تزوير التاريخ!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 27 مايو, 2023
مقالات مشابهة
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
-
إنهم يلعبون بنا (2)
للأسف، لم يبالغ "إدوارد برنايز" حينما أكد أن...
-
مسلسل تحجيم مصر.. عرض مستمر
في سبتمبر/ أيلول عام 2010 تعرضت صحيفة الأهرام...
-
الحلم العربي
تخيل الدول العربية قد اتفقت على تكوين جيش عربي...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 27 مايو, 2023
تزوير التاريخ!
في بداية الغزو الأوروبي لإفريقيا، راجت تجارة العبيد!. كان السادة البيض يقبضون على الأفارقة الذين كانت لهم أوطان، وعائلات، وحياة، ويحملونهم على ظهور السفن، ويبيعونهم!.
ملك داهومي، آغاجا ترودو، حارب المستعمرين ببسالة، وكان يهاجم المستعمرات ويخلص الأسرى قبل بيعهم. ولكنه قُتِل نهاية المطاف. ومن المخزي، أنه في متحف القصر الملكي في عاصمة داهومي، لم يكن هناك ذِكر لأي أثر لذلك الملك البطل، آغاجا ترودو.. مُسِحَ من التاريخ!. فحتى بعد أن استتب الأمر للغزاة، وتوقفتْ تجارة العبيد، كانوا يستميتون لطمس كل لطخة عار قاموا بها!.
عجوز تبلغ من العمر أكثر من مئة عام، كانت تحتفظ بوثيقة شفهية في ذاكرتها، كانت تخبر الجميع أن أسوأ عدو للملك كانت زوجة أبيه، كانت طامعة بالعرش، وفاوضت الغزاة على أن تبيعهم بعض مواطنيها مقابل تسليمها العرش؛ ولكن، قبل أن يستتب لها الأمر اكتشف الملك مؤامرتها!. فما كان من الملك الذي حارب بيع العبيد ببسالة، إلا أن باع شخصا واحدا بثمن بخس.. زوجة أبيه!.
التاريخ دوما يكتبه المنتصرون، ويُوقِّع عليه المهزومون!. هذا إن بقي لهم أثر ليوقعوا!.
الأفارقة سرقت أوروبا ذهبهم، وباعتهم في أسواق الرقيق. كل هذه البلطجة تُسمى في تاريخهم: نقل الحضارة إلى الأفارقة المتخلفين!.
تاريخ أمريكا يمكن اختصاره بما يلي: أرض جغرافية واسعة، كان يسكنها الهنود الحمر منذ آلاف السنوات، ثم وصلت سفن الأوروبيين إلى هناك. كل مجرم وخارج عن القانون في أوروبا صار يُنفى إلى أمريكا، ثم شكَّل هؤلاء المنفيون نواة دولة، ولتصير هذه النواة دولة كان لا بد من إبادة السكان الأصليين؛ وهذا الذي حصل بالفعل!. ثم تمت بعد ذلك كتابة التاريخ: الآباء المؤسسون الأبطال انتصروا على الهمج والرعاع!.. هكذا بشخطة قلم يصبح صاحب الأرض همجيا متخلفا، ويصبح الغازي بطلا مُؤسِسا!.
محاكم التفتيش في إسبانيا وصمة عار على جبين الإنسانية كلها، ولطخة في تاريخها، ولكن أولئك القتلة لما فرغوا من ذبح المسلمين، غسلوا أيديهم، وامتشقوا أقلامهم، وحولوا مجازرهم إلى حرب تحرير!.
الأفارقة سرقت أوروبا ذهبهم، وباعتهم في أسواق الرقيق. كل هذه البلطجة تُسمى في تاريخهم: نقل الحضارة إلى الأفارقة المتخلفين!.
الفيتناميون كانوا فلاحين بسطاء، وعندما احتلت أمريكا بلادهم ألقوا المحاريث وحملوا البنادق، ودافعوا عن وطنهم، ولكن مئات أفلام هوليود صورتهم على أنهم إرهابيون!. هكذا ببساطة يصبح المحتل القادم من وراء المحيط فاتحا مُخلِّصا، ويصبح صاحب الدار إرهابيا!.
لو أعطيت الذئب قلما ليكتب التاريخ، فسيكتب أن الخراف كانت مجرمة، إذ كانت أحيانا تحاول أن تنطحه حين كان يحاول أكلها!. وأنها لطَّخت فروه الجميل بدمها، كانت بكل همجية تقاوم أسنانه حين تنغرس في لحمها!.
يقول الأفارقة في مثلهم الشعبي: إلى أن تتعلم الفريسة الكتابة ستبقى جميع القصص تمجِّد الصياد!.
لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما هاجم المغول مدينة "بخارى" بقيادة "جنكيز خان"، عجزوا عن اقتحامها.. فكتب "جنكيز خان" لأهل "بخارى" يقول: ﻣﻦ وقف ﻓﻲ صفنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ! فانقسم أهل المدينة ﺇﻟﻰ صفين ﺍﺛﻨﻴﻦ: ﺍلصف ﺍﻷﻭل رفض، وأصر على القتال دفاعا عن الدماء، وذودا عن...
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر مبيعًا قراء الروايات هم النساء يحكي ماريو بارجاس يوسا، الروائي الحاصل على جائزة نوبل، في مقالة له بعنوان لماذا نقرأ الأدب؟ بترجمة راضي النماصي، عن موقف يتكرر معه دائمًا، إذ يأتيه شخص حينما يكون في معرض كتاب أو مكتبة، ويسأله...
الهجوم الإسرائيلي ضد حزب الله يتسع
آلاف الجنود يتقدمون والحديث عن حرب طويلة عندما دخل جنود من الفرقة 98 الإسرائيلية إلى لبنان في أول غزو للبلاد، منذ ما يقرب من عقدين، وصف المسؤولون الإسرائيليون العملية بأنها «محدودة، محلية ومستهدِفة». لكن خلال الأسبوع الماضي، توسع نطاق الهجوم البري الإسرائيلي ضد حزب...
0 تعليق