صباح الخير.. هنا غزّة!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 12 مايو, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 12 مايو, 2024
صباح الخير.. هنا غزّة!
صباح الخير هنا غزّة، الحكاية القديمة تُعاد، الأحزاب أجمعوا أمرهم ثم جاؤوا صفّا، والقِلَّة المؤمنة ادَّرعت بالخندق، وعمرو بن ودٍّ عاجز عن العبور.. ما زال، فالصحابة يتناولونهم بقذائف الياسين، والمنافقون في المنتصف، مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولأنها معركة لا تعرف المنتصف، فمن ليس مع هؤلاء فهو مع أولئك، غدا اللون الرمادي أقبح الألوان، وأُعدَّتِ المنازل في الدرك الأسفل من النار!
صباح الخير هنا غزّة، كأنّه من قدر الغرباء في كل زمن أن تضيق عليهم ديارهم، خرجوا من مكة إلى الطائف بحثاً عن نصير، ومن مكة إلى الحبشة بحثاً عن مُجير، ومن مكة إلى المدينة بحثاً عن محطّ رحال! من شمال غزّة إلى وسطها نزحوا، ومن خان يونس إلى رفح هاجروا، ومن رفح مرّة أخرى إلى ما أفلتَ سابقاً من فم الموت يمموا وجوههم شطره، خيامهم على ظهورهم، حيثما ظنّوا أنّ بقعة تجيرهم من الموت حطُّوا رحالهم فيها، ولكنْ في غزّة بعض الظنّ شهادة!
صباح الخير هنا غزّة، قبل الحديبية بلحظات قلائل بايعوا على الموت عند الشجرة، أقسموا – وهم يضعون أيديهم في يد النبي صلى الله عليه وسلم- أن لا يفِرُّوا، ولا يديروا ظهورهم لعدوّهم؛ وها هي بقيَّتُهم تعيد بيعتهم، أقسموا جميعاً لواءً لواءً، وكتيبةً كتيبةً، وفصيلاً فصيلاً، أن لا يُؤتى الإسلام من قِبَلهم، أقسموا وبرُّوا بأيمانهم، المرَّة الوحيدة التي رأينا فيها ظهر أحدهم مواجهاً لعدوّه كانت حين ألصق الشهيد الساجد جبهته بالأرض، وكأنه يقول: هل بررتُ بقسمي يا ربّ؟!
صباح الخيرِ هنا غزَّة، كرٌّ وفرٌّ هي المعارك، نُصيبُ منكم في بدرٍ وتُصيبون منا في أُحدٍ، غير أننا على موعد مع الفتح، وأنتم على موعد مع الذبح! فاللهمّ إنّا نؤمن بكتابك، ونصدّق رسولك، ونثق بوعدك، فمن قضى منّا فاكتبه عندك في الخالدين، ومن بقي فاكتبه عندك في سجلّ الفاتحين، فإننا نعرف أنها ليست آخر الحكاية، ولا هو آخر نزال، ولكنك تدبِّر أمراً نؤمن به، وإنّا على عهدك ووعدك ما استطعنا!
لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
2 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
رائع
انها حقا الاحزاب اذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم وزاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وقال الذين امنوا هذا ما وعدنا الله و رسوله بكل اليقين والثبات ويأتى نصر الله بعد التمحيص والاختبار
السلام وصباح ومساء الخير على قلب وروح الأمَّة غزَّة العِزَّة، وعلى جبال العِزَّة رجال الله وجنوده وعباده المؤمنين المجاهدين الصابرين الصامدين المخلصين عزُّ الإسلام والمسلمين، السلام على أشباه الصحابة الذين يجعلوننا نعيش واقعاً غزوات ومعارك وفتوحات ومعجزات من عهد الصادق الأمين ﷺ وصحابته والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ…﴾ ﴿لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
جزاك الله كل خير ورفع الله شأنك وأعلى قدرك أستاذي القدير، شكراً على كل كلمة وكل حرف تكتبه.