيل”، وهو نداء صريح غير عادي في الإمارات، حيث يقل كلام معظم المواطنين في السياسة، بدافع الاحترام والخوف.
رفض العديد من الإماراتيين إجراء مقابلات حول الحرب في غزة أو العلاقات الإماراتية مع إسرائيل؛ لكن وافق إماراتي في العشرينيات من عمره على التحدث بشرط أن يتم التعرف عليه فقط باسمه الأوسط، سالم.
وصف سالم شعورًا متزايدًا بالتنافر المعرفي حيث استمتع بحياة مريحة، وسط ناطحات السحاب اللامعة والمقاهي المتخصصة، في حين تدفقت صور الموت والدمار من غزة. وقال إن العلاقة مع إسرائيل كانت محبطة، خاصة لأنه والعديد من الإماراتيين قد نشؤوا على النظر إلى الفلسطينيين كإخوة يجب عليهم حمايتهم.. قال إنه يعتقد الآن أن اتفاقات أبراهام كانت محاولة للحصول على مصالح مع الحلفاء الغربيين للإمارات، وقال إن ذلك جعله يشعر بأن قيم بلاده معروضة للبيع.
أصبحت وجهات النظر الإماراتية تجاه الاتفاقات أكثر قتامة بالفعل منها قبل الحرب، ووفقًا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهي منظمة بحثية مؤيدة لإسرائيل بشكل عام، فإنه بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، قال 71 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع في الإمارات إن الاتفاقات كان لها تأثير “سلبي” على منطقتهم.
حتى الآن، رد المسؤولون الإماراتيون على الحرب من خلال التركيز على المساعدات المقدمة إلى غزة، وتوجيه الخطاب القاسي بشكل متزايد نحو إسرائيل، والدعوة إلى وقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية. وجاءت أقوى تصريحات من مسؤول إماراتي حتى الآن من لانا نسيبة، ممثلة البلاد في الأمم المتحدة، في شهادة حديثة أمام محكمة العدل الدولية، نددت “بهجمات إسرائيل العشوائية على قطاع غزة”، وقالت إن احتلال إسرائيل للضفة الغربية غير قانوني وطالبت بوجود عواقب لذلك. كما قالت، في مؤتمر في دبي الشهر الماضي، إن الحكومة الإماراتية ليست على استعداد لتمويل إعادة إعمار غزة دون مسار “لا رجعة فيه” نحو دولة فلسطينية.
في مقابلة، قال محمد دحلان، المنفي الفلسطيني المؤثر والمستشار المقرب من الرئيس الإماراتي، إن الحكام العرب قد أغضبوا نتنياهو.
قبل الحرب، وضع نتنياهو ومسؤولو إدارة بايدن أعينهم على جائزة أكبر من العلاقات مع الإمارات؛ صفقة إسرائيلية مع المملكة العربية السعودية.. يقول المحللون إن هذا الاحتمال يبدو الآن بعيد المنال بشكل متزايد.
كتب الأكاديمي السعودي هشام الغنام في مجلة سعودية الشهر الماضي: “أصبحت إسرائيل عبئًا أخلاقيًا على أي شخص يتعامل معها، يقترب العرب من الاستنتاج بأنه على الرغم من أن السلام مع إسرائيل قد لا يزال متصوّرًا، فإنه لم يعد مرغوبًا فيه”.
خلال زيارة وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، انتشرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي للوزير الإسرائيلي ووزير التجارة السعودي يتبادلان بطاقات العمل؛ وسارعت الحكومة السعودية إلى نفي أن يكون الاجتماع متعمدًا. وقالت الحكومة في بيان: “اتصل شخص مجهول بالوزير لتقديم التحية وعرف نفسه لاحقا بأنه وزير الاقتصاد في حكومة الاحتلال الإسرائيلي”.. وردا على سؤال حول رد الفعل السعودي، قال بركات: “نحن نحب التعاون مع جميع البلدان التي تسعى إلى السلام في المنطقة”.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
0 تعليق