غيِّرْ قواعد اللعبة!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 17 يونيو, 2023
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 17 يونيو, 2023
غيِّرْ قواعد اللعبة!
في اليابان القديمة، كان الحاكم لمدينة “ميتسو” مولعا بمبارزة السيوف، وذات مرة شعر بالملل إذ إنه قد رأى كل مهارات السَّيافين في المدينة، فأراد تجربة شيء جديد!. لمح بين الجموع فارسا على ظهر جواده، فنادى عليه، وطلب منه أن يشترك في المبارزة؛ وهذا الفارس كان يُدعى “سوا بانكورو”، وقد قبل طلب الحاكم لكنه اشترط عليه قائلا: أنا لا أبارز إلا على صهوة جوادي!.
وعلى الرغم من أن مباريات المسايفة كانت تجري على الأرض لعقود، وافق الحاكم!. وعلى مدى أيام استطاع ” بانكورو” هزيمة جميع السيافين.. في الحقيقة، هم لم يكونوا أقل براعة منه، ولكنهم لم يتدربوا على المبارزة وهم على ظهور خيولهم.
انزعج الحاكم من غرور البطل الجديد الذي كان يزداد مع كل نصر يحققه، فطلب من مستشاره الخاص، الذي كان سيافا عاديا وليس محترفا أن يواجه البطل الجديد للمدينة. أذعن المستشار لرغبة الحاكم، واعتلى صهوة جواده؛ وعند الإشارة، انطلق بجواده مسرعا، وعندما صار على مقربة منه، سدد ضربته على أنف الحصان الذي اهتاج وألقى “بانكورو” على الأرض.. حينها نزل عن جواده، وبارزه على الأرض وهزمه بسهولة!.
عندما أصدر “مينين” أغنية يسخر فيها من “مايكل جاكسون”، اشترى مايكل شركة الإنتاج التي أصدرت الأغنية ولم يردّ عليه بأغنية بديلة!.
في الغالب، إن خوض الصراعات بالطرق المرسومة سابقا لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة، لأن هذه الطرق قد رسمها المنتصرون ليبقوا منتصرين؛ هم لديهم خبرتهم في القواعد السائدة وأنت وافد جديد، والخبرة تغلب الجهد. ولتحقيق النصر عليك أن تُغيِّر قواعد اللعبة، وبمعنى أدق، أن تحارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت!.
كل خصم لديه مصدر قوة، تشكله الأدوات التي تبقيه منتصرا ورابحا، فعليك أن تبحث عن جذور هذه القوة وتضرب هناك؛ لأن الجزء الظاهر من الخصوم هو الجزء الصلب الجاهز للضربة، وهذا يتعبك ويستنزفك ولا يُقضى عليه أبدا!.
عندما أراد “روكفيلر” الاستحواذ على شركات النفط في أمريكا، رفضَ أصحاب الشركات بيعها.. مَن الأحمق الذي يبيع بقرةً بسطل حليب؟!. فما كان منه إلا أن اشترى سكك الحديد التي تنقل نفطهم، وتوقف عن التعامل معهم، وجعلهم بين خيارين، الإفلاس التام أو بيع الشركات له، فباعوها!.
وعندما أصدر “مينين” أغنية يسخر فيها من “مايكل جاكسون”، اشترى مايكل شركة الإنتاج التي أصدرت الأغنية ولم يردّ عليه بأغنية بديلة!.
وعندما كان “هنيبعل” على وشك مهاجمة روما، لم يرسل الرومان جيشا لمواجهته في سهول إيطاليا المفتوحة، وإنما ركبوا البحر وغزوا قرطاجة الخالية من جيشها ودمروها عن بكرة أبيها!. وقتها فقط شعر هنيبعل أنه لم يبق له شيء يُحارب من أجله!.
هذا هو سر النصر: اِعرفْ أين تضربْ، وليس بالضرورة أن تضرب بقوة.. يكفي أن تضرب بذكاء!
لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
0 تعليق