الكُرة ليست في ملعبنا!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 9 مارس, 2024
مقالات مشابهة
-
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن...
-
اقتصاد الحرب.. ماذا يعني اقتصاد الحرب؟!
لم يوضح د. مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر ماذا يقصد...
-
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما...
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 9 مارس, 2024
الكُرة ليست في ملعبنا!
المقاومة في غزة تواجه تحدّياً بين شروط الاحتلال ومطالب الشعب. حيث يطالب الاحتلال بشروط مُذِلة لوقف الحرب، ولكن المقاومة تتمسّك بمطالبها، وترى في الاستسلام فشلًا للحقوق والكرامة.
المقاومة في غزة – بين شروط الاحتلال وحقوق الشعب
الكرة الآن في ملعب المقاومة!
هذه هي الجملة التي نسمعها بعد كل جولة مفاوضات لإيقاف الحرب على غزّة! وهي جملة خبيثة يُراد منها أن يفهم العالم عموما، وأهل غزّة خصوصا، أنه قد تم تقديم حلول منطقيّة لإيقاف الحرب، وأن المقاومة هي التي رفضتها.. والحقيقة أن الاحتلال يضع تصوّره وشروطه لوقف الحرب، ثم يُمرّرها لأمريكا التي تحملها على أنها مبادرة للحل!
سأشرح لك الأمر بمثَلٍ حياتيٍّ بسيط، والأمثال بالمعنى لا بالألفاظ.
تخيَّلْ أنك قد تشاجرت مع زوجتك فذهبتْ إلى بيتِ أهلها، ثم جاءك أهلها وقالوا لك: نحن على استعداد لعودة المياه إلى مجاريها، بشرط أن تكتب بيتك وسيارتك وجميع ممتلكاتك باسمها، وأنَّك تتعهّد أن تُسلِّمها راتبك كاملا كل أول شهر ثم تأخذ مصروفك منها، وأنه عليكَ أن لا تغادر البيت إلا بإذنها، وأنه لا يحقّ لأحد أن يزورك في بيتك دون موافقتها ولو كانت الزائرة أمك! ثم يُشيعون بين الناس أنهم قد سعوا بينكما للصلح، وأنكَ تعنَّتَّ ورفضْتَ واخترت خراب البيت!
في الحقيقة، إنَّ ما قُدِّم إليك ليست شروطا لحلّ المشكلة، وإنما لائحة إملاءات مُذِلّة، ستُحوّلك من صاحب بيت إلى عبد! وهم لم يضعوا الكرة في ملعبك، لقد وضعوها في مرماك، وسجَّلوا فيك هدفا، وينتظرون منك أن تُوقِّع على نتيجة هزيمتك!
الاحتلال يُملي شروطا لا يمليها إلا المنتصرون، وهو لو كان منتصرا ما جاء إلى طاولة المفاوضات أساسا، ولكن الأمر ببساطة أنه يريد أن يأخذ بالسياسة ما لم يأخذه بالميدان!
فعلى سبيل المثال ما طُرِح في جولة المفاوضات الأخيرة، هدنة لستة أسابيع مقابل إطلاق جميع الأسرى، وبعد انقضاء الأسابيع الستة سيعودون لقتلنا وقد فقدنا أهمّ أوراق قوّتنا وهم الأسرى!
يريدون أن يأخذوا منك الدجاجة التي بين يديك ويعطوك بيضة مقابلها! يريدونك أن تقايض بقرةً حلوباً عندكَ بملء سطلٍ حليباً، يمنِّنونك بأنهم تكرَّموا وقبلوا بإعطائك إيّاه!
المقاومة قدَّمتْ شروطها للحلِّ منذ أول ردٍّ لها على أول ورقة جدّية لإيقاف الحرب:
1. وقف الحرب نهائيا، وليس هدنة.
2. صفقة تبادل أسرى على مبدأ الكُل مقابل الكل.
3. انسحاب جيش الاحتلال إلى حدود ما قبل السابع من أكتوبر.
4. عودة النازحين إلى مناطقهم.
5. رفع الحصار عن غزّة أو على الأقل تعهدات دولية بعدم إغلاق معبر رفح تحت أيّ ظرف كان.
6. إعادة إعمار غزّة.
7. تأمين إيواء لائق لأهل غزّة ريثما يتم الإعمار.
هذه هي كرة المقاومة وقد وضعتها في ملعب هذا الكوكب، وهي التي تنتظر الرَّد.. ما عدا ذلك وثيقة استسلام مُذلٍّ لا تعني نهاية المقاومة فقط، بل تعني نهاية غزّة كلها، وهذا ما يجب على أهل غزّة أن يعرفوه، أنهم إن لم يأخذوا الآن فلن يأخذوا أبداً! والمقاومة إن قبلت بشروط الاحتلال تكون قد خانت دماءهم وتضحياتهم، وهذه المقاومة ليست خوَّانة، وإنما تريد خروجا مُشرِّفا، تريد إذ تقابل حاضنتها الشعبيّة أن تنظر إليها بفخر.
3 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
يا اخي الحبيب أحببتك من خلال ما تكتب و انت تكتب و قلبك يقطر دما مثل ما تقطر قلوبنا
بارك الله فيك يا استاذ ادهم .. كلماتك حية دائما ترفع حجاب الغفلة عن اعين الغافلين علهم ينطلقوا مع قافلة الاحرار المرابطون حتي يأتيَ وعد الله
إنَّ مطالب حماس وتمسكها بمطالبها الوطنية الطبيعية، وحرصها على مصالح شعبنا الفلسطيني واضحٌ وضوح الشمس وشروطها هي عين العقل، وتؤكِّد الحركة دائماً على أنَّ ما عجز الكيان المحتل النازي المهزوم المأزوم عن تحقيقه في الميدان لن يحقِّقه في المفاوضات مهما عظم إجرامه وابتزازه وحاول بكل الطرق والأساليب القذرة والبشعة والشنيعة هو ومَن يواليه وينصره ويسانده ليضغطوا على المقاومة.
مقاومتنا الأبية منتصرة بإذن الله، وكما عوَّدتنا دائماً سينصاع هذا العدو لمطالبها وشروطها رغماً عن أنفه بإذن الله. حفظ الله غزة العزَّة مقاومةً وشعباً وعجَّل لهم بنصره العزيز المبين.
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك أستاذي للقدير، مقالك المبارك وضعٌ للنقاط على الحروف.