
لم يكونوا عاديين.. كانوا نُخبة!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 23 مارس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 23 مارس, 2024
لم يكونوا عاديين.. كانوا نُخبة!
المشهد الأوّل:
في السابع من أكتوبر، يوم العبور المجيد لقوّات النُّخبة في كتائب العزِّ، تناقل الناس صورة لشهيدين مُمدَّدين على الأرض بكل أناقة، العصبات الخضر تزيّن الجبين، والسبابة على مقربة من زناد البندقيّة، ودم بلون الورد قدَّماه إلى الله ليرضى!
ثم أُميط اللثام عن المشهد، فأمَّا الأول فكان الحافظ لكتاب الله عمّار النابلسي، صاحب رسالة الماجستير في التجارة بالامتياز مع مرتبة الشرف؛ وأمّا الثاني فكان شهاب الندويّ، الحافظ لكتاب الله، الجامع له بالقراءات السبع، خريج كلية الطب قسم الصيدلة بالامتياز!
عاشا معاً، ومضيا إلى الله معاً، فهل عرفتم الآن نوعية الرجال الذين يقاتلون عن مسرى نبيّهم نيابة عن الأُمّة كلها؟!
المشهد الأخير:
في الثالث من رمضان، الساعة التاسعة وخمس وعشرين دقيقة صباحاً، ارتقى هادي مصطفى شهيداً صائماً مُقبلاً!
هادي كان يشبه اسمَه كثيراً، لم يُؤذِ نملة في حياته! لم يصدّق أحد أنّ هذا الوسيم الهادئ الذي بالكاد يُسمع صوته، يمكن أن يكون من الخطورة بمكان أن تجوب مُسيّرة للاحتلال الجوَّ طويلاً بحثاً عنه، ولكن يكفي المرء فخراً أن يعرفه أعداؤه وإن جهله الناس!
وحين كان الصاخبون من الناس يملؤون الدنيا بالشجب والتنديد، كان هادي يزلزل مستوطنات الشمال بالرشقات الصاروخية من لبنان!
في جنازته كنتُ أَستعيد صورته في رأسي، المواقف التي جمعتنا، صدقه، حرقته على دينه، انضباطه.. كيف لم أنتبه كل هذا الوقت أنّه كان أجمل من أن يبقى في دنيا كهذه؟!
أمّا بين المشهدين فهناك مشاهد أُخرى ستبقى خالدة أبد الدهر وإن رحل أبطالها!
تيسير أبو طعيمة، الشهيد الساجد كما تعرفونه، كان يؤمّ الناس في المسجد في السِّلم، ويؤمّهم في الميدان في الحرب! وحده كان يمنع تقدُّمَ رتل للاحتلال.. ليس معه إلا الله وبندقيته وقذائف الياسين!. كانت أمنيتي أن أنظر في وجوه أولئك السفلة حين تقدّموا واكتشفوا أن الذي أوقفهم يوماً كاملاً خارج الحيّ هو هذا الرجل الوحيد الساجد!
حمزة عامر، الشهيد ابن الشهيد، المقاتل الأنيق كما تعرفونه، خرج من مكمنه بردائه الطويل الأنيق، القاذف على كتفه في مشهد تجلِّله المهابة، أحرق دبابة بمن فيها، ثم عاد أدراجه! ثم كانت مكافأة نهاية الخدمة بعد شهر من الحادثة، ارتقى شهيداً، صادقاً وعدَه لربّه، فقد كان يضع في “البايو” في حسابه في فيسبوك: “لئن أشهدني الله قتال اليهود ليريَنَّ ما أصنع!”.. صدقتَ ما عاهدتَ اللهَ عليه يا حمزة!
مهنّد جبريل، “حلِّل يا دويري” كما تعرفونه، لم يُرسل لمحلل الجزيرة تحيَّة كما تعتقدون، وإن كان فايز يستحقُّ تحيّة، لقد أرسل له عتاباً! الدويري كان قد قال إن تلك المنطقة خاصرة رخوة، فأحرق مهنّد ناقلة الجُند بجنودها الأحد عشر، وقال له: “حلّل يا دويري”.. مهنّد العنيد جداً الذي كان يشدّ كل شيء رخو في هذا العالم، ارتقى شهيداً بعدما أثخن وأبدع!
أبطال آخرون ستعرفون أسماءهم حين نروي حكاياتنا، وأبطال آخرون طُويت حكاياتهم إلى يوم القيامة، وحسبهم أنَّ الله رأى!
لم نرمِ هذا المحتلَّ باليائسين الفاشلين الذين يعيشون على هامش الحياة، رميناهم بأجمل فلذات أكبادنا، رميناهم بالنُّخب!
ستبقى هذه المقاومة فوق رؤوسنا دوماً، وستبقى كتائب العزِّ فخرنا، ولن نترك الساح، ولن نلقي السلاح، وسنعيد الكَرَّة، وسيكون هناك عبور آخر من حيث يرقبون ومن حيث لا يحتسبون، لن نتوقّف إلا في باحات المسجد الأقصى!

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
سلامٌ على رجال الله وجُنده وأوليائه الصالحين المخلصين، سلامٌ على أطهر أهل الأرض في هذا الزمان ونحسبهم كذلك ولا نزكِّي على الله أحداً، سلامٌ على رجالٍ عظماء أبطال أبرار عاشوا كِرَاماً أحراراً أعزَّة، باعوا أرواحهم وأنفسهم في سبيل ربهم تركوا الحياة وزينتها ومضوا يقاتلون أعداء الله، سوف تشهد لهم الساحات والخنادق والبنادق. رحمة الله تغشى كل شهدائنا الأبرار الأطهار وأسكنهم الله الفردوس الأعلى.
مقالٌ بكلماتٍ من ذَهَب، حفظ الله اليد المباركة التي كتبت هذه الكلمات العظيمة، شكراً جزاك الله خيراً وبارك الله فيك أستاذي القدير د.أدهم شرقاوي.