
كيف تصبح مسلما “كيوتا”؟!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 22 يوليو, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 22 يوليو, 2023
كيف تصبح مسلما “كيوتا”؟!
كن مائعا بلا عقيدة ولا موقف، كالطبل ضخم الجثة وفارغا من الداخل!.
غلِّف الجبن برداء من الإنسانية، فهو لباس مطلوب هذه الأيام!. وقل إنك تؤمن بحرية التعبير حتى لو تطاولوا على نبيك ورسموه ساخرين، أو أحرقوا المصحف بعدما حصلوا على ترخيص، فهي بلادهم وهم أحرار.. أما في بلادنا فحاضِرْ بنا، وأخبرنا أن المسلم يجب أن يكون جميلا في عيون الآخرين، ولو كان الآخرون يستميتون ليظهروا قبيحين في عيوننا!.
وإذا ما غضب مسلم، مسلم حقيقي لا يشبهك، عنده عقيدة وانتماء وموقف، وثارت فيه حرارة الإيمان، فنَدِّدْ وقل: هذا فعل همجي!.. حاكِمْ ردة الفعل وانسَ الفعل!. من حقهم أن يسيئوا إلى نبيك، وأن يحرقوا مصحفك، أما أنت فمسلم “كيوت” نعنوع، أقصى أمانيه أن يمسحوا على رأسه كالقط الأليف عند قدمي سيده.
دعكَ الآن مما تردده عادة: “تنتهي حريتك عندما تسيء إلى الآخرين”، فهذه تتفلسف فيها معنا عندما يكون الآخرون منا وفينا، أما وقد صار الآخرون غيرنا، فالمسألة فيها نظر!.. انسَ أيضا تناقضهم، ولا تذكر أن ماكرون غضب حين سخروا من شكل زوجته، مع أن هذه حرية تعبير، وهي إن كانت وقاحة فليست أقل وقاحة من رسم النبي ﷺ، ولكن لا بأس.. برِّرْ وقاحتهم، واهجُ قومك!.
كن إيجابيا.. تحدث عن العطور الفرنسية، والكرواسون، والموناليزا، وبرج إيفيل، وساعة بيغ بين، عن نهر الراين الفاتن، وبحيرة زيلمسي؛ حدّثنا عن جنة الله على الأرض، وانسَ التاريخ تماما، فلا تذكر كيف قطَّع سايكس وبيكو أوصالنا، وكيف استعمرونا، ولا تتحدث عن يد فرنسا الملطخة بدمائنا، وانسَ ملايين الشهداء في الجزائر، ولا تذكر أمريكا بسوء.
ركز على ناطحات السحاب، وعظمة صناعة الأفلام في هوليود، تغنَّ ببيتزا هات وماكدونالد.. ما لكَ وللعراق الذي تحوّل من بلد إلى مسلخ؟!.
أخبرنا أنك تدين وتستنكر مقاطعة بضائعهم، وأن الناس جميعا إخوة، دون أن تذكر أن بعضهم أولاد كلب!.
أخبرنا أنها ديارهم، ولهم فيها أن يمنعوا الحجاب، ويراقبوا المساجد؛ أما ديارنا فهي ديارهم أيضا، ولهم أن يُنصّبوا حاكما هنا ويخلعوا آخر هناك، ويتدخلوا في المناهج، ويطالبوا بتنقيح كتب الحديث، وحذف آيات الجهاد ومعاداة السامية من القرآن!.
ولا تنسَ أن تطالب بحوار الأديان، فالدين كله لله، وقداسة البابا كعثمان الخميس، كلاهما مؤمن!. والأم تريزا هي النسخة النصرانية من رابعة العدوية؛ وبولس ومتّى كابن الجوزي وابن القيم، جميعهم كانوا يمشون إلى الله وإن اختلفت الطرق!.
وتبرَّأ من الجهاد والمجاهدين، فهذه نقطة مفصلية، ولن تصبح “كيوتا” بدونها.. قل إن الطالبان كانوا إرهابيين لأنهم لم يأخذوا أمريكا بالأحضان، وأن مجاهدي مالي رجعيون يقاتلون من يحمل لهم الحضارة؛ وقل إن غزَّة تستحق ما حصل لها، وأن صواريخها عبثية، وأن أنفاق المجاهدين فيها تُعرّض السكان المحليين للخطر.. لا تقل من صاحب الدار ومن المحتل، فما حصل قد حصل، ثم نادِ بالتطبيع فهو خاتمة الدياثة!.
وإن حدث عندهم خطب فسارع في إبداء تضامنك، حتى إن دُهستْ في لندن قطة فاكتب فيها قصيدة رثاء، وابكِها كأنها بعض ولدك!. أما عندما تُدكُّ غزة بالقذائف، ويُنتشلُ أطفالها من تحت الركام، فضع يديك على عينيك وتظاهر بأنك لا ترى، وأنا سأقسم معك أنك لا ترى، فالعمى هو عمى القلب!.
لا تنسَ أن تُعرّج على الحجاب قليلا.. حدّثنا أنه يقتل جمال المرأة، وأنه بالأساس مسألة خلافية اختلف فيها الفقهاء، الفقهاء الكيوت الذين هم على شاكلتك: الشيخ ميزو، ومحمد شحرور، وعلي كيالي!.
بقي أن تدافع عن الشذوذ، وأن تخبرنا أن كل إنسان حر بميوله، فمن نحن حتى نحكم على الناس؟. وأن الذي لا يتقبل الشاذين يعاني من رُهاب المثلية، وهو بحاجة إلى علاج!. وإن سُئلتَ عن عقاب الله لقوم لوط وكيف خسف الله تعالى بهم الأرض، فلا تتراجع حتى لو اضطررت أن تنعت الله جلَّ في علاه بالإرهاب!.
اِتْبعِ الإرشادات بإحكام، وستنال وسام الوسطية، وستُفتح لك القنوات؛ ولعلك إن شددتَ همتك تحصل على جائزة نوبل للسلام.
ولكن.. ثِق أنهم لا يحترمونك، فما أنتَ في نظرهم إلا كحصان طروادة استخدموه لهدم قلعتنا من الداخل، مع الفرق أن حصان طروادة من خشب، وأنت حمار من لحم ودم!.

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق