محاكم التفتيش الحديثة!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 24 فبراير, 2024
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 24 فبراير, 2024
محاكم التفتيش الحديثة!
تعكس تصرفات وسياسات الغرب تناقضات حول حرية التعبير، حيث تحذف منشورات تكشف جرائم الاحتلال بينما ترى الرسوم المسيئة مقبولة. الاحتجاجات الرياضية والقضايا الفنية تُكشف عن محاكم التفتيش والتعسف في التعبير.
تناقضات حرية التعبير في الغرب – بين التفاعل مع جرائم الاحتلال وقيود الرأي
ضمن تصفيات أوروبا لكرة السلة للسيدات التي تُقام في دولة لاتفيا، جرت الأسبوع الماضي مباراة بين منتخب إيرلندا ومنتخب دولة الاحتلال، وخلال عزف النشيد الوطني الإيرلندي، وقفت سيدات إيرلندا على مقاعد البدلاء وليس في وسط الملعب كما هي العادة، وقد رفضنَ مصافحة لاعبات منتخب دولة الاحتلال، احتجاجاً منهنَّ على الحرب على غزَّة.. لاحقاً، قام فيسبوك بحذف صفحة المنتخب الإيرلندي للسيدات من على موقعه!
هذا العالم مجنون بشكل رسمي، ومتناقض بشكل عجيب!. أن تحذف مواقع التواصل المحتوى الذي يفضح جرائم الاحتلال انحيازٌ حقير، ولكن يمكن فهمه؛ أما أن تُحذف صفحة منتخب بسبب قضية جرت في ملعب كرة سلّة، ولم تُنشر أحداثها على الموقع، فهذه هي محاكم التفتيش بوجهها الحديث!
ولكَ أن تتخيل أن هذا الغرب الذي صنع لنا إلهاً اسمه حرية التعبير، وأرادنا أن نعبده بلا ضوابط، قد تم فيه فصل مذيعة من عملها لأنها ضغطت على زر الإعجاب على منشور يقول: أوقفوا قتل أطفال غزَّة!
يمكنكَ في أوروبا أن تُحرقَ المصحف الشريف تحت حماية الشرطة لأن هذا واقع تحت حرية التعبير، بينما حرق علم المثليين سيودي بكَ إلى السجن! فقانونهم ببساطة هو: أنتَ حرٌّ في التعبير عما أؤمن به أنا!
في ولايته الأولى، دافع الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” عن الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال يومها: إنَّ هذا يندرج تحت حرية التعبير، وهذا الشيء مقدس في فرنسا، ولا يمكن لأحدٍ المساس به!
بعد سنتين من هذه الحادثة، رسم الفنان الفرنسي “ميشال أنج” لوحة “كريكاتيرية” شبَّه فيها ماكرون بهتلر، فجُنَّ جنون ماكرون ورفع دعوى قضائية على الرسام.. الرسوم المسيئة كانت تسيء للآخرين، ولهذا هي مسموحة، أما رسمي أنا فيسيء إليَّ!
حان الآن موعد أكل الإله المصنوع من التمر!
في الغرب يُمكنك أن تُشكك بوجود الله، أو أن تُنكر وجوده أصلاً، فلا أحد يستطيع أن يقربكَ، حتى البابا في الفاتيكان! ولكن جرّب أن تُشكك بأرقام ضحايا المحرقة دون أن تنكرها، جرّب فقط وستجد تهمة معاداة الساميّة بانتظارك!
لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ صدقَ اللهُ العظيمُ
إنها غزة العزَّة الكاشفة الفاضحة! أكاذيب هذا العالم المنافق باتَت تسقط الواحدة تِلو الأخرى، وكلُّ مَن تغنَّى بأن الحريات والديمقراطية عند الغرب عليه أن يتعلَّم الدرس ويستوعب أنه لا يوجد سوى النفاق القبيح والازدواجية المقزِّزة والعداوة للإسلام والمسلمين…
لقد أثبتت هذه البقعة الصغيرة الطاهرة من الدنيا للعالم أجمع أنَّ لا حريَّة إلا في غزة العزَّة.
عاشت غزة حرَّةً عزيزةً أبية.
بارك الله فيك وأنار دربك أستاذي القدير.