
المدهش جداً
بقلم: علي المسعودي
| 11 مايو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: علي المسعودي
| 11 مايو, 2024
المدهش جداً
لو فتحت اليوتيوب على أي لقاء مع الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، وتتبعت طريقته في الحديث، لوجدت أن أبرز ما يفعله أنه غالبا يترك كلمة في آخر الجملة لا يقولها.. يتركها أحياناً للتخمين، ويتجاوزها مرّات لأنها واضحة ولا داعي لذكرها، ويتركها أحيانا لأنه يتنبّه أنه ليس من اللائق أن يقولها!
يقف قبلها عند شيء يكرره مثل “و، و، و..” أو “إلـ، إلـ، إلـ”.. يسكت قليلا ثم يقفز من فوق الكلمة المنتظرة إلى الجملة التالية، يترك بين الجملتين جسراً صغيراً من الفراغ يريدك أن تعبُره بفطنتك.
هذه هي تماماً روح الشاعر، وهذا أسلوبه التعبيري الذي جعله يتفرّد على سحابة نصف قرن، ويطير في سرب مختلف يجعل من الشعر حالة حب يكتنفه الغموض.. الغموض المدهش لا الغموض المزعج، الغموض الذي يجعلك تتشوّق لا تنفر.
عندما يخاطب قلبه مثلاً: “يا الله قلبي، سرينا”، لا يخبرك من أين يقوم وإلى أين يذهب.. ويقول: “مدري باكر هالمدينة وش تكون”، ليترك في عقلك السؤال: أي مدينة تلك وكيف ستكون؟
ويضع أمامك عنصرين؛ الليل الضرير والقمر، فيجعل الحالة التي تواجهك هي الليل.. ويخفي القمر وراء هذه العتمة العمياء، ليدعك تفتش عن مسارب الضوء، لأنه لو أعطاك الضوء كاملا لانتهى شغف الشاعر بإدهاشك.
حتى عندما يهدّد: “كل جرح فات لي منك هدية.. وش بلاك تخاف من رد الهدايا؟”.. لا تعرف أهي هدايا فعلاً، أم هي عقوبات؟
والشعراء المميزون كثر.. أكثر مما نتخيل!
بدر بن عبدالمحسن يتميّز عنهم بأنّه (شاعر مدهش).. و”الإدهاش” لعبة ذكية.. المبدعون الأذكياء يلمع في أعينهم دهاء المحترفين الذين ينظرون إليك نظرة يوهمونك أنها بريئة، وستصدّق أنها بريئة، فيبتسمون ابتسامة المنتصر المزهوّ أنه خدعك بذكائه، وأوحى لك أنّ الحمامة التي رسمها بقلم الرصاص قد طارت.. ويمكنك أن تحجز رحلة بالقطار المرسوم بالطباشير على الجدار !!أما هذه الصورة الشعرية فلن تفهمها إلا عندما تكملها بخيالك.. وإلا ستظل مبهمة:
على الغدير.. كانت سما
ويرمي الظما وجهي عليه
على الغدير وجه وسما
لين ارتمى وجهك عليه
على الغدير: وجهي ووجهك والسما
من يسبق ويملي يديه
يشرب ملامح صاحبه
نسيت أن أقول كلمة قالها لي مرة بدر بن عبد المحسن.. قال: عندما تظن أنني إنسان مختلف، ليس من حقك أن تفرض عليّ تعاملاً لايوحي بـ بـ بـ..!

كاتب له مؤلفات في الشعر والنقد والقصة
3 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
تكتب عن المدهش بإندهاش ، فإذا بك ادهشتني بشيء لم ألحظه من قبل، اعتقد سأعاود مشاهدة لقاءات البدر بتركيز أكثر .. شكرًا يا أديبنا الأنيق مقال جميل لمقام أدبي كبير.
هو ذاك البدر وأكثر رحمة الله وغفر له وجزاك الله عن جمال وصدق ماكتب خير الجزاء
مقال مرهف رهافة القصيدة
منصف إنصاف شاعر ملك الجريدة
شاعر مرهف الاحساس فهم ما بين سطور البدر
وخلى الليل عتمة والقمر ورا العتمة طريدة
واجهك الليل
والقمر
مين غير النسر المسعودي يقدر يصيده